كاسيميرو.. صمام أمان ونقطة توازن البرازيل فى كأس العالم

وراء كل هجوم كبير لاعب وسط كبير، قد لا تكون هذه هى القاعدة ولكن أداء كاسيميرو فى البرازيل يؤكّد هذه الفرضية.

ونشر الاتحاد الدولى لكرة القدم تقريراً عن لاعب خط الوسط المميز قبل مباراة البرازيل أمام المكسيك غداً فى دور الـ16 لكأس العالم بعدما تألق نجم ريال مدريد فى مرحلة المجموعات، ونجح فى فرض إيقاع السليساو على كل المنتخبات التى واجهها فى الدور الأول.

وفى هذا الصدد، علّق كاسيميرو قائلاً، "أنا مرتاح.. أقول دائماً أن المدرب تيتي يطلب منى نفس ما أفعله تقريباً مع فريقى.. أنا حاضر هنا لأننى قمت بعمل رائع مع ريال مدريد، ولذا يثق بى،" مضيفاً "بالطبع هناك بعض التعديلات، لكنه يحاول دائماً الحفاظ على خصائصنا.. ولا يسعنى إلا أن أسلط الضوء على هذه النقطة التى تُحسب له."

كاسيميرو

وعند مواجهة منتخب المكسيك، الذى يعتمد على الضغط القوى والروح القتالية داخل الملعب، غدا الاثنين، فى سامارا، يُصبح أسلوبه الكروى مهماً أكثر للفريق، إذ يُعطى كاسيميرو أحياناً الانطباع بأنه فى كل مكان لتقديم الدعم لنجوم السيليساو. وقال عنه تيتى ضاحكاً، "إنه مذهل فى التمركز داخل الملعب، تغطية المساحات والحفاظ على التركيز، ولديه رؤية محيطية حتى فى غرفة تبديل الملابس".

الكل يشيد بأداء كاسيميرو

من الطبيعى أن يخطف المهاجمون الأضواء فى كرة القدم، لذا لا يبدو أن كاسيميرو يُزعجه هذا الأمر، ربما قد تمرّ موهبة لاعب الوسط مرور الكرام على أعين المشجعين، ولكنها تثير إعجاب جمهور محدّد "المدربون".

وحلّل دييجو سيميونى، مدرب أتلتيكو مدريد، خصمه قائلاً، "بالنسبة لتوازن ريال مدريد، لا شك أنه العنصر الأهم"، فيما أكد ماسيمو أليجرى، مدرب يوفنتوس، قائلاً، "منذ أن أصبح أساسياً تغيّر الفريق كثيراً."

إذا كان الخصوم يمدحونه لكم أن تتخيلوا ماذا يقول عنه زين الدين زيدان، أحد المسؤولين المباشرين عن سطوع نجمه في ريال مدريد، "إنه يُحقّق لنا التوازن بين الدفاع والهجوم."

كاسيميرو "لا أملك الكلمات لشكرك على كل ما عملته مع الفريق ولريال مدريد وللجماهير، لقد كان شرفاً كبيراً وامتيازاً بالنسبة لى أن يكون مثلى الأعلى مدرباً لى، زيزو للأبد".

كاسيميرو وزيدان

مسيرة حافلة بالصعاب

اعترف كاسيميرو أنه فى بداية علاقته مع زيدان كان يشعر حتى بالخجل عند التحدّث معه ولكن نموّه الطبيعى كسر هذا الحاجز، اليوم، على الرغم من هدوئه خارج الملعب، عندما يتعلّق الأمر بكرة القدم والخطط التكتيكية، يتحدّث بطلاقة.

وفي هذا الصدد، اعترف تيتي أنه بفضل بعض محادثات مع لاعب الوسط انتهى به الأمر إلى اتخاذ أفكار حاسمة لتحقيق الانتصارات ضد أوروجواى وكولومبيا فى التصفيات.

وبصرف النظر عن رؤيته للعب داخل المستطيل الأخضر، مع الأخذ بعين الإعتبار مسيرته وطفولته الصعبة بسبب الفقر، يجب ألا ينتاب كاسيميرو أي خجل الآن للتحدث مع كبار المستديرة الساحرة. فقد تركه والده في وقت مبكر جداً، وبما أنه الإبن البكر، ساعد والدته، ماجدة، على رعاية شقيقيه.

كاسيميرو مع ساو باولو

كان ذلك حتى سنّ الـ14، حيث غادر ساو خوسيه دوس كامبوس في طريقه إلى ساو باولو للانضمام إلى مدرسة النادي الذي يحمل اسم المدينة. وبالمُساعدة المادية التى كان يتلقّاها، كان يُغطّى تقريباً كل الفواتير المنزلية.

وبعد أربع سنوات، بدأ يتدرج فى مختلف الفئات العمرية للمنتخب ودخل عالم الاحتراف وبالموازاة مع ذلك، تحسّن وضعه المادى، "في ظهورنا الأول فى نهائيات كأس العالم، مرّ شريط طويل في ذهني، رأيت حلماً يتحقق. وفي الوقت نفسه، أفكّر في تحقيق إنجاز آخر في هذا الحلم. أريد الفوز باللقب،" قال لاعب الوسط، الذى يبدو أنه يشكل نقطة توازن حتى خارج المستطيل الأخضر.