من جديد تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلى بخلط الأوراق فى قطاع غزة والدفع نحو تصعيد عسكرى غير مبرر، وذلك عبر شن سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال لعدة غارات استهدفت أراض زراعية وعدد من المنازل ومواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية، ما أدى لاستشهاد طفلين وإصابة ما يقرب من 14 شخص، وذلك فى أعنف قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلى على غزة منذ عام 2014.
وبعد اتصالات دامت لساعات من القيادة المصرية مع قادة الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلى، تكللت الجهود التى قادتها مصر بنجاح وذلك بدخول غزة حالة من الهدوء التام ووقف إطلاق النار المتبادل بين الفصائل الفلسطينية من جهة وجيش الاحتلال الإسرائيلى من جهة أخرى.
بدوره قال مدير مكتب الإعلام فى حركة الجهاد الإسلامى، داوود شهاب، أنه حركته تعاطت بشكل إيجابى مع الجهود المصرية التى بذلت خلال الساعات الأخيرة لتثبيت وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامى وبين الاحتلال الاسرائيلى، مؤكدا موافقة حركة الجهاد على طلب مصر بعودة حالة الهدوء مقابل التزام الاحتلال بذلك.
وأكد شهاب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من قطاع غزة أن وقف إطلاق النار فى غزة دخل حيّز التنفيذ مع غروب شمس هذا اليوم ، متوجها بالشكر لمصر ودورها فى وقف التصعيد مؤكدا التزام حركة الجهاد الإسلامى بوقف إطلاق النار ما دام الاحتلال ملتزم به.
وقال داوود شهاب أن إسرائيل تحاول خلط الأوراق وقطع الطريق على الجهود المصرية، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد الهروب من دفع استحقاقات مسيرة العودة وكسر الحصار التى خلقت حالة من عدم الاستقرار فى الجانب الإسرائيلى، مشيرا لوجود مزايدات داخلية بين الأحزاب الإسرائيلية وكل طرف منهم يريد تسجيل مواقف على الطرف الآخر.
وأكد داوود شهاب إن اتصالات مكثفة حدثت خلال الساعات الأخيرة للتوصل لاستعادة الهدوء، مؤكدًا أن حركته أعادت بإيجابية مع الوساطة المصرية، وأضاف بالقول:"نؤكد مجددًا على حقنا فى الرد على أى انتهاك صهيونى".
بدورها أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فى بيان عاجل لها حق الشعب الفلسطينى ومقاومته فى الدفاع عن نفسه ضد العدوان والتصعيد الإسرائيلى الغاشم، الذى ما زال مستمراً منذ صباح اليوم، وطال العديد من المواقع السكنية فى القطاع، أدت إلى سقوط شهيدين من الأطفال وعشرات الإصابات كلها من بين صفوف المدنيين.
وقالت الجبهة إن التصعيد العدوانى الإسرائيلى اليوم ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة يندرج فى إطار الحرب العدوانية المفتوحة من أبناء الشعب الفلسطينى منذ 30/3/2018 ما أدى إلى سقوط أكثر من 145 شهيداً بالرصاص الحى وأكثر من 16000 جريح، تم استهدافهم جميعاً فى عمليات قتل واضحة بالرصاص الحى، هدفها إيقاع أكبر قدر فى الخسائر فى صفوف أبناء شعبنا المتمرد على الحصار الإسرائيلى، وفى محاولة لكسر إرادته وتركيعه سياسياً.
وأضافت الجبهة، يأتى هذا التصعيد العدوانى اليوم بعد القرار الإسرائيلى بتشديد الحصار على القطاع بإغلاق معبر كرم أبو سالم، ومنع المواد اليومية عن أبناء الشعب لتجويعه، وإغراق حياته فى مزيد من الأوضاع الجحيمية.
وقالت الجبهة إن محاولة العدو الإسرائيلى تزوير الوقائع بالإدعاء أن عدوانه على قطاع غزة يأتى فى سياق الرد على قصف المقاومة للمواقع الإسرائيلية المجاورة، تكذبه الوقائع الدافعة، خاصة بعد أن أكدت وسائل الإعلام المحايدة أن تل أبيب هى التى باشرت العدوان وإنها هى التى لم تتوقف يوماً عن تهديد شعبنا بالقصف وقادته بالاغتيال.
وختمت الجبهة مرحبة بالجهود التى تقوم بها مصر للعودة إلى التهدئة، على أن تكون ملزمة للأطراف جميعاً، بما فى ذلك وقف سياسة القتل وحفلات الصيد البشرى التى تمارسها سلطات الاحتلال عند الشريط الشائك شرق القطاع، وأن تعود أيضاً عن إجراءاتها الظالمة فى إغلاق معبر كرم أبو سالم.
فيما أكد مراقبون أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى تسعى لخلط الأوراق وإفشال الجهود المصرية لإنجاز المصالحة الفلسطينية، موضحين أن اجتماعات القاهرة الأخيرة التى وصفتها الفصائل بالإيجابية أقلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، مشددين على ضرورة إنهاء الانقسام وانجاز المصالحة بشكل كامل ورأب الصدع بين حركتى فتح وحماس.
وقال المراقبون إن نجاح مصر فى إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية يهدد الأطماع الإسرائيلية والخطط التى وضعتها سلطات الاحتلال لفصل غزة عن الضفة الغربية، مشددين على ضرورة أن تتيقظ القوى الوطنية الفلسطينية لمخططات الاحتلال التى تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر دق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة