هل كريستيانو رونالدو أو ميسي الأفضل فى التاريخ؟ بالتأكيد الثنائى الأفضل فى العالم حاليا هما فى قائمة الأفضل فى تاريخ كرة القدم، ولكن يبدو أن بعض الجماهير قد نسوا ان كرة القدم كانت موجودة قبل ظهور هذا الثنائي فى الساحرة المستديرة، ربما يكون السوشيال ميديا أو وسائل الانترنت سببا فى ذلك، أو ربما الضجة المثارة كل عام حول فوز أحدهما بالكرة الذهبية سببا أيضا.
ولكن للعلم فإن الثنائى ميسي ورونالدو وكل لاعبي الجيل الحالى محظوظون، فبخلاف السوشيال ميديا التى كان لها دورا كبيرا فى شهرتهم، هم أيضا لهم نظام غذائي يومي دقيق بعكس ما كان يحدث قديما، وأصبحوا الان أقوى واكثر لياقة من اى وقت مضى، كما أنهم يلعبون فى أفضل الملاعب التى تطورت كثيرا وبأحذية صممت خصيصا لهم واللعب بكرة قدم خفيفة وتم تصميمها بدقة، كل هذه الاعتبارات كانت عاملا أساسيا فى تألقهم، بغض النظر عن الجانب الفنى.
فى السطور التالية نرصد 3 نجوم يتفوقون على ميسي ورونالدو ولم تساعدهم وسائل التقدم الحديثة ..
1- بيليه
بيليه يرفع كأس العالم 1970
أُطلق لقب "اللعبة الجميلة" على كرة القدم، وبيليه هو الذى جعل كرة القدم لعبة جميلة.
أسطورة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بدأ بيليه مسيرته الاحترافية مبكرا فى سن 15 عاما، وفى سن الـ16 انضم لمنتخب بلاده، وعندما وصل لسن الـ17 لعب دورا مؤثرا فى رفع بلاده لقب كأس العالم.
شارك بيليه فى 4 بطولات لكأس العالم وفاز بثلاث منها 1958، 1962 و1970 ، وهو اللاعب الوحيد فى التاريخ الذى رفع كأس العالم 3 مرات، ويظل المهاجم الأسطورى الهداف التاريخي لمنتخب بلاده بـ77 هدفا فى 92 مباراة، و619 هدفا فى 638 مباراة مع ناديه سانتوس.
أما عن إنجازاته الشخصية فقد تفوق 7 بالون دور، فقد حصل على جائزة أفضل لاعب لكأس العالم 1970، ولاعب القرن فى عام 2000 ، وأكثر لاعب سجل اهداف فى التاريخ 1283 هدفا فى 1363 مباراة، وهو أصغر لاعب يرفع كأس العالم فى عمر 17 عاما و249 يوما،وأصغر لاعب يسجل هدفا فى كأس العالم عن 17 عاما و244 يوما.
امتدت مسيرة بيليه فى الملاعب لما يقرب عقدين من الزمن، وقد غير طريقة لعب كرة القدم، واختراع مراوغات جديدة التى لا تعد ولا تحصى، لعل أبرزها التى قام بها مع القيصر الألماني فرانز بيكنباور فى كأس العالم.
ويقول الأسطورة فرانز بيكنباور: "بيليه أعظم لاعب على مر العصور، لقد استحوذ على مكانته لمدة 20 عاما، كل الىخرين دييجو مارادونا، يوهان كرويف، ميشيل بلاتيني لم يصلوا لمستواه، لا يوجد أحد يمكن مقارنته مع بيليه".
ولا شك أن مسيرة بيليه الطويلة فى الملاعب والمميزة لا تضاهي أى شخص، حيث لم يحقق أى لاعب حتى الآن ما حققه الأسطورة البرازيلية خلال فترة وجوده فى الملعب، بيليه هو حقا أفضل من جسد اللعبة الجميلة.
2- مارادونا
مارادونا من أفضل اللاعبين فى التاريخ
البعض يتذكر دييجو أرماندو مارادونا بلحظة سيئة السمعة تدعى "يد الله" وهو المصطلح الذى أطلقه الأسطورة الأرجنتيني عندما سجل هدفا حاسما لمنتخب بلاده بيده فى شباك إنجلترا بكأس العالم 1986 ، ولكن ما وراء الدعابة التى تقال فى هذا السياق، هناك لاعب قاد أمته للفوز بكأس العالم مع تقديم أكبر أداء فردي فى بطولة على الإطلاق.
يتمتع مارادونا بمهارة فريدة جعلته أفضل من يمثل منتخب التانجوعبر التاريخ، حيث قام هذا اللاعب القصير بتمثيل منتخب بلاده فى 4 بطولات كأس العالم، وقاد خلالها التانجو للفوز باللقب 1986 ، وقاد فريقه نابولي إلى لقب الاسكوديتو عامي 1986 و1987 و1989 و1990 ، مما غير مشهد الكرة الإيطالية.
حصل مارادونا على عدد لا يحصى من الجوائز الفردية، لعل أبرزها اللاعب الأفضل فى مونديال 1986 ، ولاعب القرن بحسب الفيفا فى عام 2000 ، وقد تم حجب القميص رقم 10 فى نابولي تقديرا له.
ومع ذلك لم تكن الجوائز والألقاب هي من جعلت مارادونا رمزا، فقد كانت عبقريته فى كرة القدم ليس لها مثيل، يستطيع مارادونا الجمع بين السيطرة على الكرة بطريقة غير عادية مع رؤية الملعب فى نفس الوقت، مع قدرة غير عادية على المراوغات، لقد كانت مراوغات مارادونا مصدرا لإلهام العديد من النشء الصغير فى جميع أنحاء العالم، لعل أبرزهم ليونيل ميسي الذى اعترف أن مارادونا كان مصدر الالهام بالنسبة له وفى نظره هو الأفضل فى التاريخ.
"حتى لو لعبت لمدة مليون سنة، لن اقترب أبدا من مارادونا، لا أريد ذلك على أي حال، أنه الأعظم على الإطلاق".. هكذا يتحدث ليونيل ميسي عن ملهمه الأول.
ومع ذلك فإن مسيرة مارادونا ما بعد الاعتزال أفقدته الكثير من بريقه، فقد تولى تدريب العديد من الاندية التى لا ترتقى باسمه، وحين درب منتخب الأرجنتين فى مونديال 2010 خرج بفضيحة من دور الـ16 بالخسارة امام ألمانيا برباعية نظيفة.
إلى جانب ذلك، عُرف عن مارادونا دائما إثارته للجدل من خلال التصريحات الغريبة التى يطلقها إلى جانب أفعاله المثيرة للجدل خارج الملاعب التى لا تليق باسمه، ولكن دون الدخول فى نقاش، هو أحد أعظم اللاعبين على مر العصور.
3- جورج بست
جورج بست مع جائزة أفضل لاعب باوروبا وكأس دوري الابطال
ظهر جورج بست لأول مرة مع مانشستر يونايتد فى سن الـ17 ، انضم لمنتخب بلاده فى سن الـ18 ، وكان أفضل لاعب فى أوروبا فى سن الـ23 ، وانتهت مسيرته مع مانشستر يونايتد بسن الـ27 عاما.
عكست مسيرة جورج بست فى الملاعب أسلوب حياته، فقد كان سريعا ومتهورا، ربما تكون مسيرته أفضل ملخص لشخص السمعة.
"لقد أنفقت أموالا كثيرة على الفتيات والسيارات الفارهة وشرب الخمر.. أما الباقى فقد أهدرته".. هكذا يلخص جورج بست قصة حياته.
جذب الولد الذى نشأ فى بلفاست انتباه مانشستر يونايتد عندما كان صغيرا، وبعد وصوله إلى مانشستر يونايتد كان موهبة لا تصدق، فقد تحول بست إلى نجم عالمي قبل الاحتفال بعيد ميلاده العشرين.
فى غضون 3 سنوات فقط، خاض بست أكثر من 125 مباراة مسجلا 37 هدفا للشياطين الحمر، ورفع لقب الدوري الانجليزي، وجذب انتباه العالم بعروضه الساحرة فى كأس أوروبا.
وفى سن الـ22 استمتع بأفضل موسم له فى "أولد ترافورد"، فقد سجل 28 هدفا فى الدوري مع مانشستر يونايتد الذى جاء وصيفا لمانشستر سيتي، وقد خطف الأضواء فى نهائى كأس أوروبا عندما أصبح مانشستر يونايتد أول ناد إنجليزي يتوج باللقب.
وفى هذا الموسم، حصد بست لقب هداف الدوري الإنجليزي، وحصل على لقب أفضل لاعب وأفضل لاعب أوروبي خلال هذا العام فى سن الـ22 فقط، وتوقع الكثيرين أنه سيسيطر على العناوين الرئيسية للجرائد للعقد القادم، ولكن لسوء الحظ سيطر على العناوين الرئيسية ولكن لأشياء أخرى خارج كرة القدم.
فى الوقت الذى وصل فيه بست إلى عامه السابع والعشرين، انتهت مسيرته إكلينيكيا مع كرة القدم، فقد دخل فى معركة إدمان الكحوليات والتى تسبب فى وفاته للاسف فى التاسع والخمسين من عمره، وقد نشر مانشستر يونايتد بيانا عن وفاته وقتها جاء فيه: "واحد من اعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور".
وبالرغم من ان مسيرته المهنية كانت قصيرة مع كرة القدم، كان بست أول نجم كرة قدم حقيقي وواحدا من أكثر اللاعبين شهرة فى وقت من الاوقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة