قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك فارقا بين التراث المقدس الذى هو نص لا يأتيه الباطل من بيديه ولا من خلفه، وبين غير المقدس الذى يختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص والأحوال تماما كما أن هناك فارقا بين المطلق والنسبى، وعليه فإن الفهم للمسائل الدينية غير المقدسة تختلف باختلاف هذه الأربع من أجل تحقيق مراد الله سبحانه وتعالى وحتى يفهم الغاية التى تغياها الله سبحانه وتعالى من خلق عباده المتمثلة فى عبادته وتزكية النفس وعمارة الأرض والحفاظ على النفس البشرية وكرامتها والعقل البشرى ودين وملك الإنسان.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، خلال حواره ببرنامج "والله أعلم"، المذاع عبر فضائية "cbc"، أن التراث غير المقدس وهو عبارة عن عقائد وأفكار وأخلاق صاغها الأولون من الأئمة والتى وصلت إلينا عبر الرواه، وتابع: "عدد الرواه من الصحابة 1700 راوٍ، ومن التابعين 3 آلاف راوٍ ومن تابع التابعين 6 آلاف ومن طبقة الأئمة المتبوعين قرابة 10 آلاف ويصبح مجموعهم 20 ألف راوٍ من حملة العلم".
وأكد الدكتور على جمعة أنه عندما وصل إلينا التراث ودرسناها بقواعده اكتشفنا فيه مهمة من المهمات التى يجب على الجميع أن يلتفت إليها عندما يتلقى العلم من أهله والمدارس العريقة والعميقة مثل "الأزهر، والزيتونة" أن هناك مقدسا وغير مقدس، وتابع: "غير المقدس منه ما هو مناهج عليا للتفكير متعدد العلوم وله علماؤه بينوا أمورا كثيرة تنبه الإنسان من الوقوع فى الخطأ من أجل غاية واحدة وهى الله سبحانه وتعالى ولذلك هناك ما يسمى بالمقاصد الشرعية والمصالح المرعية والمآلات المعتبرة.. فنأخذ المنهج من غير المقدس ونترك المسائل المتغيرة".
واستكمل مفتى الجمهورية السابق: "القسم الثانى من التراث غير المقدس هى المسائل التى نتركها كونها متعلقة بالزمان وعليه فإذا تغير حولنا من يقتضى أن يتغير من المسائل غيرناها وكنا بذلك متبعين للسلف الصالح ونعيش حياتهم ولا نقف عند زمانهم.. وعليه فأن المسائل قابلة للتغير، وأن التغير اليومى فى عصرنا هذا عن السلف الصالح ينصب فى 3 مسائل وهى الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة هما الثلاثة الاتى تغيرنا فى زمننا".
وأوضح الدكتور على جمعة أن المنهج مطلق ولا يجب أن نتوقف عند المسائل ونتشبث بها كونها متغيرة بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، مشيراً إلى أن التغير المتسمر فى البرنامج اليومى لحياة البشر منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى يومنا جعل بعض المسائل تتغير ولكن هناك الثابت منها مثل الصلاة والزكاة والنوم والسفر وغيرها من الأمور التى لم تتغير بتغير الزمن كونها ثابتة، وتابع: "الاحتلال الإنجليزى لما دخل البلاد لخبط لينا الدنيا وغير المقاييس والمفاهيم حتى الهدوم وفضلنا فى هذه البلوة التى حدثت بسبب اعتداء المحتل عام 1919 ولكن توائم المسلمين مع البرنامج الجديد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة