دخلت الدولة الفنزويلية منعطفا خطيرا بالتزامن مع نقص إمدادات المياه وانهيار البنية التحتية المحلية ونقص المواد الغذائية والدواء، وبات ارتفاع التضخم فى الدولة اللاتينية بنسبة 100% فى عام واحد يعقد الأمور السياسية ويدفعها نحو الفوضى والخراب.
وبعد أن كانت فنزويلا من طليعة دول أمريكا اللاتينية النفطية، وتتمتع باستقرار اقتصادى، تواجه الدولة حاليا شبح الإفلاس بعد تخلفها عن تسديد ديونها لدى الهيئات الدولية ودول الجوار، فى ظل هامش تضخم ارتفعت معدلاته 100% فى عام واحد حتى أصبح يتجاوز الـ 46300% حاليا، مما يؤجج الأزمة السياسية الأكثر حدة فى تاريخ البلد الكاريبى.
وأظهرت بيانات لجنة المالية فى الجمعية الوطنية البرلمان الفنزويلية، أن الأسعار ارتفعت فى نهاية يونيو الماضى بنسبة 46306% سنويا، في حين كان معدل التضخم الشهرى فى يونيو الماضى فقط 1284%.
وقال ألفونسو ماركوينا عضو البرلمان الذى عرض البيانات، إن الأسعار فى فنزويلا ترتفع بنسبة 3% يوميا، وأضاف: "فى فنزويلا معدل التضخم اليومى أعلى من معدل التضخم السنوى فى تشيلى وأعلى من معدل التضخم السنوى فى كولومبيا".
وتصدر الجمعية الوطنية التى تسيطر على المعارضة على أغلب مقاعدها بيانات شهرية عن التضخم ، فى حين لم يصدر البنك المركزى بيانات التضخم فى البلاد منذ سنوات.
وفقا لتقرير الجمعية الوطنية ، تسارع التضخم فى يونيو وارتفعت الأسعار فى المتوسط بنسبة 128.4٪، وهو أعلى معدل شهرى حتى الآن هذا العام، فى مايو كان 110.1٪.
وقال المعارض أنخيل ألفارادو أن "المواد الغذائية فقط ارتفعت أسعارها بنسبة 183٪ فى يونيو فقط، مضيفا: "إنه أسوأ تضخم شهدته دولة فى أمريكا اللاتينية."
وأضاف الفارادو "تسعة أشعر فى هذه المأساة والحكومة لا تعترف بالمشكلة، على الرغم من أن حكومة مادورو التى أعيد انتخابها فى مايو الماضى فى انتخابات رئاسية انتقادتها عشرات الدول فى العالم ، باتخذ إجراءات لدعم الاقتصاد الغارق فى ركود استمر 5 سنوات"، متهما الحكومة الفنزويلية بـ"اللامبالاة" أمام تؤجج الأزمة الاقتصادية فى البلاد.
وفى ظل غياب حلول من قبل حكومة نيكولاس مادورو، وتفاقم الأزمة الخطيرة فى فنزويلا، تتكثف الاحتجاجات من قبل الشعب الفنزويلى ضد الحكومة الديكتاتورية.
وقالت صحيفة "ماجنت" المكسيكية، إن الأسعار فى فنزويلا تدهورت تدريجيا حتى وصلت الى وضع غير مستدام ، وارتفاع الأسعار ومعدل التضخم أدى الى تدهور حياة الفنزويليين وعدم قدرتهم على العيش فى البلد الكاريبى.
وأوضحت أنه من أهم أسباب ارتفاع التضخم هو أن دين فنزويلا بالدولار الأمريكى، والحقيقة هى أن حكومة فنزويلا تواجه كارثة ولا يوجد حلول سريعة، ولابد من اعادة استقرار العملة والتوقف عن طبع النقود ومحاولة لاستعادة اقتصاد السوق العادى.
ووفقا لقناة "إن تى إن 24" الكولومبية، فإن الشعب الفنزويلى طفح به الكيل من تسكع النظام فى حل الأزمة القائمة من نقص الغذاء والدواء وارتفاع الأسعار.
وأشارت القناة إلى أنه تم تسجيل ما يقرب من 20 إلى 25 احتجاجا يوميا، من الممرضات والأطباء والأمهات، وجميع فئات الشعب الفنزويلى الذى أصبح يعانى حتى من نقص مياه الشرب.
ويحذر عالم الاجتماع فرانشيسكو كويللو، من أن هناك انهيارا ويأسا فى المجتمع الفنزويلى، وسيكون هناك تدابير قمعية من نوع ما أو أنها ستسمح ببساطة للفنزويليين بأن يموتوا من الانحطاط".
وأضاف أن الاحتجاجات المعزولة لا تزعج الحكومة، لأنه لا توجد قيادة سياسية لإرشادهم، بسبب انقسام المعارضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة