أكد السفير حسين السحرتى سفير مصر بسريلانكا على المبادئ السامية التى رسختها ثورة يوليو المجيدة فى وجدان الشعب المصرى والتى مكنَّت الدولة المصرية من النهوض بدورها الرائد إقليمياً ودولياً بما ساهم فى توطيد علاقاتها بدول الجنوب التى واجهت نفس التحديات والطموحات ومن بينها سريلانكا.
جاء ذلك فى الكلمة التى القاها السفير خلال حفل الاستقبال الذى نظمته السفارة الليلة الماضية بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة وذلك بحضور رفيع المستوى من كبار الشخصيات السياسية والبرلمانية والقضائية السريلانكية.
ونقل السفير فى كلمته تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى للرئيس سيريسينا ولحكومة وشعب سريلانكا، متمنياً المزيد من الاستقرار والرخاء والتقدم لسريلانكا.
كما استعرض السفير السحرتى التاريخ الحافل لعلاقات الصداقة والتعاون بين مصر وسريلانكا والتى كانت من أبرز علاماتها الحفاوة البالغة التى استقبل بها الشعب السريلانكى الزعيم المصرى أحمد عرابى ورفاقه من أبطال الثورة العرابية فى نهايات القرن التاسع عشر، مروراً بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين فى عام 1957 وقيادتهما لحركة عدم الانحياز والعديد من أطر التعاون بين دول الجنوب والتنسيق المشترك فى المحافل الدولية لنشر السلام والاستقرار عبر العالم، ووصولاً إلى المستوى المتميز للعلاقات حالياً التى ترتكز على اثنتين وعشرين اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم فى مختلف المجالات وتوِّجَت مؤخراً بإطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المشتركة بين الدولتين فى مايو 2018.
ونوه السفير فى هذا الصدد إلى تطلع مصر للزيارة التاريخية التى سيقوم بها كارو جاياسوريا رئيس البرلمان السريلانكى للقاهرة خلال الفترة من 24 إلى 28 يوليو الجارى على رأس وفد برلمانى وحكومى رفيع المستوى تلبية للدعوة الموجهة لسيادته من الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، مؤكداً اهتمام مصر البالغ بهذه الزيارة المرتقبة التى ستمثل خطوة هامة على طريق تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين.
من جانبه، نقل رشاد بديع الدين وزير التجارة والصناعة الذى مثل الحكومة السريلانكية رسمياً فى حفل الاستقبال تحيات الرئيس مايثريبالا سيريسينا والشعب السريلانكى للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ولحكومة وشعب جمهورية مصر العربية، مؤكداً متانة العلاقات السياسية بين الدولتين التى وضع أساسها الراسخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيسة الوزراء السريلانكية الراحلة سيريمافو باندارانايكا فى ستينيات القرن الماضي.
واستعرض أهم محطات العلاقات بين الدولتين خلال العقود الستة الماضية، مركزاً على الجانب التجارى الذى توليه سريلانكا اهتماماً خاصاً باعتبارها نجحت فى الاحتفاظ بمكانتها كأكبر مصدِّر للشاى إلى مصر لفترة طويلة.
ونوه الوزير إلى أن صادرات الشاى السريلانكى إلى مصر بلغت فى مجملها 46 مليون دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية بما مثَّل 30% من إجمالى الصادرات السريلانكية لمصر، تليها الإطارات المطاطية وجوز الهند. بينما أشار إلى زيادة الواردات السريلانكية من مصر كذلك والتى تأتى على رأسها الزيوت والسكر والفاكهة، مشيراً إلى وجود فرص كبيرة لتنويع وزيادة حجم التبادل التجارى بين الدولتين الذى بلغ العام الماضى 48 مليون دولار.
وأعرب الوزير عن شكر وتقدير الجانب السريلانكى لما تقدمه مصر من منح دراسية وبرامج تدريبية للطلبة والكوادر السريلانكية.كما أشار إلى العلاقات الوطيدة بين الشعبين التى تعززها وجود جالية سريلانكية متنامية فى مصر ومشاركة سريلانكا بانتظام فى العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية بمصر، لافتاً كذلك إلى تنامى معدلات السياحة بين الدولتين مؤخراً بما يستدعى دراسة إمكانية تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة وكولومبو.
وأكد فى ختام كلمته أن الزيارة المرتقبة لرئيس البرلمان السريلانكى والوفد المرافق له إلى القاهرة ستمثل دفعة مهمة لعلاقات الصداقة والتعاون الوثيقة بين الدولتين.
وقد عرضت السفارة خلال الاحتفال رسالة السلام من مصر إلى العالم والتى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افتتاح منتدى شباب العالم بشرم الشيخ فى نوفمبر 2017، والذى شاركت فيه أنوكا أبيراتنى الناشطة السريلانكية فى مجالات ريادة الأعمال والبيئة والشباب وكانت أولى المكرمين من الرئيس فى ختام المنتدى تقديراً لإنجازاتها الرائدة ومشاركتها الفاعلة، كما تم عرض فيلم ترويجى حول المعالم السياحية والأثرية فى مصر، وهو ما لاقى إعجاباً واهتماماً كبيراً من الحضور.
وحضر الاحتفال رئيس البرلمان "كارو جاياسوريا" ورئيس المحكمة العليا "برياسات ديب" الذى ينتمى لأسرة عريقة ترتبط بإرث أبطال الثورة العرابية فى سيلان، ووزير التجارة والصناعة "رشاد بديع الدين" ممثلاً لرئيس الجمهورية "مايثريبالا سيريسينا" الذى اعتذر عن عدم الحضور لقيامه بجولة أوروبية، ووزير الدولة للاندماج الوطنى والمصالحة "عبد الحميد محمد فوزي"، وممثل عن الرئيس السابق "ماهيندا راجاباكسا"، وعدد كبير من المسؤولين بوزارة الخارجية ومختلف الوزارات السريلانكية ونواب البرلمان ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والمنظمات الدولية والصحفيون ورجال الأعمال وأبناء الجالية المصرية المقيمون فى سريلانكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة