ينتظر قطاع غزة خلال الساعات القليلة المقبلة أزمة إنسانية جديدة قد تعرض حياة مئات المرضى والأطفال للخطر، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل، حيث أعلنت شركة كهرباء غزة، إجراء تخفيض آخر فى إمدادات الطاقة فى القطاع، نتيجة لتعليق نشاط محطة الطاقة المحلية الوحيدة.
ونتيجة لهذا التغيير، لن يكون هناك أى إمدادات للكهرباء فى قطاع غزة لمدة 18 ساعة فى اليوم، بدلاً من 16 ساعة اليوم.
ويعتمد التيار الكهربائى فى غزة حاليا، على ستة خطوط كهرباء تصل من إسرائيل، والتى تم تعطيل أحدها منذ أسبوع، وعلى الكهرباء التى تصل من مصر.
وقال محمد ثابت، المتحدث باسم الشركة الفلسطينية فى غزة فى بيان له نشرته وسائل إعلام محلية فلسطينية: "نحن نحاول توفير الكهرباء لسكان غزة لمدة لا تقل عن أربع ساعات فى اليوم... لكن هذا مشكوك فيه أيضا، لذا فسوف تمتد ساعات الفصل إلى ما بعد 16 ساعة فى اليوم."
ولم تعلن سلطة الطاقة فى غزة، سبب إيقاف العمل فى المحطة، لكن مصدرا فى السلطة الفلسطينية قال أن سبب إغلاقها هو النقص فى وقود الديزل.
وتم فى الماضى، أيضا، وقف عمل المحطة بسبب الأعطال الميكانيكية وقرار السلطات فى غزة.
ووفقاً لبيانات السلطة الفلسطينية، فإن الاستهلاك اليومى لقطاع غزة يبلغ 600 ميجا وات، فى حين تنتج محطة توليد الكهرباء حوالى 120 ميجاوات فى ذروة عملياتها، وتصل من إسرائيل كمية مماثلة بينما يصل من مصر نحو 20 ميجاوات.
وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن البيت الأبيض يدرس التخلى عن خطة إعادة إعمار قطاع غزة بمساعدة دولية، بسبب الصعوبات فى جمع الأموال من الدول العربية.
ووفقاً لتقرير الصحيفة العبرية، فقد استنتج المستشار الكبير لترامب وصهره، جارد كوشنر، أنه فى ضوء التوتر فى قطاع غزة، لن تتمكن الإدارة من جمع مئات ملايين الدولارات التى طلبتها من الدول العربية للاستثمار فى غزة كمقدمة لنشر خطة سلام الرئيس دونالد ترامب.
وذكرت هآرتس، فى الشهر الماضى، أن كوشنر والمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، طلبا من قادة دول الخليج استثمار نصف مليار دولار فى مشاريع اقتصادية فى قطاع غزة.
فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن جهود جمع هذه الأموال فشلت، ويرجع ذلك أساساً إلى الوضع الأمنى والسياسى فى قطاع غزة، وتزايد احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل.
وانتقد دبلوماسيون عرب الولايات المتحدة بسبب محاولتها جمع الأموال من العالم العربى لغزة، فى الوقت الذى تقلص فيه إدارة ترامب مئات الملايين من الدولارات من الدعم لـ"ألأونروا" المسئولة عن العديد من المدارس ومؤسسات الرعاية الاجتماعية فى قطاع غزة.
وبالإضافة إلى ذلك، تقوم الإدارة بتجميد كامل ميزانية المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، منذ عدة أشهر، والتى من المفترض أن يتم تحويل جزء كبير منها إلى منظمات إنسانية تعمل فى غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة