تتواصل الاحتجاجات الشعبية فى المحافظات الجنوبية العراقية بسبب تردى الخدمات المقدمة إلى المحافظات التى تدر مليارات الدولارات على خزينة الدولة العراقية، وإهمال الحكومات العراقية المتعاقبة للأوضاع فى جنوب البلاد ما دفع أبناء الجنوب العراقى إلى التظاهر ضد تهميش الجنوب العراقى.
وتعانى مدن الجنوب العراقى من سوء خدمات الكهرباء والماء والاتصالات ، وتدنى الوضع الاقتصادى وهشاشة الوضع الأمنى جنوب البلاد، وهو ما تسبب فى وقوع تفجيرا بواسطة عبوات ناسفة تسببت فى سقوط عشرات القتلى من البسطاء.
وكانت أزمة الكهرباء فى الجنوب العراقى سببا فى اندلاع موجة احتجاجات عارمة داخل تلك المحافظات العراقية، وإطلاق دعوات للتظاهر بعد غد الجمعة، احتجاجا على الوضع المعيشى المآساوى الذى يعيشه المواطنون فى المحافظات الجنوبية.
واشتعلت موجة عنيفة من الحراك المدنى الذى انطلق من مدينة البصرة التى تضم ثروات العراق الضخمة، ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالفساد المستشرى فى المؤسسات العراقية واحتجاجا على أزمة انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، وملوحة مياه الشرب الذى أصبح غير صالح للاستخدام الآدمى، فضلا عن البطالة التى ألقت بنصف شباب محافظات الجنواب العراقى إلى الشوارع لتتلقفهم عصابات الجريمة ومعارك العشائر المسلحة، والانضواء تحت جناح الميليشيات المتطرفة.
وتدر مدينة البصرة على خزينة الدولة العراقية حوالى 65% من واردات العراق المالية المعتمدة بشكل رئيسى على تصدير النفط، وهو ما أشعل فتيل الأزمة فى محافظات الجنوب التى تعانى من الجوع والفقر والجهل واستشراء الفساد وتدنى الخدمات التى إلى المواطنين فى المحافظات الجنوبية، وهو ما دفع عدد من المدن الأخرى للمشاركة فى موجة الاحتجاجات العراقية ومنها مدن الجنوب والوسط، كالناصرية والعمارة والكوت والديوانية والسماوة، وصولا إلى مدينتى النجف وكربلاء.
ويتوقع مراقبون أن تدفع الأوضاع الراهنة فى جنوب العراق إلى انتفاضة شعبية تطيح بجميع الساسة المتواجدين على الساحة، متوقعين احتمالية وقوع صدام مسلح بين القوات الأمنية والأهالى الذين باتوا يسيطرون على كميات ضخمة من السلاح المتوسط والخفيف، ما يهدد أن يدفع بالعراق إلى مستنقع حرب أهلية تمزق أوصاله بالكامل.
انتفاضة الفقراء فى محافظات الجنوب العراقى دفعت رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى بالتحرك نحو محافظة الجنوب لإدراكه خطورة الموقف الراهن الذى يهدد أمن واستقرار الدولة العراقية، ويفشل مشروع العراق السياسى والاقتصادى للبدء فى اعادة الاعمار والعمل على تنمية حقيقية فى البلاد يلمسها المواطن البسيط الذى عانى من ويلات الحروب والصراعات المسلحة التى دخلها العراق منذ عام 2003 وحتى الاجتياح الكبير الذى قادته التنظيمات الإرهابية المتطرفة للمحافظات العراقية.
ووسط الأزمة التى يعانى منها الجنوب العراقى من انقطاع المستمر للكهرباء، قررت إيران وقف تصدير الكهرباء إلى المحافظات العراقية التى تعانى من ارتفاع كبير فى درجات الحرارة، وذلك على خلفية مشكلات تتعلق بتحويل العراق المبالغ المستحقة إلى طهران.
وحاول وزير الكهرباء العراقى قاسم الفهداويى احتواء الموقف لمنع حدوث الانفجار الكبير فى محافظات الجنوب العراقى، وترأس وزير الكهرباء العراقى وفدا حكوميا عراقيا لزيارة طهران يوم الجمعة الماضى لبحث إعادة العمل بخطوط استيراد الطاقة الكهربائية من إيران والتى تزود العراق خاصة فى الجنوب بنحو 1200 ميجاوات.
وأعرب عدد من المراقبين عن دهشتهم من الأزمة التى تعصف بالعراق وخاصة فى قطاع الكهرباء، مؤكدين ان العراق يعد أكبر رابع منتج للنفط فى العالم، مشددين على أهمية أن تتعاطى الحكومة العراقية بشكل جدى مع الاحتجاجات التى يمكن أن تؤدى لاندلاع اقتتال وحرب أهلية بين العشائر العراقية التى تعانى من أزمة انعدام الثقة فيما بينها.
وينتج العراق 15.7 ألف ميجاوات من الكهرباء ويستورد من إيران 1200 ميجاوات، فيما يحتاج إلى 23 ألف ميجاوات لضمان عدم انقطاع الكهرباء عن العراقيين والنتيجة هى 12 ساعة يوميا تمثل معدل انقطاع الكهرباء عن المحافظات العراقية.
وتراقب دول الجوار العراقى والقوى الاقليمية تطورات الاحتجاجات التى تعصف بمحافظات الجنوب العراقى والتى يمكن أن تستغلها خلايا داعش فى البلاد لإعادة ترتيب صفوفهم والانقضاض على القوات الأمنية العراقية، وهو ما تحذر منه القوات الأمنية العراقية التى تخشى اندساس خلايا داعش وسط المتظاهرين لتأجيج الوضع داخل البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة