عندما ضربتك.. رواية للكاتبة مينا كانداسامى، تقدم فيها نظرة تأملية حول مكانة المرأة الكاتبة فى مجتمع الهند المعاصر عندما تصبح كاتبة، مستكشفة الطبقة الاجتماعية وما تعيشه من فقر وعنف فى جنوب الهند، من خلال قصة كاتبة حديثة الزواج تعانى من العزلة الاجتماعية والعنف الشديد من زوجها.
تدور رواية "عندما ضربتك" التى وصلت إلى القائمة القصيرة لـ جائزة المرأة للخيال لعام 2018، حول كاتبة تزوجت من محاضر جامعى، ماركسى وثورى فى جنوب الهند، يستخدم الأفكار الشيوعية "كغطاء لساديته الخاصة"، فعندما تنتقل معه للعيش فى مدينة جديدة غير مألوفة بالنسبة لها، يبدأ بالاعتداء عليها، وكيف يراقب بريدها الإلكترونى، وتعليقات الأصدقاء على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"؛ وما تتعرض له من وقائع الضرب بالأدوات المنزلية مثل: خرطوم الغسالة، سلك الكهرباء لجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها، فلا تملك إلا صوتها لتنقذ نفسها.
تستخدم مينا كانداسامى اللغة الشعرية فى روايتها، وتصبح الكتابة بالنسبة لها كنوع من التأمل فى الإساءة والصدمة، وشعورها بأن الكتابة يمكن أن تكون خلاصها، لكنها تجد نفسها أمام سؤال: كيف يمكننى أن أقنع القراء بأن هذه الرواية صالحة لهم؟ وذلك أمام شعورها بأنها بذلك ارتبطت بالكاتبات النسويات، والأهم من ذلك هو شعورها بأن ما تكتبه فى الرواية يجعل صورتها ككاتبة هندية تتحدث الإنجليزية التى تعمل بها تشبه "عاهرة".
تتخذ الكاتبة من الإساءة التى تعانى منها بطلة الرواية صورة موازية لاعتداءات زوجها والمجتمع الهندى الذكورى تتساوى مع هجمات المعتدى، فترسم فى روايتها سلسلة من القمع الذى يعيشه المجتمع الهندى من غاندى إلى رئيس الوزراء الحالى، والذى يظهر الزعيم السياسى على أنه ينبغى أن يكون عازبا، ولكنه لا يرفض أشكال إخضاع النساء للرجال، وذلك من حديث يدور بينها وبين سياسى هندى يرفض دعمها ويؤكد لها أن الزواج من شخص يسىء لها، هو أمر عام من أجل القداسة.
وترصد الكاتبة مينا كانداسامى فى رواية "عندما ضربتك" الوجه الآخر لرجال السياسة، فهم مثقفون، يقرأون بابلو نيرودا، وسوزان سونتاج، كاشفة أشكال العنف المنزلى، بعد مغازلة تستمر لأسبوعين من الزواج، ثم تبدأ دراما العنف والقمع الجنسى للزوجة.
ومن أشكال المعاناة التى تعيشها المرأة فى الهند، وتحديدًا المرأة المثقفة، الكاتبة، ما تذكره الكاتبة في روايتها على لسان الزوج الذى يقوم بمراقبة حساب زوجته الكاتبة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الذى يرى أن مقالاتها وما تكتبه من تدوينات عن الجنس تعنى "الثقافة الإمبريالية المبتذلة"، الأمر الذى يبرر له أن يقوم بحذف كل ما تكتبه وكذلك الرسائل التى تستقبلها عبر البريد الإلكترونى، ليتطور الأمر فيما بعد، ويقوم بمنعها من كتابة الشعر، وفى كل مرة يقوم بذلك، يغتصبها كل ليلة.
وكشفت الكاتبة مينا كانداسامى، في حوار صحفى أجرته معها صحيفة "الجارديان" أن روايتها تتضامن مع حركة Me Too لكشف وفضح حالات الاغتصاب والتحرش التى تتعرض لها فى كافة أنحاء العالم، إضافة إلى أن الرواية التى أثرت فى وعيها، ودفعتها لكتابة روايتها، هى "غرفة تخص المرء وحده".
وقالت مؤلفة رواية "عندما ضربتك":" ربما لأننا نتابع Me Too وهو إحياء نسوى لم نعد فيه نتعرض للقمع القديم عندما تتحدث الكثير من النساء، فإن روايتي جاءت كنوع من التضامن للتأكيد على أنه ينبغي علينا أن نقوم في النهاية بكتابة شىء حتى لا ينسى. إنها نوع من الضرورة المهنية للاعتقاد بأن أفضل ما في الأمر لم يأت بعد".
هذا ومن المقرر أن تعلن جائزة المرأة للخيال، يوم الأربعاء، السادس من يونيو 2018، عن الرواية الفائزة بالجائزة لعام 2018، والتى سبق وأن أعلنت عن القائمة القصيرة، فى 23 أبريل الماضى.
واشتملت القائمة القصيرة لجائزة المرأة للخيال، على ست روايات، هم:
رواية الأبله للكاتبة أليف باتومان
رواية "حورية البحر والسيدة هانكوك" للكاتبة Imogen Hermes Gowar
رواية نظرة للكاتبة جيسى جرينجراس
رواية "عندما ضربتك: أو، صورة للكاتبة كزوجة شابة" للكاتبة مينا كانداسامى
رواية "حريق منزل" للكاتبة كاملة شمسى
رواية "الغناء، غير مدفون، الغناء" للكتابة جيسمين وارد.
وكانت سارة ساندز، رئيس لجنة تحكيم جائزة المرأة للخيال، قد صرحت يوم إعلان القائمة القصيرة لوسائل الإعلام بأن القضايا التى تناولتها روايات القائمة القصيرة لدورة عام 2018، كانت معاصرة لما نعايشه اليوم، ومن أبرزها العنف الجنسى وقضايا العرق، موضحة أن لجنة تحكيم اختارت الروايات دون خوف أو محاباة، مشيرة إلى أن هذه الدورة فقدت بعض الأسماء الكبيرة، مع الأسف، وكذلك تم الاستغناء عن بعض الروايات التى تحدثت بشكل مباشر وصريح إلى أعضاء لجان التحكيم.
وقالت سارة ساندز، رئيسة لجنة التحكيم إن موضوعات روايات القائمة القصيرة لها صدى معاصر ودائم يشمل: العرق، والعنف الجنسى، والحزن، والحياة، وحوريات البحر. كما أشارت إلى أن بعض المؤلفين فى القائمة القصيرة لعام 2018 شباب، نصفهم بريطانيون وكلهم كتاب جيدون وشجعان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة