فى الثالث من يونيو بالعام 1989 رحل قائد الثورة الإيرانية الإسلامية، آية الله الخمينى عن عمر ناهز 87 عاما، بعد حياة طويلة قضاها ثائرا ضد الشاه محمد رضا بهلوى فى الداخل والمنفى، وبقدر شهرة الخمينى فى التاريخ المعاصر بقدر اختلاف الآراء حول سياساته ومواقفه الداخلية والخارجية، ومن خلال السطور التالية نستعرض أهم 10 معلومات عن الإمام المثير للجدل فى ذكراه التاسعة والعشرين.
1. ولد روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوى الخمينى يوم 24 سبتمبر 1902 فى بلدة خمين التابعة لمحافظة "مركزى" فى إيران وتبعد عن مدينة قم بحوالى 160 كم، وعن العاصمة طهران بحوالى 300 كم وتشتهر بإنتاج العسل، لأب يعمل رجل دين فى الحوزة العلمية الشيعية بالنجف الأشرف فى العراق، وهو مصطفى الخمينى أحد علماء الفقه الشيعى فى عهد الأسرة القاجارية.
الخمينى طفلا
2. توفى والده قتلا بالرصاص وهو فى طريقه من بلدته خمين إلى مدينة أراك، وهو بعمر 5 أشهر وتحديدا فى شهر فبراير من العام 1903، وقضى بقية حياته يتيما، وعندما بلغ التاسعة من عمره فى العام 1911 توفيت والدته وعمته وهما اللتان كانتا تتعهدانه بالتربية والرعاية.
الخمينى مع ابنه مصطفى الخمينى وحفيده
3. عندما بلغ الخمينى عامه السابع والعشرين تزوج من خديجة الثقفى ابنة آية الله محمد الطهرانى الثقفى، وأنجبت له 8 أبناء وهم: آية الله مصطفى الخمينى، وعلى الذى توفى فى سن الرابعة، وصديقة مصطفوى، وفريدة مصطفوى، وفهيمة الزهراء مصطفى وسعيدة تلك التى توفيت عن العمر سبعة شهور، وأحمد الخمينى، ولطيفة التى توفيت وهى طفلة.
الخمينى وأسرته
4. بدأ الخمينى معارضته للنظام البهلوى فى العام 1943م، بعد أن نشر كتاب "كشف الأسرار" وفى هذا الكتاب تحدث عن سنوات حكم رضا شاه بهلوى والد الشاه محمد رضا بهلوى، وهو ما تسبب له فى اصطدام مع النظام، ودعا صراحة إلى تغيير نظام الحكم الإمبراطورى واستبداله بنظام قائم على قواعد الإسلام الشيعى.
الخمينى يتوضأ
5. فى العام 1962 بدأ الخمينى الصدام العنيف المتصاعد مع الشاه بعد أن اعترض على إصدار لائحة "مجالس الأقاليم والمدن" والتى كان محورها من وجهة نظره "محاربة الإسلام" وتحويل إيران من دولة ذات مرجعية دينية إلى دولة علمانية، لأن اللائحة كانت تقضى بحذف الإسلام كشرط فى المرشحين والناخبين واستبدال اليمين الدستورية بدلا من القسم على القرآن الكريم.
الخمينى وأتباعه فى المنزل الريفى بباريس
6. تطورت المواجهة بين الخمينى والشاه بعد أن خطب الأول خطبة شهيرة يوم الثالث من يونيو 1963 منتقدا العلاقات السرية الإيرانية ـ الإسرائيلية، وفى الليلة نفسها ألقت قوات الأمن القبض عليه ورحلته مكبلا بالأصفاد إلى طهران، وفى يوم الخامس من يونيو انطلقت مظاهرات عارمة بطول الإمبراطورية عرفت فى التاريخ المعاصر بانتفاضة "25 خرداد" احتجاجا على اعتقاله الشاه.
الخمينى يسجل أحد أشرطة الكاسيت الشهيرة
7. بدأ الخمينى رحلة المنفى الطويلة يوم 3 نوفمبر من العام 1964 حين أصدر الشاه محمد رضا بهلوى قراره بنفى الخمينى إلى مدينة أنقرة عاصمة تركيا ومنها نُقل إلى مدينة بورساى التركية، وفى 15 أكتوبر من العام 1965 نقل إلى النجف الأشرف بالعراق.
متظاهرون يعلقون صور الخمينى على صدورهم
8. تعتبر مرحلة المنفى هى الأخصب فكريا فى حياة الخمينى حيث كتب فى تحرير كتابه الأشهر "تحرير الوسيلة" وفى العراق وضع فروض نظريته التى قلبت التاريخ السياسى الشيعى رأسا على عقب وهى نظرية "ولاية الفقيه".
جانب من كتاب تحرير الوسيلة
9. توصلت إيران والجزائر إلى اتفاقية بخصوص شط العرب كانت إحدى نتائجها طرد الخمينى من العراق إلى فرنسا، ومن هناك قاد الثورة ضد الشاه بطريقة حديثة وقتها وهى "شرائط الكاسيت" التى اعتبرت ظاهرة سياسية درست بعد ذلك فى معاهد العلوم السياسية حول العالم أفرزت توحد المعارضة خلفه ونجاحه فى الإطاحة بالشاه عام 1979 وفى هذا العام صنفته مجلة "التايم" الأمريكية كأهم رجل فى العالم.
الخمينى بعد نجاح الثورة
10. بعد نجاح الثورة قرر الخمينى فرض نظرية ولاية الفقيه فى الدستور الإيرانى تلك النظرية التى ما تزال تحكم إيران من حينها حتى الآن، وتنسب له عدد من الفتاوى المثيرة للريبة منها إباحته إتيان الرجل زوجته من دبرها، وجواز معاشرة الرجل للأطفال جنسيا، كما أدخل بلاده فى حالة عداء مع كل جيرانها، أسفرت تلك السياسة عن عزلة إيرانية ما تزال طهران تعانى منها حتى وقت كتابة تلك الأسطر، ومات متأثرا بسرطان البروستاتا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة