قبل أسبوع واحد دقت طبول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، عندما فرضت أمريكا رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار، وردت الصين بإجراء مماثل وشكت أمريكا إلى منظمة التجارة العالمية.
الإجراء الذى اتخذه ترامب يهدف بالأساس إلى تصحيح وضع الميزان التجارى لبلاده، الذى يسجل عجزا متزايدا فى المعاملات التجارية مع الصين بلغ مستوى قياسى العام الماضى مسجلا 375.2 مليار دولار، وهو الرقم الذى يسعى ترامب لتقليصه إلى أقل قدر ممكن متبعا سياسة "أمريكا أولا".
ولكن البيانات الصادرة أمس الجمعة من الجمارك الصينية تشير إلى أن الصين حققت أعلى فائض تجارى شهرى في يونيو من معاملاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بواقع 28.97 مليار دولار من 24.58 مليار في الشهر السابق، وهو أعلى فائض شهرى على الإطلاق طبقا لحسابات وكالة رويترز للأنباء.
هذا الارتفاع فى الفائض الصينى يعنى زيادة هى الأكبر شهريا فى العجز التجارى للولايات المتحدة الأمريكية مع شريكها الأكبر تجاريا، وهو أمر قد ينذر بزيادة حدة الحرب التجارية بين البلدين والتى بدأتها الولايات المتحدة بإطلاقها رصاصة الحرب الأولى حسب تعبير مسئولى الصين، عندما بدأت بفرض الرسوم الجمركية العقابية.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية تهديدات متبادلة بين أمريكا والصين بفرض رسوم جمركية، ورغم وصول الجانبين لاتفاق مبدئى وإعلان الصين تغيير فى سياستها التجارية وعدم استهداف تحقيق فائض تجارى مع أمريكا، إلا أن الأمور عات للتدهور من جديد بسبب سريان القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية على وارداتها من الصلب والألومنيوم بنسب 25% و10% على التوالى، وهو ما أثار استياء العديد من دول العالم وعلى رأسها الاتحاد الأوروبى وروسيا والهند والصين، وغيرها من الدول المصدرة للسوق الأمريكى.
ولم يكتف ترامب بسريان الرسوم الجمركية العقاربية ضد الصين، وإنما هدد بزيادتها لتصل إلى أعلى مستوياتها بقيمة 500 مليار دولار تمثل حجم الواردات الصينية بالكامل، وهو ما يهدد بمزيد من الآثار السلبية على التجارة والنمو العالميين، والتى لم تظهر آثارها واضحة بعد لأن الإجراءات مازالت محدودة، ولكن إذا ما اتسعت لتشمل جميع وارادت أمريكا من السلع الصينية وردت عليها الصين بإجراء مماثل سيؤثر سلبا على نمو التجارة العالمى بصورة كبيرة.
وشهد عام 2017 نموا قويا فى حركة التجارة العالمية هو الأقوى منذ عام 2011 – بحسب بيانات منظمة التجارة العالمية – ولكن هذا الأداء القوى قد يتعرض للخطر بسبب تصعيد التوترات التجارية بين الدول، والذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وطبقا لأحدث البيانات الواردة أمس حول نتائج الميزان التجارى بين أمريكا والصين، فإن الولايات المتحدة تسجل خسائر مبكرة للغاية قد تؤدى لمزيد من الإجراءات العقابية التى يسعى ترامب من خلالها لتقليص العجز التجارى مع التنين الصينى، وهو ما سيؤثر بصورة واضحة على الاقتصاد العالمى الذى مازال يترقب العواقب الخطيرة التى ستسفر عنها هذه الحرب بين أكبر اقتصادين فى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة