قد تتغير الأحداث والظروف والأشخاص المصاحبة لحياتك فى رمضان هذا العام، لكنك أبدًا لن تنسى أول يوم صيام، أول فانوس ملأ البيت والحياة كلها بالبهجة، وعزومات الأسرة ولمة الصحاب بعد الإفطار، وصلاة التراويح والسحور على أصوات طبلة مسحراتى المنطقة.
شهر رمضان له سمة خاصة، فنحن نسترجع خلاله ذكريات الماضى، وكأنه شهر النوستالجيا والحنين إلى كل ما هو قديم، ومن هذا المنطلق، تسترجع «اليوم السابع» فى حوارات خاصة مع وزراء الحكومة الحالية ذكرياتهم القديمة، بعيدًا عن رسميات باقى شهور السنة، فى جولة إلى عالم الطفولة وذكريات المدرسة الابتدائى، وكواليس فترة المراهقة، أول حب وأول وردة وأول «مصيبة كبيرة»، وحكايات من الزواج والأبناء.
عمر مروان وزير شؤون مجلس النواب، سيذهب بنا إلى حكايات 60 عاما مضت، حيث يكشف لأول مرة مواقف من الطفولة، وكيف تزوج، وسر أول سيجارة فى حياته، وعلاقته بوالده، والدرجة التى حصل عليها فى الثانوية العامة، وقصص خاصة يرويها لأول مرة من فترة عمله كوزير ووكيل للنيابة.
وإلى نص الحوار:
طلبت من وزير شؤون مجلس النواب أن يختصر حياة الستين عامًا فى جملة واحدة، فقال لى: «تجربة سعيدة»، فسألته،: وزير شؤون مجلس النواب هو الوزير الذى يحفظ القوانين والتشريعات وطوال الوقت وسط الأوراق، ماذا يفعل لو أراد أن يبتعد عن ذلك الصخب إلى الراحة؟، فقال: «على حسب الحالة المزاجية، أحيانًا بتبقى أغانى أم كلثوم، وأحيانًا بيبقى عبدالوهاب، أو أتفرج على فيلم عربى قديم».
سألت وزير شؤون مجلس النواب عن المكان الذى يحب أن يقضى فيه إجازته؟، فقال: «أنا من عشاق الإسكندرية، ليست إسكندرية الساحل، لكن الإسكندرية المدينة، من طفولتى وأنا أرتاد هذا المكان».
قاطعته: بمناسبة الطفولة، ماذا تتذكر من طفولتك حتى الآن؟، فرجع بظهره إلى المقعد وأخذ يتذكر مشاهد الطفولة ناظرًا إلى المجهول، وقال: «الطفولة كانت طفولة جيدة جدًا، استمعت بها جدًا، كان فيها كفاح فى فترة الدراسة، لأننى كنت مُطالبا بهدف كبير، لازم أطلع الأول فى الدراسة، مش بس أتفوق، فكان يوم النتيجة أصعب يوم فى حياتى، مش يوم الامتحان، كنت أخاف أطلع التانى، فأتعرَّض لكلمة مُجرحة».
وزير شؤون مجلس النواب، تذكر من الطفولة موقفا لن ينساه أبدا، وأخذ يحكى: «كرة القدم كانت هوايتى المفضلة الأولى، والبينج بونج كان هوايتى الثانية، وكان عندى تمرين فى النادى معاده الساعة 5، فكنت بروح قبل معاد التمرين بساعة ألعب كورة، وبعد التمرين بساعة أفضل ألعب كورة، فكان من ضمن الضوابط فى الأسرة إنى لازم أنام الضهر ساعتين، ممنوع تمامًا إنى أخرج قبل ما أكون نمت، والتمرين كان مرتين فى الأسبوع، ففى إحدى المرات قلت إيه يخلينى أنام، ما أنا أعمل نفسى نمت وأروح ألعب الكورة، ورحت بعد صلاة العصر، وبدأت ألعب فلقيت والدى جايلى ومعاه عصايتين صغيرتين، وقال لى: «عصاية ليك وعصاية للمدرب بتاعك اللى معرفش يقولك إنك لازم تسمع كلام باباك وإن النوم دا مفيد، والمدرب بقى يقولى شفت أنت كده هتتسبب لى فى الأذية، وفضل يأنب فيا، وأنا وقتها أخدت الموضوع بجد لأنى كنت ساعتها طفلا صغيرا».
قلت له: «هل تتذكر أسوأ درجة فى امتحان طيلة فترة دراستك، قال: «لما كنت أنقص 3 أو 4 درجات، كُان الوالد يسألنى نقصت دى ليه وما حلت دى ليه، مش دى المفروض أخدتها، طب واللى جاب الأول تفوق عليك ليه، طب يفرق عنك فى إيه، من وأنا طفل حتى فترة الجامعة، وأتعرض لتلك الأسئلة فى كل مرة لم أحصل فيها على الدرجة النهائية».
طلبت منه أن يوجه رسالة لوالده المتوفى فى ضوء حديثه عن تلك الجلسات، فقال: «أقوله أنا فى بعض الأوقات ظلمتك لما كنت بتشد فى حكاية الدراسة، وبتقول لى لأ مش إنك تنجح أو إنك تطلع من الأوائل، لأ تطلع الأول، كنت ساعتها ببقى مضايق، كنت بقول لنفسى طب ما أنا متفوق وخلاص، لكن عاوز أقولك إن دى رسخت جوايا فكرة لازم لما أعمل أى حاجة، لازم أكون فيها %100».
انتقلت معه للحديث عن فترة المراهقة وسألته: كم قصة حب فى حياة الوزير عمر مروان؟ فأجاب مبتسما: «مكنش فيه حب خالص، محصلش أبدًا، أنا حتى زواجى تقليدى بحت»، فقلت له: ألا ينتابك أى شعور بالندم على الحرمان من قصص الحب وأجواء الورود والهدايا؟، فقال،: «الكلام دا مش على وقتنا، مكنش حد يجرؤ إنه يُبص لواحدة فى الشارع».
سألته: هل تتذكر كواليس زواجك؟، فقال: «زواج صالونات تقليدى عادى، جدتى اختارت زوجتى، ورحنا اتفقنا وخلاص، زواج تقليدى بحت»، سألته عما إذا كان يشعر الآن بأن زواجه بتلك الطريقة لم يكن الأفضل؟، فقال: «بالعكس، هتضايق ليه، الحمد لله أنا مبسوط ومستقر، ودا أنتج أسرة ناجحة، الزوج والأبناء ناجحين، فالأم تبقى عاوزه إيه اكتر من كده، ودا مخلينى متأكد أننى قد وُفقت فى زواجى».
واصلت مع وزير شؤون مجلس النواب الحديث عن فترة المراهقة، وسألته: وسط أجواء الالتزام فى الطفولة، ألم يكن هناك مشهد من مشاهد «الشقاوة» فى فترة الجامعة؟، فقال لى: «لأ أبدًا، كنت ملتزم بوقت الدراسة وفقط»، فقاطعته:جربت تشرب سيجارة؟، ابتسم وقال: «أنا جربت أشرب سيجارة وأنا وكيل نيابة وفشلت، كنت فاهم إن السيجارة بتساعد وكيل النيابة على التفكير، هكذا خُيل لى من خلال الأفلام، ومكنتش عارف أى نوع من أنواع السجاير هشتريه، فكانوا وقتها بيطلعوا بيان فى الجورنال فى الصفحة الأولى، وعن نسبة القطران والنيكوتين فى كل نوع، فعملت دراسة جدوى بإنى آخد أقل نوع سجاير فيه قطران ونيكوتين، وجبت علبة السجاير، لا أتذكر إنى أخدت منها أكتر من سيجارتين، لخبطتنى جدًا، بقيت أمسك السيجارة أخاف تقع على الورق، أو إن الطافية بتاعتها تقع على هدومى تبهدلنى، وهكذا».
سألته: هل عرف والدك هذه الواقعة؟، قال: «أنا كنت فى إسكندرية وقتها، وهو لم يعلم».
طلبت له أن يُكمل استعراض الجدول الذى حدده الوالد فى المنزل، فقال: «فى أيام الإجازة بتختلف الأمور المُحددة فى الجدول، بيبقى فيه لعب وانطلاق، بنروح نادى أو أى مكان ترفيهى».
سألته: وماذا عن القراءة، فقال: «والدى كان يفرض القراءة علينا بشكل غريب وبطريقة مُحببة، بدأت أقرأ من أول مجلات ميكى وسمير إلى محمد حسنين هيكل، مرورًا بكليلة ودمنة وقصص بوليسية وأشياء أخرى».
لاحظت ضحكته فى لحظة حديثه عن محمد حسنين هيكل، سألته عن السر، فكشفه،: «وأنا فى مرحلة الثانوية العامة، والدى قالى اقرأ مقال محمد حسنين هيكل وقولى فهمت منه إيه، فقرأت ما فهمتش حاجة، قولتله بصراحة ما فهمتش ولا كلمة، قالى ليه قلتله مش فاهم الكلام».
سألت وزير شؤون مجلس النواب عمر مروان عن الدرجة التى حصل عليها فى الثانوية العامة، فقال: «جبت %88.5، وطبعًا ما بقتش مصدق وكانت فى البلد حدث، إن حد يجيب %88.5 ويدخل حقوق وقت ما كانت بتاخد من %50، علشان كان الطريق مرسوم، أنت هتبقى وكيل نيابة».
سألته عما إذا كان أحد أفراد الأسرة أو العائلة فى النيابة، فقال: «مكنش فيه حد مباشر وقتها»، فقلت له: «وماذا عن أولادك؟»، فأجاب: «لدى ثلاثة أولاد، ابن فى النيابة العامة، وابنة فى النيابة الإدارية، وآخر لسه بيقدم أوراقه، وهم متفوقون، وحاصلون على تقدير جيد جدا، وتخرجوا من كلية الحقوق قسم اللغة الإنجليزية، وحصلوا على دراسات عليا».
وزير شؤون مجلس النواب تذكر موقف غريب خلال فترة عمله كوكيل نيابة ردًا على سؤال منى عن أغرب موقف تعرض له خلال فترة عمله ما بعد الجامعة وحتى الآن، بقوله: «بفتكر دلوقتى موقف كويس حصل، كان فيه متهم فى قضية كبيرة وعُوقب بالحبس، ففى تجديد الحبس لقيت سيدة جاية عاوزة تقابله، وبيستأذنونى إنها تقابله فقولتلهم مين دى، قالولى دى مطلقته، لما سألت عاوزه تقابله ليه، قالوا الست كان زوجها فى يوم من الأيام، فجايباله أكل وحاجات كده، فقولت ماشى تقابله وتديله الأكل، فترتب عليه إنه رجَّعها تانى، وأنا بجدد الحبس قالى أنا ليا طلب، أنا عاوز المأذون علشان أرجع الست، وفعلاً قلتلهم فى القسم يمكنوه من دا».
سألته عن أصعب متهم قابله خلال تلك الفترة، فقال: « أنا لست فى حِل من إنى أذكر ذلك، الأحداث هتكشف الشخصيات، وأنا فى المكتب الفنى للنائب العام، كنت مختصا بالقضايا ذات الحساسية الفائقة».
السيرة الذاتية للمستشار عمر مروان
• وزير شؤون مجلس النواب
• تخرج المستشار عمر مروان من كلية الحقوق جامعة عين شمس بتقدير جيد جداً عام 1979.
• عين معاوناً للنيابة العامة عام 1980، وتدرج فى المناصب القضائية حتى درجة محام عام بالمكتب الفنى للنائب العام والتفتيش القضائى للنيابة العامة، ثم رئيس بمحكمة استئناف القاهرة، وبالمكتب الفنى للمحكمة.
• حصل على مكافآت استثنائية من وزير العدل والنائب العام إبان عمله بالمكتب الفنى للنائب العام عن جهوده فى تحقيق عدد من القضايا التى اهتم بها الرأى العام.
• أعير إلى دولة الكويت للعمل رئيس نيابة بنيابة العاصمة، ثم مكتب شؤون جرائم الحرب لإعداد ملف دولة الكويت ضد الرئيس العراقى الأسبق/ صدام حسين ونظامه، وذلك فى الفترة من عام 1998 حتى عام 2007.
• حصل على شهادة تقدير من النائب العام الكويتى عن جهوده فى العمل بنيابة العاصمة، ومكتب شؤون جرائم الحرب.
• حصل على دورات دراسية متعددة من الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا والكويت ومصر فى مجلات حقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى والمحكمة الجنائية الدولية، وإدارة منظومة العدالة والإدارة الانتخابية.
• مساعد لوزير العدل لشؤون الشهر العقارى من عام 2011 حتى عام 2014.
• أميناً عاماً للجان تقصى الحقائق الرسمية فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
• متحدثاً رسمياً للجنة العليا للانتخابات، وقائماً بأعمال الأمين العام للجنة من عام 2014 حتى منتصف عام 2016.
• مساعداً لوزير العدل لقطاعى الخبراء والطب الشرعى فى يونيو عام 2016 وحتى 15 فبراير 2017.
• وزير شؤون مجلس النواب فى 16 فبراير 2017.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة