"شكراً لرئيسنا اهتمامه بالمرأة المصرية عامة والمرأة الصعيدية على الأخص".. كلمات بعث بها عدد من السيدات بمحافظة أسوان بعد حصولهن على شهادات أمان المصريين، التى تهدف إلى الحفاظ على استقرار الأسر المصرية البسيطة وتوفير دخل شهرى ثابت للأمهات وربات البيوت فى مختلف أنحاء المجتمع المصرى.
تحدثت "باتعة بعزق مصطفى"، من أهالى مدينة دراو بمحافظة أسوان لـ"اليوم السابع"، عن حصولها على شهادة أمان المصريين قائلةً: "سمعت عن الشهادة بواسطة صديقاتها وجيرانها ومدى أهمية هذه الشهادة فى توفير مستقبل أفضل للمصريين خاصة النساء فى صعيد مصر، نظراً لأن هذا المجتمع يعانى من حالة فقر شديد وتدنى فى الخدمات الاجتماعية والصحية وغيرها من الظروف الصعبة التى يعيشها معظم الأسر المقيمة فى صعيد مصر.
وأضافت باتعة بعزق، أن شهادة أمان المصريين التى أمر بها الرئيس عبد الفتاح السيسى هى بمثابة تقدير للمرأة المصرية واحترام من الدولة للأمهات والزوجات والسيدات فى المجتمع المصرى، وليست الشيئ الوحيد الممنوح للمرأة المصرية ولكن العام الماضى 2017 شهد احتفاء كبير بالمرأة المصرية وأطلق عليه "عام المرأة".
ركابية صلاح محمد، سيدة أسوانية، تابعت الحديث عن شهادة أمان المصريين، قائلةً: "فكرت فى الحصول على الشهادة بعد أن قدم لى المسئول,ن فى المجلس القومى للمرأة شرحاً وافياً عن مميزات شهادة أمان المصريين وكيف تؤمن مستقبلاً لربات البيوت من خلال توفير دخلاً شهرياً لهن، موضحةً بأنها سيدة مطلقة منذ سنوات ولديها ولد يدرس بالصف الأول الإعدادى وليس لها دخل تعيش منه سوى معاش شهرى من الشئون الاجتماعية التابعة لمديرية التضامن بالمحافظة بقيمة نحو 360 جنيهاً"، مشيرة إلى أن هذه الشهادة تساعدها على توفير دخل شهرى لها ولأبنها الذى يحتاج إلى مصاريف مدرسية واجتماعية ضمن ضروريات ومتطلبات الحياة اليومية.
لا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لـ"جهاد محمد" من أبناء مركز دراو بمحافظة أسوان، والتى تعيش فى أسرة بسيطة مكونة من زوجها وأولادها الثلاثة وليس لديهم دخل ثابت يعيشون عليه، موضحةً أنها فكرت فى شهادة أمان المصريين فى محاولة لمساندة الحالة الاقتصادية لمصروفات ومتطلبات المنزل والأسرة، وأيضاً تساهم فى تجهيز ابنتها البكر للزفاف مستقبلاً وسط الظروف المعيشية الصعبة التى تمر عليهم، مضيفة أن الدولة تبذل جهوداً لخدمة المجتمعات فى مصر ولا يمكن لها أن تضر أبنائها فى شيئ تقدمه لهم.
وأشارت كوثر أحمد حسن، مقيمة مركز أسوان، إلى أنها أرادت الحصول على شهادة أمان المصريين ولكن هناك بعض صديقاتها المتشددات دينياً أفتين بحرمانية هذه الشهادة وأنها ستصبح مشتركة فى المعاملات البنكية التى تعد رباً محرماً – على حد قولهم للمرأة – لافتةً إلى أنها لم تأخذ بقول صديقاتها إلا بعد الرجوع إلى مصدر دينى يؤكد لها حقيقة هذه الفتوى، مضيفة أنها اتصلت بالشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف الأسبق بأسوان، والذى أكد لها أن هذه من الأمور المباحة شرعاً ولا يعد رباً محرماً، لأن الدولة استخرجت هذه الشهادة لمساعدة الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، موضحاً لها بأن الربا المحرم هو ما كان تحت بند "أقرضنى وأزيدك"، وأن الشيخ الشعراوى أكد أن هذه المعاملة لم تكن موجودة على عهد وزمن الصحابة ورسول الله، فهى فى الأصل مبالغ تجارية، وأن هناك مجموعة من الناس تحاول أن تسيطر على الفتوى فى المجتمع المصرى، ويطلقون حملة تحريم على أشياء كثيرة.
نجلاء فتحى، من سيدات مركز دراو بمحافظة أسوان، أكدت أن هذه الشهادة تحقق الاستقرار الأسرى لعدد كبير من السيدات فى مجتمع الصعيد، مضيفة أنها تعمل مسئولة فى جمعية لخدمة مرضى الفشل الكلوى بنطاق مركز دراو وتسعى جاهدة إلى توفير فرص للسيدات المعيلات سواء من المرضى أو من غيرهم، فهى شهادة تستحق عليها الشكر لكل من ساهم فى منحها للمرأة المصرية بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسى ووصولاً إلى أصغر مسئول ساهم فى تسليم الشهادة للسيدات.
بدورها، أوضحت الإعلامية حنان الدسوقى، عضو المجلس القومى للمرأة بأسوان، أن شهادة أمان المصريين هى شهادة ادخارية لمدة 3 سنوات تجدد تلقائياً لمدتين فقط، وتم إصدارها لدعم مبادرة الشمول المالى، وهى عبارة عن شهادة تشمل وثيقة تأمين على الحياة بالإضافة إلى حوافز قيمة.
وأشارت الدسوقى، إلى أن شهادة أمان لا يجوز تداولها أو تحويل قيمتها أو خصمها أو رهنها لغير البنك، وهى للمصريين فقط من سن 18 سنة حتى 59 سنة، وتبدأ من 500 جنيهاً ومضاعفاتها بحد أقصى 2500 جنيهاً، وعائد هذه الشهادة يصل إلى نحو 16 % يصرف فى تأمين مدة هذه الشهادة أى بعد 3 سنوات ويتم صرف العائد من خلال بطاقة الدفع أو المحفظة الإلكترونية، والشهادة معفاة من كافة المصاريف.
الدكتورة هدى مصطفى، مقرر المجلس القومى للمرأة، أكدت أن فرع المجلس بمحافظة أسوان قام بتوزيع 1516 شهادة أمان على السيدات المعيلات، وذلك بالمجان لمن ينطبق عليهن الشروط المنظمة لذلك ومنها أن يكونوا من الأرامل، أو اللائى ليس لأزواجهن دخل ثابت، مع عدم حصولهن على أى معاش تأمينى أو حكومى، بالتعاون مع البنك الزراعى المصرى، وتحت رعاية محافظة أسوان، بهدف تخفيف المعاناة على سيدات الصعيد واستقرار الأسرة المصرية، بحيث تم تقسيم التوزيع على 3 مراحل الأولى تشمل مركزى أسوان ودراو، والثانية تشمل مركزى كوم أمبو ونصر النوبة، والثالثة مركز إدفو، موضحةً بأنه تم إنجاز هذه الشهادات للمستفيدات بأسوان خلال 3 أشهر فقط، فى إطار مبادرة الدولة لتخفيف المعاناة على سيدات مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة