قال وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو اليوم الجمعة، إن بلاده لا تعتقد أن خطوات إيجابية ستتخذ مع الاتحاد الأوروبى خلال رئاسة النمسا للاتحاد هذا العام مما يعكس التوتر بين أنقرة وفيينا.
وستتولى النمسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى لمدة ستة أشهر فى يوليو تموز الأمر الذى يعطيها دورا مهما فى وضع جدول أعمال الاجتماعات التى تعقدها الدول الأعضاء. وقالت النمسا إنها تعتزم استخدام فترة رئاستها للاتحاد فى إحداث تحول صوب منع وصول موجات أخرى من المهاجرين إلى الدول الأعضاء.
وتصدعت العلاقات بين تركيا والنمسا فى الشهور الماضية حول عدد من القضايا بينها موقف فيينا من المهاجرين ومعارضتها لمسعى أنقرة للانضمام للاتحاد الأوروبى وهو المسعى الذى ما زال قائما من الناحية الفنية لكنه فى حكم المنهار من الناحية العملية.
وقال أوغلو لقناة (إن.تي.في) التلفزيونية "لا أعتقد أنه ستتخذ خطوات إيجابية خلال فترة رئاسة النمسا. تحدثنا مطولا مع وزير خارجية النمسا لكن للأسف المستشار الحالى أكثر تطرفا من الحزب اليمينى المتطرف" المشارك فى الحكومة الائتلافية.
ويشترك حزب الشعب النمساوى المحافظ الذى يقوده المستشار زيباستيان كورتس مع حزب الحرية المناهض للإسلام فى حكومة ائتلافية وهو ما يجعل النمسا الدولة الوحيدة فى أوروبا الغربية التى يشارك حزب يمينى متطرف فى حكومتها. ويعتقد كل من الحزبين أن الاتحاد الأوروبى يجب أن يقطع مفاوضات انضمام تركيا إليه.
وقال أوغلو فى المقابلة إنه لا يتوقع خطوات إيجابية بشأن فتح فصول جديدة فى المفاوضات فى إطار مسعى تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبى خلال فترة رئاسة النمسا للاتحاد، لكنه أضاف أن موضوع إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك وتحديث اتفاق الاتحاد الجمركى بين تركيا والاتحاد سيناقشان مع المسؤولين فى الاتحاد الأوروبى.
وبدأت تركيا مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبى فى 2005 بعد مرور 18 عاما على تقدمها بطلب الانضمام. وأدت عدة عوامل إلى إبطاء المفاوضات خاصة قضية قبرص والمعارضة القوية لهذه الخطوة فى كل من ألمانيا وفرنسا. وتعتبر مفاوضات الانضمام منهارة منذ 2016.
وقال وزراء فى الاتحاد الأوروبى هذا الأسبوع إن بروكسل لا يمكن أن تفتح أى فصول أخرى جديدة أو أن تقوم بتحديث الاتحاد الجمركى بين الاتحاد الأوروبى وتركيا لفشل أنقرة فى الوصول إلى المعايير الأوروبية فى مجالات عديدة.
وأثار ذلك ردا غاضبا من تركيا التى تقول إن عضوية الاتحاد الأوروبى ما زالت هدفا استراتيجيا لها.
وقال أوغلو "هناك مجالات يمكن أن نعمل فيها معا لكن فتح فصول جديدة للمفاوضات أو عدم فتحها هو أمر سياسي. نتوقع تعاونا أفضل فى فترة الرئاسة التالية عندما تنتهى رئاسة النمسا". وبعد النمسا ستتولى رومانيا الرئاسة الدورية للاتحاد.
وقال أوغلو أيضا إن أنقرة تأمل أن تحصل على المساعدات المقررة والتى تبلغ ثلاثة مليارات يورو (3.49 مليار دولار) دون تأخير بعد أن أقرت الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى تقديم المبلغ فى قمة فى بروكسل.
وانتقدت تركيا التى تستضيف نحو 3.5 مليون لاجئ سورى الاتحاد الأوروبى لفشله فى تقديم المساعدات المالية المقررة طبقا لاتفاق المهاجرين فى 2016 والذى منعت تركيا بمقتضاه وصول المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبى إلا فيما ندر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة