عاهل المغرب: تسوية قضية القدس تتطلب إرادة سياسية حقيقية وجهدا جماعيا منسقا

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 05:27 م
عاهل المغرب: تسوية قضية القدس تتطلب إرادة سياسية حقيقية وجهدا جماعيا منسقا عاهل المغرب الملك محمد السادس
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد عاهل المغرب الملك محمد السادس، أن تسوية قضية القدس تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وجهدا جماعيا منسقا، مشيرا إلى أن حل هذا النزاع يتطلب رعاية دولية أساسها التجربة، والنفوذ، والقدرة على التأثير، والحياد.

ونقلت وكالة المغرب العربى للأنباء عن الملك محمد السادس فى رسالة وجهها إلى المشاركين فى المؤتمر الدولى الخامس حول القدس، الذى افتتح أعماله اليوم /الثلاثاء/ بالعاصمة المغربية الرباط، قوله "إن القدس ليست قضية تخص ديانة دون سواها، أو شعبا دون آخر، أو دولة بعينها، بل هى قضية شعبين ودولتين، وحلها يتطلب إرادة سياسية حقيقية، وجهدا جماعيا منسقا، ورعاية دولية أساسها التجربة، والنفوذ، والقدرة على التأثير، والحياد".


واعتبر عاهل المغرب أن هذا صراع قابل للتسوية، إذا ما تم التخلى عن الأوهام والحنين إلى الماضى، والتحلى بروح الواقعية والتطلع للمستقبل، مسجلا أن طول مدة هذا الصراع، والجمود السياسى الذى يطبعه، منذ سنة 2014، لا ينبغى أن يتحولا إلى عامل كلل أو ملل، أو يفسح المجال أمام مواقف سلبية وقرارات مجحفة، تعمق الشعور بالغبن والتذمر لدى الفلسطينيين، وتزج بهم فى حالة من التطرف واليأس.


وأضاف ملك المغرب، أنه أصبح من واجب المجتمع الدولى الإسراع بتوحيد الجهود، من أجل وضع هذا الملف على طاولة التسوية التفاوضية المنصفة والآمنة، وفق مسار محكم، يقوم على رؤية واقعية وجدولة زمنية محددة، ويستند إلى المرجعيات القائمة، وينخرط فيه الطرفان بجدية وإرادة ومسؤولية.


كما اردف الملك محمد السادس، “يجب على القوى الدولية المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى القوى الإقليمية المؤثرة، القيام كل من موقعه، بدور مسؤول ومنصف”.
وبعد التذكير بقرار الولايات المتحدة الأمريكية المتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إلى المدينة المقدسة وافتتاحها بتاريخ 14 مايو 2018، أكد الملك محمد السادس أن “انسداد الأفق السياسى للصراع الفلسطينى -الإسرائيلى، الذى تذكيه قرارات أحادية الجانب، وممارسات مستفزة للشعور الوطنى الفلسطينى، هو السبب الرئيسى فى خلق حالات الاحتقان، التى تؤدى إلى أعمال العنف المتبادل، والاستخدام المفرط للقوة من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي”.


وأوضح الملك محمد السادس أن هذا التوتر كان واضحا خلال الأحداث المأساوية التى شهدتها مسيرات العودة، ذات الطابع السلمى والرمزى عند الشريط الحدودى للقطاع، والتى “ردت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلى بإطلاق الرصاص الحى مباشرة على المتظاهرين. مما أدى إلى استشهاد العشرات، وجرح المئات، من بين الفلسطينيين المدنيين العزل”.
وقال عاهل المغرب إن القدس “بحاجة إلى تسوية سياسية واقعية ومنصفة، تفضى إلى تحديد وضعها النهائى، من خلال مفاوضات مباشرة بين طرفى الصراع، وتستند إلى المرجعيات الدولية القائمة”، مشيرا فى هذا الإطار إلى ضرورة “حشد كل الإرادات المخلصة، فى إطار جامع يوحدها ويخضعها لآلية جماعية متوازنة”.


وتابع ملك المغرب "إن هذه الآلية من شأنها مساعدة طرفى الصراع على الالتزام بالقانون الدولى، والشرعية الدولية، والاتفاقيات والتفاهمات الثنائية، مضيفا أنه يتعين “عدم استباق الحلول بخصوص أى من قضايا الوضع النهائى، وفى مقدمتها قضايا القدس واللاجئين والحدود، والالتزام بالعمل على معالجتها فى إطار مفاوضات الحل النهائي”.


وحسب الملك محمد السادس، فإن “القدس كانت وستظل فضاء للتعايش والتسامح، وتراثا جماعيا مشتركا لأتباع الديانات السماوية”، مؤكدا أنه يتعين على الجميع المساعدة على صونه والمحافظة عليه، بما يقتضيه الأمر من تعبئة هادفة، وجهود صادقة، وأفكار صائبة.


واختتم ملك المغرب كلمته بالقول إنه، ومن أجل “إعطاء مضمون ملموس لهذا المفهوم الذى يعكس أهمية القدس ورمزيتها العالمية، فإنى أدعو إلى النظر فى إمكانية تنظيم بعض دورات هذا المؤتمر الدولى، فى بلدان من خارج العالم العربى والإسلامي”.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة