بشعارات مناوئة لإسرائيل، أقيمت فى إيران صباح اليوم، الجمعة، مراسم "يوم القدس العالمى"، حيث انطلقت في العاصمة الايرانية طهران وسائر المدن الأخرى مسيرات سنوية يشارك فيها المئات من الإيرانيين مرددين الشعارات التقليدية وهى "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا".
ابراهيم يزدى وياسر عرفات
وبحسب وكالة تسنيم، الإيرانية اقيمت مسيرات يوم القدس العالمي هذا العام تحت شعار "اليوم العالمي للقدس، رمز وحدة وجهاد الامة الاسلامية، ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم والزوال الحتمي لإسرائيل" وجابت مسيرات حاشدة في هذه الذكرى شوارع العاصمة طهران من عشرات المسارات، ورفعت خلال المسيرات شعارات منها: "الله اكبر" و"الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، وشعارات تؤكد على تضامن المتظاهرين مع الشعب الفلسطيني.
ورغم ما أشيع أن مؤسس الجمورية الإيرانية آية الله الخمينى هو من أعلن فى عام 1979 أن تكون أخر جمعة من رمضان يوما لنصرة القدس، ودعا إلى إحياء هذا اليوم دعما للشعب الفلسطينى ومناهضة لإسرائيل، إلا أن مواقع اعلامية إيرانية شككت فى هذه الرواية التاريخية وتقول أن صاحب الفكرة الحقيقى لم يكن الخمينى بل كان وزير خارجيته "إبراهيم يزدى".
عقب احتلال إسرائيل أجزاء من الجنوب اللبنانى عام 1978، كانت تربط يزدى علاقات طيبة بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبعد توليه منصب وزير الخارجية اقترح على الخمينى فكرة تسمية الجمعة الأخيرة من رمضان يوما لنصرة القدس، فرحب بالفكرة، وأصدر بيانه الشهير فى اغسطس عام 1979 الموافق 13 رمضان من دون الإشارة إلى صاحب الفكرة الحقيقى، طالب فيه باعتبار آخر جمعة من شهر رمضاً يوماً عالمياً للقدس، وأشارت التقارير إلى أن تجاهل الخمينى دوره فى اطلاق فكرة يوم القدس أغضبه، وبعد سنوات صادر أنصار الخمينى الفكرة واصبح يذكر مؤسس الجمهورية فى إيران بأنه صاحبها.
ابراهيم يزدى والخمينى
من هو إبراهيم يزدى؟
كان إبراهيم يزدي الذى توفى فى 28 اغسطس 2017 عن 86 سنة في تركيا وزيرا أسبق للخارجية الإيرانية ولقب بـ "وزير خارجية الخميني"، وكان مناهضا لحكم الشاه محمد رضا بهلوى، فهرب إلى بيروت، وكان من مؤيدى الخمينى، وأصبح من كبار مستشاريه والمقربين منه ورافقه فى منفاه بفرنسا أثناء اقامته في ضاحية نوفل لوشاتو، وعاد إلى طهران على متن الطائرة التى حملت الخمينى عام 1979.
وشغل عدة مناصب منذ انتصار الثورة الإيرانية، حيث اصبح عضوا في مجلس الثورة الاسامية وبعد بدء اعمال الحكومة انتخب مساعدا لرئيس الوزراء في شؤون الثورة، كما تسلم حقيبة وزارة الخارجية لدي الحكومة المؤقتة (حكومة مهدى بازرجان) عام 1979، بعد استقالة اول وزير خارجية ايراني في مرحلة ما بعد الثورة وهو كريم سنجابي
وأشارت تقارير إلى أن يزدى كان هو وأنصاره أولى ضحايا حرب الصراع على السلطة مع رجال الدين بعد انتصار الثورة، وقدم استقالته فى نوفمبر 1979 احتجاجا على احتجاز دبلوماسيين أمريكيين رهائن فى طهران من قبل طلاب إسلاميين، الحادثة التى تسببت فى قطع العلاقات الدبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة.
وقاد منذ 1995 قاد "نهضت آزادى" حركة تحرير إيران، الحزب الليبرالى الصغير المحظور رسميا ولم يكن له تأثير فى الحياة السياسية الايرانية.وقد أوقف مرات عدة بعد اعادة انتخاب الرئيس السابق المحافظ محمود أحمد نجاد فى 2009، والقى القبض عليه وتم سجنه فى ايفين.
وقال خطابه الشهير أثناء محاكمته أن حركة تحرير إيران تم قمعها فى عهد الشاه وأيضا فى عهد الجمهورية الاسلامية، وفى عام 2011حكم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة تهديد الأمن القومى، وتأسيس وادارة حزب غير قانونى يهدد الأمن القومى (حركة تحرير ايران)، وفى 25 نوفمبر 2011 طالب عددا من الكتاب والمحللين السياسيين وصحفيين فى رسالة موجهة للأمم المتحدة اطلاق سراح يزدى باعتباره أكبر سجين سياسى يعانى الشيخوخة والمرض. كان قريبا من الاصلاحيين ودعم ترشيح حسن روحانى فى الانتخابات الرئاسية فى 2013 و2017.
صورة جمعة روحانى وخامنئى ويزدى بعد وفاة الخمينى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة