كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، تفاصيل اللقاء السرى والمثير للجدل بين المبعوث القطرى لدى إسرائيل محمد العمادى، ونائبة الكنيست الإسرائيلى عن حزب "الليكود" اليمينى الحاكم نافا بوكر، بأحدى فنادق مدينة القدس المحتلة.
وقالت وسائل الإعلام العبرية اليوم الاثنين، إن قضية بوكر والعمادى أثارت جدلا واسعا داخل تل أبيب بسبب أنها تمت بطريقة سرية بعيدا عن التنسيق الأمنى مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الطرفين تناولا كيفية مساهمة إسرائيل فى مونديال كرة القدم المقبل فى الدوحة عام 2022، بالإضافة لمناقشتهما الأزمة بين قطر ودول الخليج.
سفير تميم فى قطر
وذكر موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، أن عضو الكنيست بوكر تواصلت مع المبعوث القطرى الخاص إلى تل أبيب وقطاع غزة، محمد العمادى، دون أن يعرف أحد فى المنظومة السياسية والأمنية بذلك.
وبالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية وعلنية بين تل أبيب والدوحة، إلا أن النظام القطرى يفتح خطوط اتصال مع القادة الإسرائيليين من خلال مبعوثه الخاص العمادى من أجل توطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية فى الخفاء.
عضو الكنيست نافا بوكر
وخلال السنوات الأخيرة أصبح للدوحة دورا مهما داخل الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالتنسيق مع قطاع غزة بحكم صلتها القوية مع الفصائل المسلحة داخل القطاع، كما أنها تعمل وسيطا بين إسرائيل وحماس فى قضايا الأسرى والمفقودين، حسب الموقع العبرى.
وقال الموقع الإخبارى الإسرائيلى، إن الدوحة ترسل باستمرار مبعوثها، العمادى، فى أحيان قريبة إلى إسرائيل بحجة بحث قضايا متعلقة بقطاع غزة.
وفى السياق نفسه، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن هناك علاقات بين العمادى وكبار المسئولين فى المنظومة الأمنية والاستخبارية والتجارية داخل إسرائيل كما تربطه علاقات وطيدة مع مسئولين كبار بجهاز المخابرات العسكرية التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلى وقادة فى المنطقة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلى أيضا.
وأوضح موقع "واللا"، أنه بالرغم من العلاقات الوطيدة بين العمادى ومسئولى الأجهزة الأمنية داخل إسرائيل، إلا أنه قد طرحت تساؤلات كثيرة حول الحقيقة وراء لقاءه مع عضوة الكنيست بوكر، وهى عضو لا تشغل منصبا هاما، ولا تربطها علاقة بالموضوع.
لقاء المبعوث القطرى مع نائب الكنيست بالصحف العبرية
وقال الموقع الإسرائيلى، إن القصة بدأت عبر رسالة أرسلتها بوكر، بداية الأسبوع الجارى، إلى رئيس اتحاد كرة القدم العالمي، الفيفا، طلبت منه فيها النظر فى موضوع استضافة قطر للمونديال القادم والرغبة فى صنع السلام العالمى الشامل، وإعطاء فرصة لدول أخرى غير مشاركة فى الإرهاب، وذلك بسبب علاقتها الوطيدة مع إيران.
وأوضح الموقع أن الرسالة التى بعثتها بوكر إلى "الفيفا" لم تُنسق مع أية جهة سياسية أو حكومية رسمية مسئولة عن الموضوع مما أثار غضب القيادة الأمنية والسياسية داخل تل أبيب بسبب العلاقات الوطيدة بين إسرائيل وقطر، كما تتجنب إسرائيل التدخل فى الأزمة الخليجية التى دارت فى العام الماضى بين قطر ودول الخليج خوفا من تأثر تلك العلاقات الخفية مع الدوحة.
العمادى
وقد أثارت رسالة بوكر إلى رئيس الفيفا، ضجة كبيرة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث أوضح الإعلام العبرى أن منصب بوكر الرسمي، بصفتها نائبة رئيس الكنيست، وحقيقة أنها مشرّعة من حزب الليكود، أديا إلى أن تبدو الرسالة كرسالة رسمية إسرائيلية، تحرض ضدها والإضرار بالمونديال.
وكشف الإعلام العبرى، أن حالة من الغضب سادت داخل الإمارة القطرية، بسبب ما ووصفه مسئولون إسرائيليون تملق بوكر، لأنها حتى وقت قصير طالبت بالتعاون مع الدوحة بشكل مباشر.
وفى نهاية الأسبوع الماضى، نُشر فى برنامج "أولبان شيشى" الشهير بالتلفزيون الإسرائيلى، أنه فى شهر مارس الماضى أجرت بوكر لقاء خاصا مع المبعوث القطرى فى فندق فى القدس المحتلة، حتى أنها أرسلت إليه فى وقت لاحق رسالة شكر طالبة متابعة فحص التعاون.
وأشار "واللا"، إلى أن العمادى المعروف كسفير قطر فى تل أبيب وغزة، هو الممثل الرسمى للدوحة ايضا فى رام الله، ويزور إسرائيل بشكل ثابت كجزء من تدخل قطر فى إعادة إعمار غزة.
وفى السياق نفسه، جاء على لسان مكتب رئيس الحكومة الغسرائيلية، وزارة الخارجية بتل أبيب، وقسم العلاقات الخارجية فى الكنيست، أن جميعها لم يعرف بشأن اللقاء، ولم يُنسق معها مسبقا، ولم تعرف بمجرياته، كما جاء على لسان مقر وزير الدفاع المسؤول عن العلاقات مع العمادي: "لا نعرف عن الموضوع"، حيث تنصل الجميع من الأمر خوفا من تعكير صفو العلاقات بين الدوحة وتل أبيب.
وفى المقابل، رفضت بوكر الكشف عن تفاصيل لقائها مع المبعوث القطرى أو الرد على أسئلة حول الموضوع من جانب وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة.
الجدير بالذكر، أن وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية المتشددة ميرى ريجيف، كانت طلبت توجيه رسالة العام الماضي، إلى الفيفا تطلب الاعتراض على استضافة قطر لمونديال عام 2022، ولكن مجلس الأمن القومى الإسرائيلى اعترض ولم يقم بهذه الخطوة نظرا لحساسية العلاقات مع النظام القطرى.
وتعد بوكر، نائبة رئيس الكنيست عن حزب الليكود، وهى من مواليد عام 1970، وتنحدر من عائلة يمينية وعملت لسنوات كصحفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة