أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التجارب المختلفة، بما فيها التجارب العربية الناجحة والواعدة، تفيد بأن تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادى والاجتماعى يزيد من مناعة المجتمعات ويحصنها إلى حد كبير من أخطار وتهديدات الإرهاب والتطرف والفوضى.
وقال أبو الغيط - فى كلمة له أمام اجتماع الدورة الـ (47) للجنة التنسيق العليا للعمل العربى المشترك فى جدة اليوم الثلاثاء، أن تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة والمتنوعة والمتداخلة، وعلى رأسها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، هى السبيل الحقيقى للوصول إلى الأمن والاستقرار فى المجتمعات والدول العربية.
وأضاف "من هنا جاءت المبادرة بإدراج موضوع "دور منظمات العمل العربى المشترك فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 فى المنطقة العربية" كمحور رئيسى لأعمال الدورة الحالية للجنة التنسيق العليا.
وأشار إلى أن توقيت انعقاد اللجنة هذا العام يأتى فى مرحلة دقيقة وحساسة يمر بها الوطن العربى تمثل علامة فارقة فى تاريخه الطويل الممتد.
وقال أن المنطقة العربية، ولأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها هنا، شهدت تراجعًا بل تدهورًا ملموسًا، فى العديد من المجالات والقطاعات الحيوية خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذى يحتم علينا العمل بشكل جاد وقوى من أجل تعزيز التضافر والتكاتف بين مؤسسات العمل العربى وتدعيم الثقة فى منظومة العمل العربى بشكل عام من أجل ضمان تجاوز التحديات والأخطار والتهديدات المحرقة بأمتنا العربية والانطلاق نحو آفاق جديدة أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا.
وأضاف أن مؤسسات ومنظمات العمل العربى المشترك، وعلى الرغم من زخم أنشطتها، تحتاج بشكل ملح إلى المزيد من التطوير لآليات عملها حتى تتمكن من مواجهة التحديات القائمة، وخاصة التحديات التنموية.
وقال إنه على مدار السنوات الأخيرة وجدنا العالم كله، شرقه وغربه، يعيد التفكير والتمحيص فى النموذج التنموى الأمثل، حيث رأينا أن البحث فى هذا الأمر صار عنوانًا للكثير من الندوات الأكاديمية والمناقشات الفكرية والمجادلات السياسية، حتى تمخض عن الزخم الدولى توافقُ على مجموعة من الأهداف والغايات المترابطة تمثل فى مجملها أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأكد أن مؤسسات العمل العربى المشترك تمثل رقمًا هامًا فى معادلة تحقيق التنمية المستدامة فى الوطن العربي، فتلك المؤسسات تقوم فى واقع الأمر بدور محورى وهام فى كافة المجالات ذات الصلات المباشرة باحتياجات وألويات المواطن العربي، مضيفًا:"فهى الأذرع الفنية والمهنية وبيوت الخبرة العربية التى تقدم التوصيات الفنية المتخصصة، كل فى مجاله، وهى تطلق المبادرات وتدعم وتنسق الروابط بين أعضائها، وتوفر البيانات والدراسات والبحوث اللازمة لبناء القدرات".
وقال أبو الغيط إننى أعلم تمامًا حجم الصعوبات والمشكلات التى تواجه منظومة العمل العربى المشترك، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تقتضى إزكاء منظومة العمل العربى المشترك بروح جديدة تتسم بمزيد من الإبداع والفكر الخلاق والتجديد والحيوية.
وقال أن عناصر هذه المنظومة تمتلك بالفعل من الإمكانيات والقدرات ما يؤهلها للنجاح والاستمرارية، غير أن هذا يحتاج إلى تبنى نموذج فعال نعيد من خلاله ترتيب العلاقة بين مكونات منظومة العمل العربى المشترك بالشكل الذى يلائم ظروفنا ويلبى حاجاتنا ولا يخاصم فى الوقت ذاته المستجدات والتحديات التى تستدعيها متطلبات العصر الحالي.
وأضاف أن هذا لن يتحقق إلا بالتفكير خارج دائرة الأفكار التقليدية والنمطية، وبإعادة التفكير بشكل جدى فى كيفية الارتقاء بشبكة التنسيق والتفاعل بين مكونات منظومة العمل العربى المشترك على المستوى الاستراتيجي، وبتحسين آليات تبادل وتدفق المعلومات والبيانات بين هذه المكونات، فضلاً عن مراجعة خطط واستراتيجيات تلك المكونات بطريقة شفافة وعملية وموضوعية لضمان عدم الازدواجية فى عملها، والنظر فى تكوين مجموعات وبرامج عمل مشتركة تضمن التكامل بين عمل المؤسسات بدلاً من إهدار الجهد والأموال فى أنشطة مكررة أو متشابهة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة