إيمــان فايد تكتب: تضحيات وأشياء أخرى

الخميس، 26 يوليو 2018 03:36 م
إيمــان فايد تكتب: تضحيات وأشياء أخرى فتاة حزينة – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تنظر إلى الوراء.. إلى تلك السنوات التى مضيت من عمرك.. وأنك الآن تبلغ من العمر عدد وقدره من السنين..

لابد وأنك تقف قليلا..لابد أن شريطا يمر أمامك.. إنك تذكر كل تلك اللحظات التى كنت تحسبها لن تمر.. كل اللحظات التى شعرتها طويلة أنها مرت وأنت الآن بعيدا..وما كان أقرب إليك سوى ذكرى..

تقف لتجد كم من كانوا حولك وذهبوا.. رحلوا..

وكم من كنت حولهم.. بجوارهم..ومن ثم ورحلت أنت الآخر..!

وتلك الكلمات التى كنت لتعتادها أنها الآن لم تعد لتصلهم..أو هم ليسمعونها..

فكأنما كل الأشياء مترابطة.. حتى يأتيها الزمان ليفكك رباطها..

 فتعلم أن الحياة ما هى إلا تضحيات.. أدوار..بناء ومن ثم هدم..

أحدهم يضحى لأجلك وأنت لا تشعر.. أحدهم يهبط لتصعد أنت..

أحدهم يموت لتحيا أنت..!

ليأتيك الدور نفسه..إنها نفس الدائرة تدور بك.. وقد حان دورك.. لتقدم تضحياتك.. لتأخذ الحياة منك.. تأخذ جهدك.. عطاءك.. عمرك.. إلى أن تسلبك كل شئ.. حتى تصبح اللاشئ ومن ثم ترحل أنت الآخر..فتصبح ذكرى عابرة فى حياة أحدهم..البعض يذكرك جيدا.. والبعض لا يفعل..

فنحن مراحل فى حياة بعضنا البعض..وأدوار تبنى وأخرى تهدم.. وفى النهاية محصلة الأشياء متساوية.. أنت لا يمكن أن تكون رابحا طيلة الوقت..كما لم تكن خاسرا فى معظمه..

وأن حياتك لا بد وأن تتأرجح بين مكسب وخسارة.. وصول ولا وصول..لقاء وفراق.. فتشعر بقسوة الحياة كما شعروا هم..!

إلى أن تفرقنا الحياة بسبل عدة.. حيث لم يعد مجالا للقاء قريب.. أو حتى لحين إشعار آخر..!

فكأنما الحياة قوامها التخلى.. الرحيل..

حتى أرض النهاية ستراها وقد تخلت عنك حينما تركتك فريسة لتلك الدقيقيات الحقيرة فتمحو ذكراك.. وكأنما تقول لك.. لقد أديت المهام.. فلترحل بهدوء.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة