لم تتوقف الفتاة السيناوية "إسراء شعبان"، كثيرا أمام صعوبة الأوضاع فى مدينتها "العريش" أو تجعلها عائقا أمام هدف يراودها منذ الصغر، وهو نشر ثقافة القراءة بين كل الناس، خاصة جيل الشباب، ومواجهة عقبة غلاء أسعار الكتب وعدم توفر كثير منها فى شمال سيناء.
تستقبل المستعيرين
اتجهت "إسراء"، لأقرب مكان متاح لها لتحقق حلمها، وهو محل صغير فى ممر وسط مدينة العريش مملوك لوالدها وهو فنان تشكيلى على المعاش، محله يقوم على بيع مشغولات يقوم بتصنيعها يدويا وتضم لوحات فنية، وأدوات ديكور مختلفة.. من هذا المحل أطلقت الفتاة مبادرتها لتشجيع القراءة وأسمتها " اقرأ بخمس "، بتخصيص ركن لمجموعة كتب منوعة تتيحها امام كل عشاق القراءة بمقابل 5 جنيهات أسبوعيا لكل كتاب، واستطاعت أن تنشر فكرتها عبر مواقع التواصل لتفاجئ بكم كبير من الشباب من الجنسين ومن مختلف الأعمار يقبلون على الاستعارة، ويطالبونها بالمزيد من عناوين لكتب تقوم بإحضارها لهم من القاهرة بعد تكبدها مشقة وعناء السفر بحثا عن طلبات المترددين عليها.
تستقبل إسراء زبائنها من القراء، بعضهم يحضر بحثا أو طلبا لكتاب يحفظ اسمه، وآخرين يستجيبون لنصيح واختيارها لهم لكتاب معين، بعد أن تستفسر من كل قادم إليها عن ذوقه فى القراءة إذا كان يتجه للأدب أو العلوم وغيرها.
من داخل محل والدها "ركن الفنون"، روت الفتاة السيناوية تجربتها لـ "اليوم السابع"، والتى كما تقول، كانت حلما قديما لها زادها إصرارا على تحقيقه ما لاحظته من اهتمام الشباب بكتب يرغبون فى قراءتها ولا يستطيعون نظرا لارتفاع أسعارها، وهى عانت من ذلك كقارئه.
وأضافت أن والدها ساعدها بتنفيذ الفكرة بعد إتاحته مكانا لمجموعة كتب خاصة بها، وأعلنت عن مبادرتها من خلال مواقع التواصل لتفاجئ بما توقعته من نجاح لها، وهو ماجعلها تدعمها بشراء مجموعة كتب جديدة كانت بناء على طلب القراء تحديدا.
وقالت إسراء شعبان، إنها حاصلة على بكالوريوس علوم وتربية، ولاتعمل ومع ذلك تقوم بهذه المبادرة ليس بغرض الربح المادى، ويغلب على رسالتها الدور التنويرى، لتشجيع الجميع على القراءة والعودة لتصفح الكتب.
وأشارت إلى أن الكتب فى مجموعتها تزيد عن 50 كتابا، من مختلف مجالات المعرفة، بينها مجموعات طلبت بالاسم بناء على أذواق الشباب والأمهات وهى روايات وكتب تعليمية.
وقالت، إن شغف الشباب بالقراءة لاحدود له، ولديهم اقبال على القراءة لكل جديد، ورغم ظروف مدينة العريش هناك من يحضر من مسافات بعيدة منها حى "الريسة" الواقع شرق مدينة العريش، وفوجئت بأحدهم أثناء عدم توفر المواصلات يحضر سيرا على الأقدام، وهى المسافة التى تصل لنحو 5 كم أو تزيد.
وأعربت عن أملها فى أن تستطيع توفير مجموعات اضافية من الأدب لطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ، وغيرهم من عظماء الكتابة، لأنها لاحظت أن الشباب لايذكر مثل هذه المؤلفات، ويركزون أكثر على الرواية الحديثة.
ولاتخشى إسراء أى مؤثرات على القراءة بقولها " القراءة تراجعت لفترة، ولكن الملاحظ إنها عادت بقوة خلال العامين الأخيرين بين أوساط الشباب خصوصا فى مجال الروايات".
وأوضحت أن أمنيتها تتمثل فى أن يزورها ويطالع تجربتها المسئولون بوزارة الثقافة، وحلمها الكبير أن تقيم كشك فى مدينة العريش خاص بالمبادرة، ويحمل اسمها " اقرأ بخمس"، لتساعد كل من يعشقون الكلمة المكتوبة، مشيرة إلى حاجتها لأن يصل صوتها لمن يعنيه الأمر لتنفيذ الفكرة، وأن تقوم الثقافة وكافة الجهات المسئولة ودور النشر بدعمها، مضيفة أن مواجهة أى ظلام للعقول تكون المعرفة أهم أدواته.
وقال والدها "شعبان جمعة"، وهو موجه تربية فنية على المعاش، إنه استجاب فورا لطلب ابنته إسراء أصغر أبنائه الثلاثة، بأن يخصص ركنا فى محله لتوفير كتب، لافتا إلى أن المحل مجاله لا يختلف كثيرا فهو خاص بتوفير احتياجات متقذوقى الفن من التحف والانتيكات المصنعة من الأخشاب والجلد الطبيعى، والرسومات على الصينى والزجاج، التى يقوم هو بانتاجها، وافتتحه فى عام 2000، وتفرغ له كليا بعد إحالته على المعاش قبل 3 شهور.
الفتاة ووالدها يتحدثون لمحرر اليوم السابع
وقالت "منى على" وهى ربة منزل، تصادف وجودها للمرة الأولى لاستعارة كتاب، إن الفكرة ناجحة ومهمة جدا، واستطردت "حضرت لاستعارة كتاب وعند وصولى أخبرتنى القائمة على المبادرة باسم رواية كنت أبحث عنها".
وتابعت "فى ناس كتير عايزة تقرأ ومش لاقيه الكتب، وصعب تشتريها لظروفها".
وأوضح "محمد سعد"، مدرس مقيم فى العريش واعتاد على الاستعارة، إن بداية معرفته بالمكان عن طريق مواقع ىالتواصل، ويحرص أسبوعيا على استعارة مجموعة كتب يقرأها.
وأضاف أن العريش كانت تحتاج لمثل هذه النوع من الخدمة، خصوصا أن المكتبة العامة الوحيدة ومكتبات قصور الثقافة الكتب فيها قديمة ولا توفر كتبا أو إصدارات حديثة .
وأشار حسين جمعة، أحد شباب مدينة العريش المتبنين لدعم الفكرة ، إلى أنهم شجعوها عبر صفحات مواقع التواصل، بهدف نشر ثقافة القراءة خصوصا بين أوساط الشباب ومواجهة هجر الكتب من قبل كثيرين.
وقال إنه صاحب مكتبة ومع ذلك لم يتأخر فى دعم "اقرأ بخمس ".
الفتاة صاحبة المبادرة
مكانها
تتصفح الكتب
اثناء العمل
والدها الفنان شعبان
الكتب
احد المستعيرين
شاب داعم للفكرة
فى المحل
المكان من الخارج
توثق اسماء المستعيرين
تراجع الكتب
الكتب
جانب من مكتبتها
كتب
كتب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة