وأضافت المجلة الأمريكية، فى تقرير الثلاثاء، أن بالنسبة للكثيرين فى صربيا، لم تكن هذه مباراة لكرة القدم ضد منتخب سويسرا الوطنى، بل معركة بالوكالة تغذيها الكراهية الطائفية القديمة. ثلاثة من اللاعبين السويسريين الذين بدأوا المباراة هم من أصول كوسوفية ألبانية وولد لاعب رابع لأبويين ألبانيين فى جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة.
فى 17 فبراير 2008، أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا، بعد تسع سنوات من حملة القصف التى قادها حلف الناتو منهيا الحروب اليوغسلافية. ولكن فى حين أن الشعب الصربى قد تعامل مع كونه الطرف الخاسر فى سلسلة الصراعات الطويلة التى مزقت يوغوسلافيا، فإن خسارة كوسوفو كانت بمثابة إهانة لا تطاق للحس الجماعى للبلد.
وتجمع حشد من الناس أمام السفارة الأمريكية فى بلجراد للتعبير عن غضبهم. فى نهاية المطاف، اندلعت الاحتجاجات وهتافات "كوسوفو هي صربيا" فى أعمال عنف تم فيها اقتحام السفارة وإضرام النار فيها. منذ ذلك الحين، أصبحت قضية كوسوفو الموضوع الأكثر إثارة للجدل فى السياسة الصربية.
كانت كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية جزءاً من الدولة الصربية بمختلف أشكالها منذ العصور الوسطى. حسب الأساطير القومية، تعتبر كوسوفو مهد الهوية والثقافة الوطنية الصربية. فهى موطن لكثير من الأديرة المسيحية الأرثوذكسية القديمة وموقع معركة كوسوفو عام 1389، حيث مات قيصر لازار فى محاولة غير مجدية فى نهاية المطاف لصد الجيش العثمانى الغازى. هذه المعركة، بالنسبة لكثير من القوميين الصرب، هى الحدث الحاسم فى تاريخ صربيا.
أدى هذا الصدام بين إلى زرع بذور التوترات الدينية والعرقية التى هيمنت على السياسة فى البلقان على مدى العقود الثلاثة الماضية. ويمكن إرجاع جذور حرب البوسنة وكوسوفو إلى ذلك اليوم المشؤوم فى يونيو منذ أكثر من 600 عام. ومن الناحية الرمزية، اختار زعيم صربيا السابق سلوبودان ميلوسيفيتش حقل كوسوفو، المكان الذى وقعت فيه معركة 1389، كمكان لخطاب سيء السمعة عام 1989 وضع فيه نفسه كبطل للشعب الصربى فى مرحلة ما بعد المارشال تيتو يوغسلافيا، مثيرا المشاعر القومية التى بدأت فى الغليان فى المنطقة وأدت إلى سلسلة من حروب الإبادة الجماعية خلال التسعينيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة