عام على المجزرة.. طفل بقرية عقارب السورية يروى جرائم داعش بعد نجاته من الموت بأعجوبة.. التنظيم يسقط 57 شهيدا و80 مصابا بعد استقدامه 200 مسلحا من جنسيات مختلفة.. والجيش السورى يعطى قبلة الحياة للأهالى من جديد

الثلاثاء، 03 يوليو 2018 02:39 ص
عام على المجزرة.. طفل بقرية عقارب السورية يروى جرائم داعش بعد نجاته من الموت بأعجوبة.. التنظيم يسقط 57 شهيدا و80 مصابا بعد استقدامه 200 مسلحا من جنسيات مختلفة.. والجيش السورى يعطى قبلة الحياة للأهالى من جديد
كتب: محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جرائم تلو الأخرى يرتكبها تنظيم داعش الإرهابى بحق المدنيين العزل والأطفال والنساء والشباب الرافض لعملية التجنيد الإجبارية التابعة للتنظيم، يسقط خلالها العشرات من الضحايا لتسطر تاريخا حافلا بالمقاومة والبسالة والاستشهاد من أجل الوطن وعدم الاستسلام للإرهابيين والمتطرفين، ومن أبرز القرى التى سطرت اسمها بحروف من ذهب فى مقاومة التنظيم الإرهابى قرية عقارب بريف حماة السورية، تلك القرية التى سقط فيها أكثر من 57 شهيدا و80 مصابا قبل دخول الجيش السورى وتحريرها بالكامل. 

وفى مثل هذه الأيام من العام الماضى، أطلق الجيش السورى عمليه عسكرية واسعة فى ريف حماة الشرقى، وفى شهر أكتوبر أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إنهاء العمليات العسكرية فى المنطقة وسيطرتها على كامل المساحة الجغرافية التى كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابى.

عام على المجزرة

وفى الثامن عشر من مايو العام الماضى، يتذكر أهالى محافظة حماة وخاصة أهالى قرية عقارب بريف مدينة السلمية، وقبيل بزوغ فجر ذلك اليوم، شنّ تنظيم "داعش" الإرهابى هجوماً عنيفاً على هذه القرية من جهة قرى قليب الثور وأبو حنايا والحردانة الواقعة تحت سيطرة التنظيم، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع حامية البلدة، وبسبب اتساع جبهة الهجوم، تمكن عدد من القناصين التكفيريين من التسلل إلى مدرسة في الحى الشرقى بالقرية، وأمنوا الحماية لقوات التنظيم المهاجمة لتدخل القرية وترتكب فيها واحدة من أبشع المجازر بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.

اطفال ضحايا مجزرة قرية عقارب
أطفال ورجال ضحايا مجزرة قرية عقارب السورية 

الطفل السورى "مضر" شاهد على المجزرة بعد فقد جميع أفراد عائلته

خلال الهجوم، فقد الطفل السورى مضر جميع أفراد عائلته، والدته وإخوانه الثلاثة، حيث قام مسلحو التنظيم بالدخول إلى المنزل وتصفية العائلة بشكل كامل، ولكن القدر شاء أن يبقى مضر حيا وشاهدا على إجرام مسلحى التنظيم بعد اختبائه بين جثث أشقائه وتظاهره بالموت.

واستفاق أهالى القرية على الهجوم العنيف، حيث بدأ مسلحو التنظيم باقتحام المنازل وتصفية العائلات، فى وقت كان عناصر الجيش والدفاع الوطنى وبمؤازرة أهالى القرية يتصدون للهجوم، واعتمد مسلحو "داعش" على خطوط إمداد مفتوحه لهم تصل بين ريف حماة الشرقى والذى كان معظمه تحت سيطرة مسلحى "داعش" وصولا إلى الحدود العراقية.

الطفل مضر
الطفل مضر شاهدا على هجمات التنظيم 
 

التنظيم يستقدم أكثر من 200 مسلح من جنسيات متعددة

استقدم تنظيم داعش فى هجومه وبحسب المصادر الميدانية السورية أكثر من 200 مسلح مما يسمى "قوات النخبة" من جنسيات متعددة، ليبية وأفغانية وشيشانية، حيث أراد التنظيم السيطرة على قرية عقارب التى تشرف على طريق سلمية حلب الاستراتيجى والوحيد بهدف قطع الإمدادات عن محافظة حلب.

وكان أهل عقارب قد قاوموا ضغوطا كبيرة من أجل الانضمام للمسلحين، وهم عدة عائلات يقارب عددهم 1000 نسمة، وأكبر تلك العائلات هى عائلة "الجبيلى".

وبعد ذلك، ووفق شهادة بعض النازحين، هاجم المسلحون منازل الأهالى وحاصروها، وطلبوا من الرجال الخروج من المنازل، لأسر النساء والأطفال.

ضحى الحسينى والدة الشهيد عبدالله
ضحى الحسينى إحدى الناجين من الهجمات ووالدة الشهيد عبدالله

إدعاءات التنظيم عن قرية عقارب السورية

تقع قرية "عقارب الصافيّة" إلى الشرق من مدينة السلمية فى ريف حماه، وتبعد عنها مسافة 16 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها حوالى 10 آلاف نسمة، وتعتبر القرية ذات أغلبية مسلمة سنية، حيث تبلغ نسبتهم حوالى 75 %، وباقى السكان ينتمون إلى الطائفة الإسماعيلية، والطائفة الجعفرية خلافا لتركيبة سكان باقي القرى المحيطة بها والتى تعتبر ذات الأغلبيات الإسماعيلية، وخلافاً لادعاءات داعش بأن القرية ذات غالبية علوية، وهذا ما استدعى مهاجمتها.

 

ونتيجة لمقاومة مواطنى القرية، سقط عدد كبير من قتلى داعش، بعد تدخل القوات السورية للقرية. 

تنظيم داعش داخل قرية عقارب
تنظيم داعش داخل قرية عقارب السورية 

الجيش السورى يكبد التنظيم الإرهابى أروع الخسائر

تمكن الجيش السورى من استيعاب الهجوم بعد وصول المؤازرات إلى قرية عقارب، ومع تنفيذ الطيران الحربى والسورى ضربات لأرتال التنظيم الإرهابى الخلفية، ما أجبرها على التراجع وأفضى إلى محاصرة مهاجمى القرية ليلقوا مصيرهم خلال المعركة.

وفى أرض المعركة ومع وصول تعزيزات عسكرية لقرية عقارب من القرى والبلدات المحيطة تمكنت القوات من التصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابى وقتل مايزيد على 60 مسلحا بعد انسحاب من تبقى إلى عمق سيطرة التنظيم فى ناحية عقيربات شرق حماة.

وبعد دقائق من انتهاء المعركة تكشف حجم المجزرة التى خلفها ورائه التنظيم حيث ارتقى حوالى 57 شهيدا وأصيب 80 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء، تم إطلاق النار عليهم بشكل مباشر من قبل مسلحى التنظيم بالإضافة لقيام التنظيم بذبح أطفال بالسكاكين تراوح أعمارهم بين الشهرين والعشر سنوات.

الجيش السورى فى قرية عقارب
الجيش السورى فى قرية عقارب بعد تحريرها من تنظيم داعش

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة