بين الحين والآخر، تنظم إيران مسابقة للقرآن الكريم، باسم "خامئنى" وتستضيف فيها قراء القرآن الكريم، سواء مصريين أو غيرهم من العرب، وتحتفى وسائل الإعلام الإيرانية بهذه المسابقات وتسلط الضوء على الضيوف من خارج إيران، الأمر الذى يثير تساؤلات عديدة، فهل طهران تفعل هذه المسابقات من أجل تحقيق مكاسب سياسية، أم من أجل تصدير مذهبها الشيعى، أم أن الأمر خالى من أى مغزى سياسى ودينى ويستهدف القائمين على هذه المسابقات فى إيران بالاستمتاع بسماع القرآن الكريم بأصوات مصرية وعربية؟.
ضاحى خلفان: إيران تستضيف القراء القرآن بصرر الدولارات
وعن محاولات إيران المستمرة لاستضافة قراء القرآن العرب بين كل حين وآخر، قال ضاحى خلفان تميم، قائد شرطة دبى السابق، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن إيران تحاول أن تحدث شرخًا فى كل صف يقف ضد سياستها وذلك باستمالة من تراهن على كسبهم بدفع العمولة، بقصد خلخلة التوافق الوطنى فى البلاد المستهدفة.
وتابع خلفان: "يمكن التصدى لها ولأسلوبها بتوضيح الصورة لمن دعتهم للحضور، فإذا استجابوا لدعوتها أعلم أنها قبضتهم صرة دولارات لا تسمن ولا تغني من جوع"، وبسؤاله حول هل تدفع إيران أموالا طائلة لمن تستضيفهم، قال إن دفعها لا يسمن ولا يغنى من جوع، لكن النفس الضعيفة تنجرف خلف المال ولو كان قليلا.
وعن رؤيته للعلاقة بين إيران وجماعة الإخوان الإرهابية، فضح قائد شرطة دبى السابق العلاقة بينهما قائلا: "علاقة إيران مع الإخوان علاقة قائمة على قدم وساق، موضحا أن الرؤية والفكر والهدف واحد لكل منهما والتعاون بينهما لتحقيق ذلك مستمر منذ أمد بعيد، مضيفًا: "حتى المرشد الإيرانى مستمد مسمى منصبه من مرشد الإخوان".
باحث يكشف أسلوب إيران فى التجنيد
وبدوره كشف محمد جاد الزغبى، الباحث المتخصص فى الشأن الشيعى، دور إيران المشبوه فى تجنيد الشخصيات العامة لتصدير أفكارها ومناهجها، قائلا:: "بالنسبة لموضوع إصرار إيران المتكرر علي استضافة القراء وغيرهم لإيران، فالأمر ببساطة ليس مقتصرا على محاولة استقطاب ودعوة القراء المصريين لإيران، فمنهج ايران منذ زمن بعيد وبالتحديد منذ التخطيط بعد الخمينى لاختراق منطقة الشرق الأوسط وخاصة مصر دعويا وسياسيا".
وتابع "الزغبى"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "هذا المنهج يقوم على محاولة تشييع القابلين للتشيع أيا كانت للوسيلة سواء بالمال والإعلام أو عن الابتزاز العاطفى والميول الصوفية، وأن فشلت محاولة الضم للتشيع يكون الأسلوب الأضمن هو أسلوب التجنيد الإعلامى والدعاية غير المباشرة والترويج لخرافة التقريب بيننا وبينهم"، مضيفًا: "هم لا يركزون على قراء القرآن أو حتى على شيوخ الأزهر بل هو نشاط إعلامى عارم يشمل كافة طوائف الشعب بلا استثناء بشرط أن تكون تلك الطائفة لها حضور إعلامى عبر شخصيات معروفة ولو نسبيا، ولهذا قاموا بدعوة وتجنيد سياسيين وصحفيين وممثلين أيضا".
وتساءل الباحث المتخصص فى الشأن الشيعى، لماذا لا تستضيف إيران الشخصيات المشهورة أو المعروفة باسم الصف الأول؟، مجيبًا: "ونظرا لأنهم في غالب الأمر لا يستطيعون اغراء نجوم الصف الأول فى كل مهنة نظرا لأن الأسماء الشهيرة فى السياسة والصحافة والأزهر يصعب استقطابها" مضيفًا :" فهم غالبا ما يقومون بتوجيه سهام الاستقطاب المادي لمن انزوت عنهم الاضواء فى كل مجال له بعد إعلامى، وهذا ما يفسر وجود الصف الثالث والرابع في كل مهنة في هذه الزيارات".
وتابع الزغبى: "الغرض الرئيسي لهذه الزيارات هو مجرد الترويج والدعاية أمام الإيرانيين والعوام في مصر وغيرها إلى وجود تيار يحبذ التقارب معهم وذلك على خلاف الواقع بطبيعة الحال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة