صفت صحيفة الجارديان البريطانية، فوز رجب طيب اردوغان، وحزبه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية بأنه خطوة كبرى على طريق حُكم الفرد الواحد، ووجدت الصحيفة فى ذلك التطور باعثًا قويا على القلق فى دولة هى أكبر عضو مسلم بحلف شمال الأطلسى (ناتو).
ونوهت الجارديان عما تشهده تركيا منذ يوليو الماضى من فرْض لحالة الطوارئ على نحو يتعذر معه الاعتقاد بأن الحملات الانتخابية شهدت منافسة نظيفة، فى بلد تسيطر فيه الحكومة على الآلة الإعلامية ما يعنى حرمان أحزاب المعارضة من الحصول على تغطية إعلامية مساوية لتلك التى حظى بها الحزب الحاكم.
ورصدت الصحيفة فى هذا الصدد تعرض الصحفيين والحقوقيين فى تركيا للاضطهاد والسجن بتهم تتعلق بالإرهاب أحيانا؛ حتى إنه لمما يثير السخرية أن أحد المرشحين الستة للرئاسة خاض حملته من مَسْجنه.
وحذرت الصحيفة من أن أردوغان، فى ظل النظام الجديد الذى يتمتع فيه بسلطات مطلقة، بات قادرًا على إصدار تشريعات عبر المراسيم.
ونبهت الجارديان إلى أنه وبعد أن كان القضاء يمثل شوكة فى خاصرة أردوغان حتى أن الأخير استبعد عددا كبيرا رجاله على مدار العام الماضي، فقد بات تعيين القضاة من صلاحيات الرئيس وحزبه الحاكم، فلا عجب إذن أن يذعن النظام القضائى التركى بشكل تام لأردوغان .... وهكذا فلم يعد ثمّ فصلٌ بين السلطات.
ورأت الصحيفة البريطانية أن "أردوغان هو سياسى طوّر حزبًا ثم بات هو هذا الحزب ... والآن أردوغان فى الطريق لكى يصبح دولةً... وفى عام 2003 سوّق أردوغان لنفسه باعتباره تكنوقراط، قبل أن يرتدى العباءة الإسلامية ... إن ولاء أردوغان لنفسه يفوق ولاءه لما سواها ... وفى سبيل تحقيق الفوز فى تلك الانتخابات انضم أردوغان إلى حزب قومى متطرف كان معارضا له فى السابق."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة