أثار اختيار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القاضى بريت كافانو لعضوية المحكمة العليا الأمريكية خلفا للقاضى أنتونى كينيدى الذى أعلن تقاعده الشهر الماضى، حالة من الجدل والصخب فى الولايات المتحدة، فى ظل توقعات بأن هذا القاضى، حال التصديق على تعيينه من قبل مجلس الشيوخ سيرجح كفة اليمين المحافظ.
بريت كافانو وترامب
وفى تقرير لها الثلاثاء، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن كافانو، عضو المؤسسة القانونية المحافظة فى واشنطن ، يتمتع بصلات سياسية قوية. وتشير الصحيفة إلى أن اختيار قاضى الاستئناف الفيدرالى، المساعد السابق للرئيس جورج دبليو بوش وأحد المحققين مع الرئيس الأسبق بل كلينتون لم تكن مفاجأة كبيرة، نظرا لسجله المحافظ وعلاقاته العميقة بين الجماعات القانونية الجمهورية التى عملت على تعزيز المحافظين على الصعيد الفيدرالى.
إلا أن ترشيحه سيكون سببا فى إثارة الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء قبيل اللانتخابات النصفية المقررة فى نوفمبر المقبل. فبعد لحظات من الإعلان، أعلن زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، تشاك شومر إنه سيعارض ترشيح كافانو بكل ما لديه. بينما أعرب السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية عن شكوكه بشان طريقه للحصول على تصديق مجلس الشيوخ، لكنه وصف اختياره بالرائع.
الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش
ولفتت الصحيفة إلى أن تاريخ كافانو الطويل من الآراء القانونية وأيضا دوره فى بعض أقوى المعارك الحزبية على مدار العقدين الماضيين سيمنح الديمقراطيين الكثير من الذخائر للأسئلة الصعبة. فقبل 20 عاما، كان يعمل لصالح المستشار الخاص كينيث ستار، ووضع أسس واسعة لمحاكمى كلينتون، وهى الكلمات التى يمكن أن يستغلها الديمقراطيين الآن لتطبيقها على ترامب وتحقيقات التدخل الروسى.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن ترامب اختار بهذا الترشيح شخصية مخضرمة فى السياسات الجمهورية، ولكن أيضا وثيق الصلة بعائلة بوش.
وقبل العمل فى البيت الأبيض فى عهد بوش، عمل القاضى كافانو لصالحه فى إعادة فرز الأصوات الرئاسية فى فلوريدا فى عام 2000. وعندما رشحه بوش عام 2003 للمحكمة الاستئناف الفيدرالية، شكا الديمقرطيون من أنه حزبى للغاية، لكنه استطاع الحصول على تأكييد تعيينه من قبل الكونجرس.
مونيكا وكلينتون الفضيحة الأشهر فى تاريخ الرؤساء الأمريكيين
وقد بدأ كافانو مسيرته القضائية مساعدا لانتونى كينيدى، القاضى المتقاعد من المحكمة العليا مؤخرا والذى كان من الأصوات المتأرجح الذى يصوت أحيانا لصالح الآراء المحافظة ومرة أخرى لصالح الليبراليين.
وفيما يتعلق بمواقفه من القضايا الرئيسية، قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إنه على الرغم من أن كافانو، الكاثوليكى البالغ من العمر 53 عاما والذى يمارس عقيدته الدينية بانتظام، لم يعارض الحق فى الإجهاض صراحة، لكن أحد آرائه التى من المرجح أن تلفت انتباه أعضاء مجلس الشيوخ هو معارضته لحكم قضائى فى أكتوبر الماضى بالسماح لمراهقة مهاجرة غير موثقة بالسعى للإجهاض.
ينما أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن كافانو مؤيد قوى لسلطات الرئيس، وانحاز بشكل مستمر للحجج المؤيدة للسلطة التنفيذية الواسعة خلال السنوات الإثنى عشر التى قضاها فى محكمة الاستئناف فى واشنطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة