يوما تلو الأخر تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلى لجر شكل الدولة السورية والاتجاه نحو حرب طويلة لا يعرف نهايتها، فى الوقت الذى لا تزال فيه سوريا تعيش أجواء الحرب الأهلية وسيطرة العديد من الميليشيات الإرهابية المسلحة المدعومة من قطر وتركيا لتخريب أمنها واستقرارها، حيث شن جيش الاحتلال الإسرائيلى غارة جوية استهدفت الليلة الماضية مطار "T4" العسكرى فى ريف حمص.
وجاءت الغارة الإسرائيلية، انعكاسا لحالة القلق والترقب الشديد من جانب دولة الاحتلال الإسرائيلى، عقب نجاح الجيش العربى السورى فى تقدم قواته جنوب سوريا وإعادة سيطرته على مناطق واقعة تحت سيطرة المسلحين الإرهابيين، خاصة أن الخطوة القادمة لقوات الرئيس السورى بشار الأسد بعد درعا هى محافظة "القنيطرة".
ويذكر أن مطار "T4" العسكرى تعرض فى الماضى لغارات مماثلة، أوقعت إحداها 14 شخص.
وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، يوم الأحد، مجددا أن إسرائيل لن تقبل بتموضع ايران فى أى جزء من الأراضى السورية، كمبررا لشن الغارات على المواقع العسكرية السورية.
ومن المتوقع أن يكون هذا الموضوع مدار بحث يوم الاربعاء المقبل، فى الاجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين وكذلك فى القمة المرتقبة بين بوتين ونظيره الأمريكى دونالد ترامب.
وفى سياق متصل، كُشف النقاب عن أن رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلى يوسى كوهين، قام الأسبوع الماضى بزيارة سرية للولايات المتحدة اجرى خلالها محادثات فى البيت الأبيض ضمن التنسيق الوطيد بين تل أبيب وواشنطن بشأن الملف الإيراني.
صاروخ إسرائيلى
وتوقع المحلل العسكرى لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، فى تقرير سابق له، مواجهة محتملة بين الجيش الإسرائيلى والجيش السورى فى حال دخول قوات ومعدات عسكرية لمنطقة فك الاشتباك، على ضوء الطلب الإسرائيلى باحترام وتطبيق الاتفاق الذى وقع عام 1974.
وعلى خلفية هذه التطورات العسكرية، وصل رئيس الأركان الإسرائيلي، جادى أيزينكوت، إلى منطقة هضبة الجولان، الأسبوع الماضى، وسمع من الضباط فى المنطقة إحاطة أمنية استعرضت مستجدات الحرب السورية فى الجنوب وبالقرب من هضبة الجولان. وواحد من السيناريوهات التى طرحها الضباط هو دخول قوات الأسد إلى مناطق فك الاشتباك جرّاء القتال فى القنيطرة، ما يسخن الأوضاع على الحدود بين الجانبين وقد يؤدى إلى مواجهة.
فيما أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أفيجادور ليبرمان، محادثات مع الجانب الروسى من أجل التوصل إلى تفاهمات بشأن منطقة فك الاشتباك وتثبيت الاتفاقية، وكذلك بشأن الوجود الإيرانى فى سوريا.
وأفادت مواقع روسية أن العملية العسكرية السورية فى القنيطرة ستكون فى مركز اللقاء الذى سيجمع بين نتنياهو والرئيس الروسى فلادمير بوتين، يوم الأربعاء المقبل، فى موسكو.
كما قال محللون إسرائيليون إن الجانب الروسى تعهد بأن لا تقترب القوات الإيرانية من إسرائيل على مسافة 100 كيلومتر من الحدود.
وهاجم الجيش الإسرائيلى موقعا سوريا يوم الجمعة الماضى، بعد سقوط قذيفة هاون فى المنطقة العازلة بين البلدين، بما زعم الجيش انه انتهاكا لاتفاق وقف اطلاق النار من عام 1974.
وقال بيان لجيش الاحتلال: "هاجم الجيش موقعا سوريا اطلق منه قذيفة هاون سقطت فى المنطقة العازلة، شرقى وبالقرب من السياج".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلى انه لن يعلق على المسألة، وأنه . سيتابع بتحميل نظام الرئيس السورى بشار الأسد مسؤولية تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار من عام 1974 بين البلدين، الذى انهى حرب 1973.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر أمنى إسرائيلى قوله إن الجيش الإسرائيلى "لا يستبعد دخول المنطقة الفاصلة على الحدود السورية إذا ما ازداد ضغط اللاجئين السوريين الراغبين فى الهروب إلى إسرائيل".
وأضاف المصدر أن الجيش الإسرائيلى لن يسمح باجتياز السياج الأمنى الحدودي، وأن الجيش أوضح أنه فى حال المساس بالمدنيين السوريين المتواجدين قرب الحدود فسيتم النظر فى إمكانية التدخل وحتى دخول المنطقة الفاصلة لفترة زمنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة