تواصل النيابة العامة بجنوب الجيزة تحقيقاتها فى واقعة "أطفال المريوطية"، الذى تم العثور على جثثهم ملقاة بالشارع بجوار فيلا مهجورة بشارع الثلاثينى الجديد بمنطقة المريوطية بحى الهرم، وذلك بعدما قررت حبس المتهمين الثلاثة بالتخلص من الجثث بطريقة غير قانونية، وهم كل من والدة الأطفال وصديقتها وزوجها 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتم تحديد جلسة غدا الثلاثاء لنظر أمر تجديد حبسهم أمام قاضى المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة.
وانتقل فريق من النيابة العامة للموقع الذى لقى فيه الأطفال الثلاثة مصرعهم، وتبين من خلال المعاينة أنها عبارة عن شقة سكنية مكونة من غرفتين وصالة، وأن الأطفال الثلاثة لقوا مصرعهم مختنقين داخل إحدى الغرف والتى لا تتجاوز مساحتها المترين فى 3 أمتار، جراء اشتعال النيران بمحتوياتها، وعدم قدرتهم على الخروج من الغرفة، وتبين وجود ملابس محترقة بها، فضلًا عن آثار احتراق تام، حيث غلفت طبقة كربونية الحوائط والأرضية.
وتسلمت النيابة العامة تقرير المعمل الجنائى بشأن فحص آثار الحريق الذى نشب داخل الغرفة والذى تسبب فى وفاة الأطفال، والذى أشار إلى أن سبب الحريق اتصال مصدر حرارى سرى الاشتعال ذو لهب مكشوف "عود ثقاب" ببعض المحتويات سهلة الاشتعال بأرضية الحجرة (ملابس ومفروشات)، وأن وجود اثار احتراق بباب الغرفة يشير إلى أنه كان مغلق أثناء نشوب الحريق.
واستمعت جهات التحقيق لأقوال عدد من شهود العيان والأهالى ومن بينهم مالك العقار والملقب فى المنطقة بـ"أبو ياسين" الذى كان يقطن فيه الجناة بالطابق الرابع، وهو مؤجر الشقة السكنية والمدعو "أبو ياسين" والذى أكد على أنه منذ عدة أشهر قدمت له المتهمة الثانية فى القضية "سها.ع" 38 سنة وطلبت منه استئجار شقة سكنية بالعقار المملوك له، وأخبرته بأنها تعمل فى "ملهى ليلى" وستلتزم بسداد الإيجار فى موعده، وقدمت له الضمانات اللازمة وعليه وافق على تأجير الشقة لها.
وتابع الشاهد فى أقواله، أنه بعدة فترة فوجئ بسيدة أخرى تدعى منال_تبين فيما بعد أن أسمها الحقيقى "أمانى" تبدو فى العقد الرابع من عمرها، وأقامت معها بصحبة أطفالها الثلاثة ورجل أخر يملك "توك توك" يقول إنه يعمل عليه، وأنهم خلال الفترة التى قضوها بالمنطقة، لم يكن لهم اختلاط بالجيران، وكانوا فى حالهم دائمًا، وحتى الأطفال لم يكونوا يختلطوا بأطفال الشارع، وذلك لكون عملهم يبدأ فى ساعة متأخرة من المساء ويعودن فى الصباح.
كما استمعت جهات التحقيق لسيدة أخرى من قاطنى العقار تدعى "أم دنيا"، والتى قالت إنه لم يكن هناك اختلاط بينها وبين المتهمين، وأنه قبل الواقعة بعدة أيام نزلت أعطتها أحد السيدات رقم هاتف وطلبت منها الاتصال بها إذا ما حدث أمرًا للأطفال يستدعى عودتها من العمل، وإنه فى أحد الأيام فوجئت بصراخ شديد من جانب الأطفال وبكاء مستمر، فاتصلت برقم الهاتف وفوجئت بزوج أحدى السيدات يرد عليها، وأخبره بأنه فى مكان بعيد عن المنزل، ولن يستطيع العودة؛ وخلال تلك الفترة هدأ الأطفال بشكل مفاجئ.
وتابعت الشاهدة فى التحقيقات، أنها شمت رائحة شياط يخرج من المنزل الذى شهد الواقعة بالعقار الذى تقطن فيه، وحينما حاولت الاستفسار عن ذلك، أخبرتها ابنتها انه ربما يكون أحد الجيران قد حرق الطعام أثناء إعداده، مضيفة: "لم نكن نتخيل أن ما حدث عبارة عن حريق التهم جثث الأطفال، وبعد عدة أيام، بدأت رائحة كريهة تنبعث فى العقار، ربما هى رائحة تعفن جثث الضحايا الثلاثة".
واعترفت السيدتان المتهمتان فى الواقعة بالاتهامات المسندة إليهم، حيث قالت المتهمة الرئيسية (الأم)، أنها تعرفت على المتهمة الثانية وأقامت بمنزلها هى وأطفالها الثلاثة، وإنها اعتادت الذهاب للعمل بالفندق وتركهم وحدهم بالمنزل بعد اغلاق الباب عليهم نظرًا لخوفها عليهم، وأنها تركتهم يوم الحادث وحينما عادت وجدت حريقا بالمنزل، وفوجئت بأبنائها متفحمين فطلبت من صديقتها (المتهمة الثانية) مساعدتها فى التخلص منهم.
فيما قالت المتهمة الثانية، إن المتهمة الأولى طلبت مساعدتها فى التخلص من جثث الأطفال، بعدما أوهمتها بأنها ستعاقب مثلها نظرًا لكون الحريق حدث بمنزل مستأجر باسمها، فقاموا بلف جثث الضحايا داخل بطاطين وملاءات وأكياس بلاستيكية سوداء اشتروها خصيصًا للتخلص من الجثث، بعدها تولوا انزالهم، واستوقفوا سائق "توك توك" ونقلوهم لموقع العثور عليهم، مبررةً فعلتها بخوفها من المسئولية الجنائية، وأنه بعد التخلص من الجثث هربوا من المنزل وتركوه.
واستمعت النيابة العامة لأقوال سائق الـ"توك توك" والذى أوصل المتهمتان إلى موقع التخلص من الجثث، والذى قال فى التحقيقات أنه مساء يوم الواقعة كان متواجد بمنطقة الطالبية، وفوجئ بالمتهمتين ومعهم طفلة صغيرة فى أواخر العقد الأول من عمرها، يطلبون منه إيصالهم إلى أحد المناطق بالمريوطية، وبعدها بفترة انزلوا سجادة ملفوفة بأكياس بلاستيكية سوداء، وحملوها معهم فى الـ"توك توك"، وحينما وصل إلى شارع الثلاثينى بالمريوطية طلبوا منه التوقف وتخلصوا من الجثث.
وتسلمت النيابة العامة نتائج تحليل عينة "دى.أن.أى" للأطفال، والذى أكد على أن المتهمة الأولى أم بيولوجية للأطفال الثلاثة وأن كل طفل منهم من أب مختلف عن الآخر، وليس من بينهم زوجها الحالى "حسان.ع"، وأكد تقرير الطب الشرعى أن الوفاة حدثت نتيجة تعرضهم لحروق واختناق بدخان، ولا توجد أى جروح أو مظاهر لسرقة الأعضاء البشرية، مؤكدًا أن أعمارهم تتراوح ما بين العام ونصف والخمس أعوام، وتم إرفاق التقرير بملف التحقيقات فى القضية؛ لضمه لقائمة أدلة الثبوت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة