"ممشى أهل مصر" خطة جديدة لوزارة الموارد المائية والرى، لحماية نهر النيل، والسيطرة على انفلات التعديات ومنع وصول المخلفات إلى المجرى، على امتداد نهر النيل من أسوان وحتى القاهرة، وفرعى دمياط ورشيد، حيث كلف وزير الرى معهد بحوث النيل بإعداد مخطط متكامل للاستفادة من عمليات إزالة التعديات على مجرى النيل الرئيسى، وفرعيه واستخدامها فى إنشاء متنزهات للمواطنين، وتطوير الوجهات النيلية.
أكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، أن مشروعات تطوير الوجهات النيلية تهدف إلى تطهير المجرى النهرى والحد من ظاهرة انتشار الحشائش والإطماء وتوسعة وتهذيب المجرى الملاحى لنهر النيل للحفاظ على استيعابه لكميات المياه وتحسين تدفق سريان المياه فى فترة أقصى الاحتياجات لضمان وصولها الى مستخدميها، علاوة على مواجهة ومنع التعديات والعشوائيات والارتقاء حضاريًا بها بهدف الحفاظ على النيل من التعديات وإنشاء ممشى سياحى وترفيهى ومنتزه للمواطنين.
وزير الرى: نهر النيل ليس ملكًا لأحد
وقال عبد العاطى: "نهر النيل ليس ملكًا لأحد بل هو ملك لجميع المصريين، باعتبار أن أراضى النهر وجوانبه تمتلكها الدولة، ولن يسمح بالعودة إلى فوضى التعديات مرة أخرى، مشيراً إلى أن قانون الموارد المائية الجديد يسمح بتشديد العقوبات والتى قد تصل إلى السجن فى حالة تكرار التعديات.
أشار عبد العاطى، إلى أن دول العالم التى تملك أنهارًا حريصة على تعظيم الاستفادة منها سياحيًا والتعامل معه كمنتزه للمواطن مثلما نهر السين فى فرنسا، مؤكداً أن الحكومة حريصة على حسن إدارة مواردها، بما فيها المجرى الرئيسى للنهر، وأن مشروعات الممشى بالمحافظات سوف يصاحبها إنشاء مراسى ملاحية نهرية فى إشارة إلى المناقشات التى تتم حاليًا مع هيئة النقل النهرى للاستفادة من النيل كمجرى ملاحى للتنمية السياحية، ونقل الركاب والبضائع دون إسراف فى استخدام المياه.
معهد بحوث النيل: دراسة شاملة لإعداد مخطط لتحديد مناطق ممشى أهل مصر بالمحافظات
من جانبه أكد الدكتور محمد عبد النبى نائب مدير معهد بحوث النيل التابع للمركز القومى لبحوث المياه، أنه يتم حاليا إجراء دراسة شاملة بتكليف من الوزارة لإعداد مخططات لإنشاء مناطق ممشى أهل مصر فى جميع المحافظات المطلة على نهر النيل.
وأوضح عبد النبى، أن فكرة المشروع هى إتاحة متنفس ومتنزه طبيعى لجموع المواطنين للاستمتاع بنهر النيل، وفى الوقت نفسه منع التعديات وتقليل الفاقد فى المياه ومواجهة ظاهرتى الإطماء والنحر التى يتعرض لها المجرى الرئيسى ببعض المناطق نتيجة الأنشطة الإنسانية والتنموية.
أشار عبد النبى، إلى أنه يتم حاليا استكمال أعمال ممشى أهل مصر من كوبرى 15 مايو وحتى كوبرى إمبابة بالتعاون مع البنك الأهلى من أجل استثمار ضفاف النهر كواجهة جمالية وسياحية ومتنزه للمواطنين وإنشاء مراسى تتيح التنزه عبر النهر، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من المرحله الأولى من الممشى، بالجانب الشرقى للنيل من كوبرى قصر النيل وحتى كوبرى 15 مايو بالاشتراك مع محافظة القاهرة.
من جانبه أشار علاء خالد، رئيس قطاع تطوير وحماية نهر النيل، إلى أن مشروع ممشى أهل مصر من المشروعات الطموحة التى تخطط الوزارة لامتداده من حلوان حتى القناطر الخيرية بطول 40 كيلو مترا، وقد تم تنفيذ كيلو و600 متر بالبر الشرقى لنهر النيل من كوبرى قصر النيل حتى 15 مايو مرورا بكوبرى 6 أكتوبر.
تكاتف جميع الوزارات كفيل بحماية النيل من التلوث والتعديات
وحول حماية النهر من التلوث، أكد خالد، أن تكاتف جميع الوزارات مثل "الإسكان والبيئة والسياحة والداخلية" كفيل بحماية النيل من التلوث والتعديات، مشيراً إلى أنه لكل وزارة دور محدد ولا ننسى الدور الأهم للمواطن فى الحفاظ على نهر النيل وحمايته، وللتلوث مصادر كثيرة وقد تم القضاء على الكثير منها مثل الأقفاص السمكية والصرف الصناعى وورد النيل وصرف العائمات السياحية.
وفيما يخص مشروع حماية جوانب نهر النيل، قال خالد: بدأنا فى 1 يونيو 2013 المرحلة الأولى لحماية جوانب نهر النيل والتى تم تنفيذها فى مناطق متفرقة بـ13 محافظة يطل عليها نهر النيل، بتمويل من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر"الصندوق الإجتماعى سابقاً" والتى انتهت فى 30 أبريل 2016، بقيمة إجمالية 42 مليون جنيه وبطول حوالى 21 كيلو مترا، والمرحلة الثانية للمشروع فى يونيو الماضى بأطوال بلغت 62 كيلو مترا فى 10 محافظات، بتكلفة 146 مليون جنيه، ليصبح إجمالى الأطوال فى المرحلتين 83 كيلو مترا بتكلفة 188 مليون جنيه.
وأوضح خالد، أن هذه الأعمال لها مردود اقتصادى لأنها تحافظ على جوانب نهر النيل من الانهيارات، وبالتالى الحفاظ على مساحة الرقعة الزراعية من التآكل، وأيضا التجمعات السكنية القديمة الموجودة والمنشآت السياحية، كما أنها تمنع تماما التعديات على نهر النيل ولها مردود حضارى وبيئى لأنه يتم تطوير وجهات القرى، كما أن لها مردود اجتماعى أيضا لأن المشروع أتاح فى مرحلتيه الأولى والثانية مليونا و500 ألف يومية عمل، وأن 80% من هذه الأعمال نفذت فى محافظات الصعيد والجديد أن الوزارة تجرى التنسيقات اللازمة مع الجهة الممولة لتمويل مرحلة ثالثة وطموحة فى 16 محافظة على النيل بقيمة 400 مليون جنيه، وسوف يتم التركيز على المحافظات الأكثر احتياجاً الموجودة فى الصعيد بنسبة 80% طبقاً لشروط الجهة الممولة وهو ما سينعكس على جوانب نهر النيل وإظهاره بالمظهر الحضارى الذى يليق به وبالمصريين.
وأشار خالد، إلى أنه يتم حالياً تنفيذ بروتوكول موقع بين الوزارة والبنك الأهلى المصرى بتمويل امتداد ممشى أهل مصر وتجميل المنطقة فى المسافة من (كوبرى 15 مايو أمام موقع البنك الأهلى حتى كوبرى إمبابة) بتكلفة 7 ملايين و850 ألف جنيه وتنفيذ أعمال تجميل لمساحة غير مستغلة من أراضى منافع الرى أمام البنك واستخدامها كساحة انتظار للسيارات، وذلك طبقاً للضوابط واللوائح المنظمة لذلك مما يحقق عائدا سنويا للخزينة العامة للدولة.
ويشمل البروتوكول موافقة وزارة الموارد المائية والرى، طبقاً للضوابط واللوائح المنظمة لإصدار التراخيص، قيام البنك الأهلى بإنشاء مرسى عائم أمام موقعه (بطول 25 مترا وعرض 8 أمتار) لاستغلاله كمحطة تاكسى نهرى لنقل العاملين بالبنك، مما يساعد على تقليل الكثافة المرورية داخل مدينة القاهرة والجيزة ويشجع على تعظيم الاستفادة من نهر النيل فى استخدامه داخل محافظتى القاهرة والجيزة كوسيلة لنقل المواطنين مما يخفف من الازدحام المرورى.
الجدير بالذكر أن الوزارة تخطط لكى يغطى ممشى أهل مصر المسافة من منطقة حلوان حتى منطقة القناطر الخيرية فى البر الشرقى لنهر النيل لمسافة 50 كيلو مترا بهدف الاستفادة من مجرى نهر النيل واستخدام الممشى كمتنزه عام ويصبح واجهة حضارية تليق بنهر النيل العظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة