وفى محاولة لتجنب تكرار ما حدث، تستعد شركات التكنولوجيا للقيام بدور حتى لا تقع مرة أخرى فى مصيدة التدخل بعد أزمة فيس بوك والإعلانات السياسية على الموقع التى اشتراها الروس، بخلاف فضيحة كامبريدج أناتيكيا وتسريب بيانات المستخدمين لصالح الحملات السياسية.
وفى تقرير لها اليوم، الثلاثاء، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن شركات التكنولوجيا الأمريكية بدأت فى محادثات مع مسئولى تنفيذ القانون بشأن كيفية تجنب التدخل من قبل أطراف خبيثة، منها روسيا، على السوشيال ميديا فى انتخابات التجديد النصفى المقررة فى نوفمبر المقبل، وهو ما وصفته الصحيفة بمحاولة للحوار وتبادل المعلومات كانت غائبة عن انتخابات الرئاسة الأمريكية فى عام 2016.
وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أن فيس بوك عقد فى هدوء اجتماعا الشهر الماضى مع ممثلين من الأطراف الكبرى فى صناعة التكنولوجيا مع مسئولين من "الإف بى أى" ووزارة الأمن الداخلى، الذين يتولون مهمة حماية الانتخابات من التدخل الأجنبى، بحسب ما أفاد ثمانية أشخاص مطلعين على الأمر، وحضر هذا الاجتماع جوجل وتويتر وأبل ومايكروسوفت وسناب والشركة الأم لياهو وAOL أواث التابعة لفيرزون.
ووصفت الصحيفة هذا الاجتماع، الذى تم فى مقر فيس بوك بكاليفورنيا، بالانقلاب الجديد من قبل صناعة التكنولوجيا لتطوير علاقات أقرب مع مسئولى تنفيذ القانون لمنع الانتهاكات على المنصات الاجتماعية. وكان كبار مسئولى الاستخبارات الأمريكية قد أعلنوا فى فبراير الماضى أن الكرملين يواصل جهوده لتعطيل النظام السياسى الأمريكى واستهداف الانتخابات النصفية. وقال مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس فى هذا الوقت، إن خطة العملاء هى استخدام الدعاية والشخصيات الزائفة والحسابات الآلية لتقويض الانتخابات المقبلة.
وسبق أن قال جاى روزين، كبير مسئولى الأمن فى فيس بوك، لواشنطن بوست، موضحًا أن الشبكة الاجتماعية الأكبر لم تجد بعد دليل على التدخل من قبل وكالة الأبحاث الروسية، تلك المنظمة الموجودة سان بطرسبرج والتى توظف عشرات المتلصصين الإلكترونيين للتلاعب بالسوشيال ميديا خلال حملة انتخابات 2016، أو أى عمليات روسية أخرى فى وكالة التجسس العسكرية الروسية GRU. وأضاف أنهم يبحثون بشكل مستمر عن المزيد من الأنشطة، ويجرون الكثير من التحقيقات.
وقد أكد فيس بوك حدوث الاجتماع دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. وذكرت دعوة لاجتماع "حماية الانتخابات" من مسئول الأمن الرئيسى بفيس بوك ألكس ستاموس، أنه سيتم التركيز على الوسائل العملية التى يمكن أنه تتعاون بها الشركات بالشكل الأكثر فعالية مع قوات تنفيذ القانون بما فى ذلك تحديد نقاط مناسبة للاتصال وخلق قنوا اتصال واضحة، وفقا للدعوة.
وقالت شركات التكنولوجيا إنها بحاجة إلى سلطات تنفيذ القانون لأن القطاع لا يدرك دائما التهديدات التى تلتقطها وكالات الاستخبارات.
وعلى الرغم من تواصل الوكالات الفيدرالية وشركات "وادى السليكون" لسنوات بشأن قضايا مثل المواد الإباحية للأطفال والمحتوى الإرهابى، فإن المناقشات حول التدخل الروسى لم تحدث خلال الموسم الانتخابى فى 2016.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن محاولات الروس لنشر رسائل مثيرة للانقسام على مواقع التواصل الاجتماعى لم تخف كثيرا، ويبدو أن التأثير الروسى يزداد خلال الانقسام حول الأحداث العامة مثل مذبحة مدرسة باركلاند فى فلوريدا فى فبراير الماضى، والنقاش حول الأسلحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة