مع اقتراب القمة الأمريكية الكورية الشمالية، المقرر انعقادها يوم الثلاثاء المقبل الموافق 12 يونيو الجارى، تزداد حالة الترقب وربما القلق لدى صانعى القرار فى البلدين، خاصة وأن لقاءات بين مسئولى البلدين لم تصل إلى هذا المستوى من قبل، وبالتالى فهناك حالة من التدقيق والتركيز حول أدق التفاصيل، سواء من جهة طرفى اللقاء أو حتى من قبل الدولة المنظمة التى تحاول توفير الأجواء المناسبة لنجاح القمة.
ولعل احتياج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لتحقيق نجاح دبلوماسى فى الوقت الراهن، يغازل به الداخل الأمريكى قبل شهور قليلة من انطلاق انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، المقرر انعقادها فى شهر نوفمبر المقبل، هو السبب الرئيسى فى حرص الإدارة على اتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها عدم استفزاز الجانب الكورى الشمالى، أو إفساد اللقاء.
ترامب يلتقى مسئول كورى شمالى قبل القمة
وبالتالى كانت هناك عدة قضايا، ربما لا يمثل بعضها أهمية كبيرة فيما يتعلق بفحوى المفاوضات بين الجانبين الأمريكى والكورى، إلا أنها تمثل صداعا كبيرا فى رأس الإدارة الأمريكية قبل انطلاق اللقاء بين ترامب وكيم، ولذا فتحاول إدارة ترامب التعامل بحرص شديد معها حتى لا تكون سببا فى فشل المفاوضات المرتقبة.
لغز هدية ترامب..
وبعيدا عن الملفات التى سيتم مناقشتها بين الجانبين، هناك تفاصيل أخرى خاصة باللقاء يجب طرحها والوقوف عليها، أبرزها الهدية التى سوف يقدمها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لنظيره الكورى الشمالى، التى تعد أحد الأمور المثيرة للقلق الأمريكى، حتى أن مسئولين أمريكيين وصفوا اختيار الهدية بـ"المهمة الحساسة"، حيث أنها لا ينبغى أن تمثل إهانة لزعيم كوريا الشمالية، كما أنها كذلك لا يجب أن تعبر عن احتراما مفرطا له.
وتقول صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فى تقرير لها، أن الهدية التى يقدمها ترامب لـ"كيم"، ينبغى كذلك ألا تنتهك العقوبات المفروضة على نظام كوريا الشمالية، موضحة أن الإدارة الأمريكية في حيرة من أمرها بسبب الهدية، فى الوقت الذى تثور فيه التوقعات بأن يقدم "كيم"، جروًا صغيرًا أو فطر عيش الغراب، كهدية للرئيس الأمريكى.
من سيدفع فاتورة فندق كيم جونج؟
أيضاً من أبرز التفاصيل التى لم تحسم حتى الآن، الفندق الذى يقيم فيه كيم جونج أون، ربما يمثل معضلة أخرى أمام إدارة ترامب، حيث مازالت الجهة التى سوف تدفع تكاليف إقامة زعيم كوريا الشمالية في سنغافورة، غير معلومة، وهو الأمر الذى يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إدارة "ترامب" سوف تقوم بدفع فاتورة فندق إقامة كيم جونج أون، فى إطار سعيها لإنجاح القمة المرتقبة أم لا؟.
إلا أنه بالرغم من ترحيب كوريا الشمالية، بفكرة تحمل دولة أجنبية تكلفة إقامة "كيم" فى سنغافورة، ولكن تبقى مخاوف أمريكا ربما تمنعها من القيام باتخاذ هذه الخطوة، لأنه قد يعتبرها زعيم كوريا الشمالية إهانة غير مقبولة، حيث ذكرت تقارير إخبارية عالمية، أن كيم جونج أون، سوف يقيم فى فندق "فولرتن"، باعتباره الفندق المفضل له فى سنغافورة، وتبلغ تكلفة الإقامة فى جناحه الرئاسى لليلة واحدة حوالى 6 ألاف دولار.
فندق إقامة زعيم كوريا الشمالية
فندق القمة..
ومن الفاتورة للفندق، فكان فندق القمة هو أحد القضايا الجدلية، التى أثارت القلق، قبل انعقادها، حيث كانت إدارة ترامب ترغب فى إقامة القمة فى فندق "شانجريلا"، وهو الفندق الذى يحمل رمزية مهمة باعتباره محل إقامة رؤساء أمريكا السابقين فى سنغافورة، إلا أن الأمور تغيرت حيث سيكون فندق "شانجريلا" مقرًا لإقامة ترامب، فى حين سيتم اللقاء المرتقب بين الزعيمين فى جزيرة "سينتوسا".
طائرة كيم "القديمة"
كما تعد الطائرة التى يستقلها كيم جونج أون، للسفر إلى سنغافورة، هى الأخرى محلًا للجدل، حيث أنه لا يملك سوى طائرة قديمة ترجع إلى العهد السوفيتى، كما أنه لم يسبق لزعيم كوريا الشمالية السفر خارج بلاده، منذ توليه زمام الأمور فى البلاد، سوى فى هذا العام، حيث سافر إلى الصين مرتين، عبر القطار، كما أنه زار جارته الجنوبية عبر الحدود منزوعة السلاح، وتوقعت تقارير إخبارية، أن تقدم الصين حلًا لمعضلة الطائرة، حيث سيسافر زعيم كوريا الشمالية إلى الصين أولًا، ومنها سوف ينتقل بالطائرة إلى سنغافورة.
طائرة كيم أثارت جدلا كبيرا قبل القمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة