قطع الرئيس السيسي عهدا فى بداية ولايته الثانية بالاهتمام بقطاع الصحة وتوفير مظلة تأمينية للمصريين تستهدف تغطية كل الأمراض بدون تحمل أعباء مالية لغير القادرين ولم يمض وقت حتى بلور اهتمامه بالمنظومة فى 8 محاور تمثل قاعدة انطلاق نحو خدمات طبية متميزة تنعم بها الأجيال القادمة.
ولم يكن اهتمام الرئيس منصب فقط على بناء منظومة صحية تحصن المصريين من المرض لكنه وضع سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التى تضمن علاجا كريما فى الوقت الراهن إلى أن يتم تعميم تجربة التأمين الصحى فى بورسعيد بجميع إنحاء الجمهورية وهو ما يكشف عن رغبة الدولة فى التجول نحو بناء الإنسان على كافة المستويات بما فيها البناء الصحى.
ضخ 18.2 مليار جنيه فى 8 مشروعات خدمية تستهدف تحسين الخدمات الصحية
وإدراكا من الرئيس بأهمية التدخل السريع لرفع مستوى الخدمة الصحية للمريض تم ضخ 18.2 مليار جنيه فى 8 مشروعات خدمية تستهدف تحسين الخدمات الصحية الأساسية كمرحلة أولى لوضع بنية تحتية سليمة لمنظومة الصحة الجديدة التى ترسم شكل الخدمة ومستواها خلال الفترة المقبلة التى يتم تقديمها لأكثر من 50 % من المصريين فى القطاعات الحكومية.
وكان المشروع الأول الذى حملة الرئيس على عاتقة هو إطلاق المرحلة الأولى من التأمين الصحى الشامل الجديد فى بورسعيد بتكلفة 1.8 مليار جنية شاملة تأهيل المستشفيات والوحدات وميكنة الخدمات الطبية التى تتم لأول مرة بنظام الكارت الذكى، الذى يستطيع به المريض العلاج من أى مكان فى الجمهورية ليصبح بالمحافظة 6 مستشفيات و15 وحدة و8 مراكز طبية تعمل بنظام التغطية الشامل للمريض دون تحمل لأى نفقات خاصة غير القادرين على أن يتكرر نفس النظام فى 5 محافظات يتم تعميم الخدمة فيهم مع نهاية 2020.
إنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية
مسألة قوائم الانتظار الخاصة بالجراحات الحرجة الحيوية كانت صداعا فى رأس وزارة الصحة إلى أن وجه الرئيس السيسى بأن يتم الانتهاء منها فى 30 أسبوع بتكلفة تقديرية 606 مليون و 910 ألف جنيها لإنهاء 17 ألفا و888 جراحة للقلب المفتوح القساطر وزرع الكبد والقوقعة والأورام والعظام والرمد والمخ والأعصاب.
انتظار تعميم تجربة التأمين الصحى الشامل فى جميع المحافظات يستغرق وفقا للقانون 15 عاماً لكن الدولة أرادت أن تضع النواة الأولى للتأمين فى كل محافظة لتصبح المحافظات بها نماذج للتطبيق بشكل سريع هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى أن يحصل المريض على الخدمة بقواعد أكثر تنظيما كنوع من تهيئة المناح للمتعاملين فى المنظومة الجديدة وهو ما دفع الرئيس إلى التفكير فى المستشفيات النموذجية التى يبلغ عددها 47 مستشفى تابع لوزارة الصحة وجامعى منتشرة بجميع المحافظات بتكلفة 6.1 مليار جنيه.
تنفيذ أكبر مسح للكشف عن فيروس سى
إحساس الدولة بالقلق تجاه 5 ملايين مصرى مصابين بفيروس سى يمكن بالخطأ تصدير المرض عن طريق نقل العدوى للآخرين كان دافعا لاصطياد الفيروس الذى يجرى فى عروقهم من خلال عمل مسح شامل للفئات المختلفة التى تزيد أعمارها عن 18 عاماً فرصدت الدولة 5 مليارات و600 مليون لتنفيذ أكبر مسح فى العالم للكشف عن فيروس سى بين 45 مليون مصرى خلال 5 سنوات مع توفير العلاج اللازم لكل مريض مجانا.
لا شك أن ملف تأمين الاحتياطى الاستراتيجى من الأمصال واللقاحات والألبان الصناعية ظل ملتهبا على مدار السنوات بسبب النقص الشديد فيهم بالأسواق وهو ما استدعى ضرورة تأمين الاحتياطات الاستراتيجية لهم للتخلص من عجزهم بالسوق فتم تخصيص 94 مليون جنى ليتم التعاقد على 22.5 مليون عبوة لبن من عمر يوم وحتى عام مع توفير مخزون استراتيجى كافى منها بالإضافة إلى احتياجات البلاد من الأمصال واللقاحات وبعد تثبيت البنية التحتية كان لابد من تهيئة مناخ العمل فتم تحسين بيئة العمل من خلال تحسين أماكن الانتظار وتنظيم الدخول، والنداء الآلى لتسهيل وتنظيم دخول المرضى وصرف الأدوية.
وخبراء: الرئيس ثار على مشاكل المنظومة وأسس لمستوى جديد من الرعاية الصحية
وزير الصحة السابق عادل العدوى
وقال الدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان السابق لــ "اليوم السابع" أن حزمة الإصلاحات التى أطلقها الرئيس السيسى تمثل إنقاذا سريعا للقطاع الصحى ولاحتياجات المرضى على كل المستويات فهو بمثابة قبلة الحياة للقطاع لتجديد دينامكيته وطرح الخدمات بشكل يتناسب مع الوقت الراهن .
وأكد وزير الصحة والسكان السابق أن منظومة التأمين الصحى الجديدة ستمثل نقلة كبيرة وطفرة فى آليات تقديم الخدمات خلال الــ 5 سنوات المقبلة مضيفاً أن مشروع المستشفيات النموذجية يمثل بذور تطبيق المنظومة فى كل المحافظات كنوع من تهيئة المناخ لمشروع قومى كبير يمثل اهتمام الدولة بأكملها مضيفاً أن إنهاء قوائم الانتظار للجراحات يخفض نسبيا من الضغط على المستشفيات مع تطبيق أى منظومة علاج جديدة.
وفى ذات السياق قال الدكتور شريف راشد الخبير فى مجال الصناعات الدوائية لــ "اليوم السابع" أن هناك يقظة من الرئيس السيسى فى إهتمامة بطرح حزمة إصلاحات صحية قوية فى أكثر من 8 مشروعات كبرى فى ظل عزمه على تطبيق المرحلة الأولى من مشروع التأمين الصحى الشامل لافتاً إلى أن الدولة تحولت إلى التفكير فى تقديم مستوى جديد من خدمات الرعاية الصحية التى تراعى البسطاء وغير القادرين مضيفاً أن الرئيس يسعى إلى حل مشكلات كبرى فى المنظومة الصحية فى وقت قصير لتطبيق المشروع فعليا فى المرحلة الأولى وتهيئة المناخ لباقى المحافظات التى سيطبق عليها المشروع بعد 2020 .
ومن جانبه قال الدكتور أحمد العزبى رئيس غرفة صناعة الدواء بإتحاد الصناعات أنه تابع حزمة الإجراءات الإصلاحية التى أطلقها الرئيس فى القطاع بشكل عام مؤكدا أنها ثورة على سلبيات مستمرة منذ سنوات من أجل مصلحة المريض خاصة فى ملفات الأمراض المزمنة والجراحات الخطرة وتأمين احتياجات الألبان والأمصال واللقاحات وتابع : الرئيس يتابع بشكل مستمر نواقص الأدوية ووجه المسئولين أكثر من مرة إلى توفير النواقص وتابع صندوق دعم الدواء هو أحد سبل مواجهة أزمات نقص الدواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة