فى محاولة منها لصد الطائرات الورقية الحارقة التى تستخدمها المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات غير الشرعية فى محيط قطاع غزة، اتخذت دولة الاحتلال الإسرائيلى إجراءات عقابية تهدف لتجويع اللفلسطينيين داخل القطاع من بينها منع دخول المواد الغذائية وإغلاق المعابر الحدودية.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، عن إغلاق معبر كرم أبو سالم، ردا على موجة هجمات الحرائق التى تسببها الطائرات الورقية المشتعلة فى مستوطنات الجنوب.
وقال نتنياهو فى اجتماع لكتلة حزب الليكود أمس الاثنين، "إنه بالتشاور مع وزير الدفاع أفيجادور ليبرمان، سنشدد القبضة على نظام حماس فى قطاع غزة فورا، ومع هذه الخطوة المهمة، سنغلق معبر كرم أبو سالم اليوم، وستكون هناك خطوات إضافية، لن أتناولها بالتفصيل".
وفقاً لمكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، سيتم تقليص مساحة الصيد فى قطاع غزة من 9 إلى 6 أميال.
وردا على قرار نتانياهو، قال فوزى برهوم، المتحدث باسم حركة "حماس" : "إن هذه هى جريمة جديدة ضد الإنسانية تنضم إلى سلسلة من الإجراءات ضد الشعب الفلسطينى".
وبحسب برهوم، فإن "الصمت الإقليمى والدولى إزاء هذه الجريمة وإزاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 سنة، يشجع العدو الإسرائيلى على تصعيد خطواته. هذه جرائم ضد القانون الدولى وحقوق الإنسان".
ودعا برهوم المجتمع الدولى إلى التحرك الفورى لمنع هذه الجريمة وعواقبها الخطيرة، ووقف الصمت الذى يميز المجتمع الدولى والعمل على رفع الحصار ووقف جرائم الاحتلال ضد قطاع غزة وسكانه" وقال إن "إسرائيل تتحمل كامل المسئولية عن هذه السياسة العنصرية.
فيما قال ليبرمان، فى بداية اجتماع لكتلة حزب "يسرائيل بيتنا" المتطرف، إنه أمر بتشديد الإجراءات على جميع المعابر، مضيفا: "يحرقون لنا كل يوم الغابات الطبيعية والحقول، وقد أحرقوا حتى الآن حوالى 28000 دونم، وهى تقريبا منطقة تساوى مساحة نتانيا أو رحوفوت، لا ننوى امتصاص ذلك والسماح باستمراره، أقترح عليهم الاستيقاظ ووقف الاستفزازات على السياج والحرائق".
وأضاف ليبرمان: "خلال اليومين القادمين سنبدأ فى تشديد الإجراءات على جميع المعابر، وقد أصدرت تعليمات للجيش باتباع عدة خطوات، وسيبدؤون الشعور بأن هذا لن يعمل فى جانب واحد".
وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، أن قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم جاء فى أعقاب الانتقادات الحادة التى وجهتها المعارضة الصهيونية لسياسة الحكومة تجاه حماس والزعم بأن نتنياهو عاجز عن مواجهة الطائرات الورقية.
وقال آبى جباي، رئيس كتلة "المعسكر الصهيونى" المعارضة، : "إن نتنياهو لم يعد سيد الأمن، ربما يكون سيد الميكروفون. الجنوب يحترق ونتنياهو يهرب من المسئولية."
بينما قال رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لبيد: "لو كان نتنياهو فى المعارضة اليوم، لكان سيقف على حدود غزة ويصرخ بأن هذه ليست الطريقة المناسبة لإدارة الأمن، لذلك نحن أكثر مسؤولية منه، نحن أكثر رسمية منه. ومع ذلك، ليس هكذا يدار الأمن".
وفى المقابل، حذر تجار ورجال أعمال فلسطينيون من غزة من أن خطوات تل أبيب التصعيدية ضد القطاع ستتسبب فى سلسلة من ردود الفعل الكارثية على المستوى الاقتصادى والإنسانى فى غزة.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن السكان فى محيط غزة، يواصلون إحصاء الحرائق التى تسببها الطائرات الورقية والبالونات الحارقة الآتية من قطاع غزة، وآلاف الدونمات التى أصبحت سوداء. والآن تضطر بلدات غلاف غزة للتعامل مع مشكلة أخرى.
وبالإضافة إلى الأضرار البيئية للغابات والأشجار فى محيط غزة، أفاد رجال الكيرن كييمت (صندوق ارض إسرائيل)، هذا الأسبوع، أن هناك خطراً آخر تسببه الحرائق، وهو أن تدمير الأشجار يدمر القطاع الأمنى الطبيعى بين غزة ومستوطنات غلاف غزة المجاورة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لزراعة الغابات فى المنطقة.
وتضيف الصحيفة أنه فى الأشهر القليلة الماضية، قضت الحرائق على الغابات فى محيط غزة، والآن تم كشف المشكلة الأمنية الناجمة عن ذلك. فاحتراق الغابات جعل بلدات الغلاف مكشوفة لنيران القناصة أو النيران المضادة للدبابات، كما كانت فى الماضى.
لقد تم زرع غابة بارى وغابة كيسوفيم فى الخمسينيات بهدف واحد ومهم. باستثناء المناطق الخضراء، وتنمية البيئة وخلق مكان للسياحة والاجتماع للسكان، تم زرع الغابات أولا وقبل كل شيء لحماية أمن سكان المنطقة. وتم زرع الغابات كجزء من مشروع "الزراعة الأمنية" الذى بادر إليه ما يعرف بـ "صندوق أراضى إسرائيل"، خلال تلك السنوات، من أجل الحفاظ على أمن سكان البلدات المجاورة لغزة فى مواجهة النيران المباشرة من قطاع غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة