تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته فى حفل تخرج عدد من الكليات والمعاهد العسكرية عن أهمية مواجهة الشائعات، قائلاً :"التدمير لبلادنا مش هيكون غير من جوانا، عاوز أقولكم سر، واجهنا 21 ألف شائعة فى 3 شهور الهدف منها بلبلة وعدم استقرار وتضييع وإحباط".
وأضاف الرئيس السيسى "الخطر الحقيقى اللى بيمر ببلادنا ومنطقتنا هو تفجير الدول من الداخل، عن طريق الضغط، والشائعات، والأعمال الإرهابية، وفقد الأمل، والإحساس بالإحباط، من أجل منظومة رهيبة جدا، الهدف منها تحريك الناس لتدمير بلدهم".
وبعد حديث الرئيس نوضح نوعيات الشائعات المتداولة خلال الفترة الأخيرة وما تصنيفها وكيف يتم ترويجها عبر المنافذ المختلفة أبرزها السوشيال ميديا لاسيما أنه فى كثير من الأحيان تمس عديد من الموضوعات الحيوية والمجالات المؤثرة فى حياة المصريين كالصحة والتعليم والسلع التموينية والأمور المتعلقة بالضرائب والأسعار عمومًا.
أولا : الضرائب وزيادة الأسعار وشائعات إثارة الغضب
رغم أن برنامج الإصلاح الاقتصادى خطواته معلنة منذ فترة طويلة ولها تواريخ محددة إلا أن الشائعات حول زيادة أسعار منتجات أو فرض أنواع معينة من الضرائب، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن هناك شائعات انتشرت مثل فرض رسوم قدرها 150 جنيها على دفن الموتى، إضافة فرض رسوم يومية على الطلاب قدرها 1 جنيه من أجل دخول المدرسة.
أيضًا ترددت شائعات عن اتجاه الحكومة لفرض سلسلة ضرائب جديدة على المواطنين أبرزها ضريبة شهرية على مستخدمى التليفون الآيفون وغيره، وعلى المصريين بالخارج وعلى الودائع البنكية وكذلك حاملى شهادة أمان للعمالة المؤقتة وعلى حسابات مواقع التواصل الاجتماعى وأصحاب عربات الفول بالشوارع، وهذا كله ما تم نفيه من قبل وزارة المالية.
فى هذا الصدد، ترددت شائعات حول زيادة سعر رغيف الخبز المدعم بعد زيادة أسعار المواد البترولية، وهذا ما نفته وزارة التموين وأكدت أن الوزارة ملتزمة بصرف رغيف الخبز للمواطنين على بطاقات الدعم بخمسة قروش دون زيادة لأنه أصبح حقاً من حقوق المواطنين ولا يمكن المساس به.
وبعد الزيادة الأخيرة فى أسعار الكهرباء، تردد أنباء بعدها بأيام مفادها وجود زيادات جديدة فى أسعار فواتير استهلاك الكهرباء لكن الوزارة نفت هذا الأمر جملة وتفصيلاً، مؤكدة أنه لا توجد أى زيادات جديدة أو تعديل على أسعار الكهرباء المطبقة حالياً خلال العام المالى الجارى والذى سينتهى 30 يوليو 2019 وهو ما تم الإعلان عنه فى مؤتمر صحفى لوزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
ثانيا : شائعات الإسكان واللعب بمشاعر الجماهير
وفى السياق ذاته فإن هناك كثير من الشائعات تحيط بوزارة الإسكان خلال الفترة الماضية فى ظل متابعة قطاع عريض من المصريين لما تطرحه من وحدات متعددة ومنها مثلاً تردد أنباء حول سماح الحكومة بتحويل الوحدات السكنية إلى منافذ تجارية وإدارية بالمدن الجديدة، وهذا ما تم نفيه تمامًا، كذلك ترددت معلومات مغلوطة حول قيام الوزارة ببيع 46 فيلا فى مرحلة الإنشاء حالياً بمركز مارينا العلمين السياحى للأكابر، واتضح فيما بعد خطأ تلك الأحاديث وتم التأكيد على أنه جار تنفيذ الفيلات وجميع الوحدات تطل على البحر والبحيرات، ولم يتم طرحها للبيع حتى الآن، سواء للأكابر أو لغيرهم.
وفى إطار الحديث عن الشائعات المثارة حول الإسكان، والتى غالبًا ما يكون هدفها التلاعب بمشاعر الجماهير فقد تم ترديد أنباء فى 3 يونيو الماضى حول طرح وزارة الإسكان حجز 60 ألف وحدة سكنية فى 26 محافظة بمساحة 120م2 كاملة التشطيب، بمقدم 15 ألف جنيه، وقسط شهرى 580 جنيهاً، بنظام التمليك، ضمن الإعلان العاشر بمشروع الإسكان الاجتماعى، وهذا ما نفته الوزارة مؤكدة أن الوزراء لم تطرح من الأساس الإعلان العاشر بمشروع الإسكان الاجتماعى حتى الآن وأنه بمجرد الانتهاء من التجهيز والإعداد له سيتم الإعلان عنه من المصادر الرسمية.
ثالثا : شائعات إثارة الخوف والفزع
وهناك نوعية أخرى من الشائعات يكون هدفها فى الغالب إثارة الخوف والفزع بين المواطنين، ومما أبرز الأكاذيب التى تم تداولها فى الفترة الأخيرة بيع صندوق مصر السيادى لأصول وممتلكات الدولة، دون رقابة عليه من جانب الأجهزة المعنية، رغم أن الحقيقة كما أوضحتها الحكومة من أن الصندوق مملوك للدولة ويتكون من أصول مثل الأراضى، أو الأسهم، أو السندات، وهدفه الأساسى استغلال أصول مصر الاستغلال الأمثل لتعظيم موارد الدولة والحفاظ عليها خاصة أن هناك أصولا بمليارات غير مستغلة.
كذلك ما أثير حول حادثة أطفال المريوطية الثلاثة الذين وجدت جثثهم بالشارع بالأسبوعين الماضيين، وهنا بدأت كثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة تنتشر عبر السوشيال ميديا ودارت الأحاديث حول سرقة أعضائهم من قبل عصابة كبرى، مما نشر حالة من الخوف بين أهالى المنطقة لكن بعد التحقيقات والتحرى اتضح فيما بعد أن الجناة الحقيقيين هم الأم وصديقتها وزجها وهم الذين ألقوهم فى الشارع بهم بعد نشوب حريق فى الشقه ووفاتهم مختنقين تخلصوا من الجثث بهذه الطريقة حتى لا يقعوا فى مساءلة قانونية لاسيما أن الأطفال الثلاثة من آباء مختلفين نتيجة زواج عرفى والأم تعمل فى احدى الملاهى الليلة.
وفى السياق نفسه، ترددت شائعة مفادها احتراق حضانات الأطفال بمستشفى ناصر المركزى بمحافظة بنى سويف، واتضح فيما بعد أن ما حدث عبارة عن احتراق مصباح كهربائى فى قسم حضانات الأطفال وتم التعامل معه فورا.
رابعاً : وزارة الصحة وشائعات مثيرة لقلق
وبما أن الصحة من أكثر القطاعات الخدمية تأثيرًا فإن هناك كثير من الشائعات دارت حولها منها ما تردد عن وجود قرارات تُفيد بتحميل المرضى زيادة سعر جلسات الغسيل الكلوى من 200 إلى 400 جنيه بسبب ارتفاع المستلزمات والمحاليل الطبية المستخدمة، لكن تم نفى تلك الأحاديث بشكل قاطع والتأكيد على أن الدولة ستتحمل زيادة سعر جلسة الغسيل الكلوى- للمرضى الذين يعالجون على نفقة الدولة وكذلك مرضى التأمين الصحي- من 200 إلى 400 جنيهاً برغم ارتفاع أسعار الفلاتر والمحاليل والأدوية.
أيضًا من الشائعات المثيرة لقلق خلال الفترة الماضية ما تردد عن انتقال عدوى فيروس الجلد العقدى الذى يصيب الماشية للإنسان ونفت وزارة الصحة هذا الأحاديث، مؤكدة عدم انتقال الفيروس للإنسان بأى شكل من الأشكال، خصوصا أن الوزارة تقوم بحملات مكثفة كل 6 أشهر لتحصين الماشية، بالإضافة لتشكيل لجنة لمتابعة انتشار الفيروس فى المحافظات المصابة، إضافة إلى تشكيل الوزارة لجنة لمتابعة لانتشار أى فيروسات بالمحافظات.
خامسًا : شائعات تستهدف قناة السويس
قناة السويس تمتلك أهمية كبرى على كافة الجوانب بالنسبة لمصر، وبناءً عليه فإنها هدف للشائعات وعلى سبيل المثال فى الفترة الماضية تم تداول أخبار كاذبة حول حدوث تصادم لـ 6 سفن فى قناة السويس مما عطل المجرى الملاحى للقناة وهذا ما تم نفيه تمام، إضافة إلى فبركة تصريحات لرئيس الهيئة الفريق مهاب مميش.
أيضًا من الشائعات التى طالت قناة السويس مؤخرًا، توجه الحكومة لاقتراض 5 مليارات دولار من الخارج لرد أصول شهادات قناة السويس، لكن وزارة المالية نفت تلك الأنباء جُملة وتُفصيلاً، مُؤكدةً أن الحكومة المصرية جاهزة لسداد أصل تلك الشهادات المقدر بنحو 60 مليار جنيه والذى يحل موعده في سبتمبر 2019، بعد مرور أجل الـ5 سنوات على إصدار تلك الشهادات.
سادسا : شائعات التشكيك فى صلاحية طعام المصريين
على نفس المنوال، انتشر فى الآونة الأخيرة كثير من الأكاذيب والشائعات تشكك فى أطعمة المصريين سواء كان نباتيًا أو حتى اللحوم والأسماك وغيرها من المواد الغذائية الأخيرة، فمثلاً تم إطلاق شائعة حول طرح وزارة التموين لأرز صينى مسرطن ومُصنع من البلاستيك، كما تم إطلاق شائعة حول وجود بيض بلاستيكي صيني خطير على صحّة الانسان في الأسواق المصرية، كذلك انتشرت أكاذيب حول إصابة الأسماك المصرية بفيروس "بلطي البحيرات"، أيضًا ترددت أنباء تفيد بحظر استيراد الخضروات والفاكهة المصرية فى دول الخليج لعدم مطابقتها للشروط والمعايير لكن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضينفت صحة تلك الأنباء، مؤكدة جودة وسلامة الخضروات والفاكهة المصرية ومطابقتها لجميع المعايير والاشتراطات الدولية المتفق عليه، كذلك نفت الوزارة وجود حالات النفوق الجماعى للماشية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة