يعد الإدمان أحد أخطر المشكلات التى تواجه مصر وتهدد الشباب المصرى، حيث إن نسبة الإدمان فى مصر تسجل 2.4%، كما أن نسبة التعاطى تصل إلى 10%، وتسعى الدولة لعلاج هذه النسبة، وإعادة دمجها مرة أخرى فى المجتمع.
منع انتكاسة المتعافى من الإدمان يعد أمرا هاما وضروريا، ويجب أن يعمل القائمون على علاج المدمن بطريقة سليمة كى لا يعود للإدمان مرة أخرى، حيث أن هناك مدمنون يعودون لإدمان أنواع جديدة من المخدرات أخطر من التى تعافون من إدمانها بسبب الأسلوب الذى اتبع عند علاجهم، وتعامل الأسرة معهم بعد التعافى.
الدكتور على عبد الراضى، استشارى الصحة النفسية، أكد أن أحد عوامل عودة الانتكاسة تعتمد على عدم فاعلية البرنامج العلاجى الذى سار عليه عليه المريض، وهل هذا البرنامج مفصل لعلاج التشوهات المعرفية والسلوكية والنفسية الناتجة عن مرحلة الادمان، مشيرا إلى أن الشخص حينما يدخل مرحلة الإدمان يصاب بتشوهات سلوكية، وتنعدم لديه مصادر المتعة والشعور باللذة.
وأضاف، أنه حينما يدخل لمرحلة العلاج تصبح مصادر اللذة محددة جدا ويمتنع عن أشياء مثل الجلوس مع الأصدقاء الذين كان يرغب فى الجلوس معهم، وسماع الأغانى المحببة إليه، وغير ذلك، كما أن هذا البرنامج العلاجى يكون أحيانا غير مؤهل لمعرفة سلوك هذا الشخص وميكانيزماته وسلوكه، وبالتالى بعد خروجه منه سينتكس ويعود للإدمان مرة اخرى.
وأشار، إلى أنه غالبية برامج العلاج تفتقد عنصر الوقاية من الانتكاسة حيث أن أغلب المصحات العلاجية تتبع برنامج فى العلاج يسمى "na"، مؤكدا أن هذا البرنامج غير علمى لأنه يساعد على زمالة المدمنين المجهولين، وهو غير مقنن من جانب الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وجمعية علم النفس وعلاج الإدمان فى بريطانيا، لأنه لا يراعى الظروف الخاصة للمتعاطين، مشددا على أن معظم البرامج التى يتم العمل بها فى مصر تفتقد عنصر الإدارة، وبالتالى يحدث انتكاسة، أما برنامج العلاج بالعمل فهو أفضل برنامج لعدم انتكاسة المريض.
وحول دور الأسرة فى حدوث الانتكاسة قال، أن العلاج لا يكون عن طريق سحب المادة التى يدمنها الفرد من جسده، وإنهاء تعوده عليها فقط، لكن قيام الأسرة بحل الأسباب المشاكل النفسية والاجتماعية التى أدت إلى تعاطيه المخدرات.
وقال، أن هناك دراسة أجريت فى جامعة عين شمس عام 2006 حول دور الأسرة الانتكاسة، ومنع حدوثها فى الوقت ذاته، أكدت على أهمية تعريف الأسرة بمفهوم المدمن، وكيفية التعامل معه، ومنع حدوث انتكاسة له، من خلال الدعم المعنوى ومساندته اجتماعيا، كما كشفت أنه كلما تم شغل أوقات فراغ المتعافى كلما قلت فرص حدوث الانتكاسة، موضحا أن منظمة الصحة العالمية أطلقت مسمى "الإصغاء أولا" على فعاليات اليوم العالمى للمخدرات الأخير لتؤكد على أهمية أن تستمع الأسرة جيدا لأبناءها كى لا يقعون فى الإدمان، ولا يعودون إليه مرة أخرى.
فيما قال الدكتور عبد الرحمن حماد، المدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى العباسية، أن الطبيب الذى يحجز المريض بمصحة أو مستشفى للعلاج من الإدمان دون حاجة هذا المريض للحجز فهو طبيب "مجرم".
وأضاف "حماد"، لـ"اليوم السابع"، أنه من الوارد أن يدخل المريض إلى المصحة وتحدث له انتكاسة أكبر، حيث أنه من الممكن أن يدخل وهو يدمن الحشيش ويخرج منها متعاطيا لمخدر آخر، مشيرا إلى أن الطبيب هو من يحدد حجم مشكلة المريض، وهل يستدعى علاجه الذهاب للمصحة أم لا، وما هو نوع العلاج الذى يجب أن يتعاطاه كى تعافى ولا يحدث انتكاسة له مرة أخرى.
وتابع حماد، أنه يتم تعريف مرض الإدمان بأنه ذو طبيعة انتكاسية، وأن الانتكاسة منه شبيهة بمرضى السكر والأزمة القلبية، موضحا أن مريض الإدمان يحتاج إلى الالتزام بتطبيق توجيهات الطبيب بشكل يومى لن يحدث له انتكاسة، لكن لو عاد إلى نفس الظروف التى أحيطت به قبل التعافى من الإدمان فسيعود إليه مرة أخرى وإن تم علاجه مرارا وتكرارا.
من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، أن انتكاسة المدمن وعودته مرة أخرى للإدمان تكون ناتجة عن أصدقاء السوء الذين يصادقهم وقضى معهم أغلب أوقاته.
وأضافت "خضر"، أن الأسرة عليها أن تعرف من هم الأطفال الذين يصاحبهم الطفل منذ التحاقه بالمرحلة الإعدادية، والتعرف على الأماكن التى يذهب إليها، وماذا يفعل وخاصة خلال أوقات فراغه.
وأكدت خبيرة علم الاجتماع، أن ترك الأم للأطفال فى المنزل أو الحضانة فى سن صغيرة، والذهاب للعمل وعدم متابعتهم يؤدى إلى سوء أخلاق الطفل، كما أن إنجاب الكثير من الأطفال ينتج عنه أسرة غير واعية بما يفعله كل طفل داخل الأسرة، مشددة على أهمية علاج متعاطى المخدرات سريعا قبل تفاقم المشكلة، والتحول إلى مدمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة