تحولت المكسيك فى الفترات الأخيرة إلى مقبرة للصحفيين، حيث يقتل صحفى كل شهر تقريبا رغم أن البلد لا تمر بحالة حرب حتى أصبحت واحدة من أكثر الأماكن خطورة فى العالم لممارسة الصحافة.
وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إنه قتل 13 صحفياً فى عام 2017، ومنذ بداية 2018 حتى الآن أى فى 7 أشهر قتل 8 صحفيين، وقتل 42 صحفى أثناء رئاسة الرئيس السابق أنريكى بينيا نييتو ، كما تم الإبلاغ عن حوالى 2000 هجوم على المراسلين، ف 99% من الجرائم فى المكسيك تتم ضد الصحفين لافتقار الدول لآليات حمايتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الصحفيين يقتلوا اثناء ممارسة عملهم ، وكان آخرهم فى مكسيكو سيتى حيث شب حريق فى أحد المنازل، وبعد ساعتين من اخماد النيران عثرت خدمات الطوارئ على جثة المستأجر له وهو لويس بيريز جارثيا الذى يعمل رئيس باذاعة مجلة اليوم ، ونشر انه توفى اختناقا لعدم قدرته على الهروب فى الوقت المناسب من المنزل ، ولكن فيما بعد اكتشف الطب الشرعى انه تلقى ضربة قوية على الرأس بألة حادة،ولن يدافع المسئولون عن ما حدث.
وأشارت الصحيفة إلى أن 99.7% من جرائم قتل الصحفيين تبقى بلا عقاب فى المكسيك على الرغم من إنشاء قضاء خاص لهذه القضايا. كما أن وضع آلية حكومية لحماية الصحفيين لم يكن فعالا أيضاً، على حد تأكيد المنظمة غير الحكومية "ارتيكولو 19" التى تقول إن 105 صحافيين اغتيلوا و23 فقدوا منذ العام 2000.
ركز الكاتب على العنف الممنهج ضد الصحفيين فى ولاية «فيرا كروز»، والتى تعتبر من أخطر الأماكن فى النصف الغربى من الكرة الأرضية، حيث تشهد تلك المنطقة انتشار العديد من مافيا تجارة المخدرات. منذ عام 2006 شهدت المكسيك حربا بين الحكومة المكسيكية وأخطر مافيا تجارة المخدرات المكسيكية والتى تدعى «الكارتيلز»، ومنذ ذلك التاريخ تعيش المكسيك ظروفا قاسية من حيث ارتفاع عدد القتلى نتيجة الحرب ضد تجارة وتهريب المخدرات. كما تعتبر «مافيا لوس زيتاس» من أخطر العصابات الموجودة فى المكسيك وأكثرهم عنفا حيث قاموا بإعدامات ومذابح علنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ولاية فيراكروز من أكثر الولايات التى تحدث بها اعتداءات ضد الصحفيين وذلك بسبب مافيا تجارة المخدرات بسبب انتقادهم للسياسات الحكومة المحلية.
وكشفت أن الحكومة المكسيكية المنتهية ولايتها كانت استخدمت برامج التجسس الإسرائيلية المتطورة لمراقبة النشطاء والمحامين والصحفيين، وتبلغ قيمة تلك البرامج السيبرانية ملايين الدولارات حيث تباع تلك البرامج للحكومات بغرض تتبع الإرهابيين إلا أن الحكومة المكسيكية تستخدمها بغرض تتبع خطوات الصحفيين وغيرهم من أجل تقييد حرية الرأى والتعبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة