من جديد بدأت الفصائل المسلحة فى الجنوب السورى بالتصعيد العسكرى ضد قوات الجيش السورى، ونقل الحريق السورى إلى مدن الجنوب التى ترتبط بحدود مشتركة مع المملكة الأردنية، التى تعانى من الصراع المسلح الذى يجرى على طول الحدود المشتركة بين عمان ودمشق.
بدأت جبهة النصرة الإرهابية المدعومة من قطر تصعيدا عسكريا ضد قوات الجيش فى درعا، ما أدى لاستهداف سلاح الجو الروسى مدعوم بالقوات الحكومية التابعة للجيش السورى لتمركزات الفصائل المسلحة المتمركزة فى جنوب البلاد، وصد هجوم جبهة النصرة على مناطق خفض التصعيد جنوب سوريا.
وقال مركز المصالحة الروسى فى سوريا إن مسلحى "جبهة النصرة" هاجموا البلدات التى انتقلت إلى جانب الحكومة الشرعية بشكل طوعى، فى منطقة خفض التصعيد الجنوبية، مؤكدا أنه تم التصدى لهجوم الإرهابيين من قبل قوات الجيش السورى وتشكيلات من الجيش السورى الحر بدعم من القوات الجوية الروسية.
وأكد المركز فى بيان صحفى اليوم الإثنين، أن الإرهابيين خسروا 3 مركبات مدرعة و14 شاحنة صغيرة، مجهزة بالرشاشات الثقيلة، كما قتل 70 شخصا، موضحًا أن الهجوم لم يسفر الهجوم عن خسائر فى الجيش السورى.
بدورها، أكدت تقارير إعلامية سورية أن قوات الجيش استهدفت بعشرات الغارات الجوية تمركزات جبهة النصرة الإرهابية فى درعا قرب الحدود مع الأردن، مشيرة إلى أن أصوات انفجارات سمعت فى الجانب الأردنى من الحدود.
وأوضحت التقارير السورية استمرار القصف الجوى على القطاع الشرقى من ريف درعا، مشيرة إلى أن طائرات حربية شنت أكثر من 34 غارة استهدفت خلالها أماكن فى عدة بلدات وقرى، مؤكدة أن قوات الجيش السورى استهدفت تمركزات للإرهابيين بمدينة درعا وأطرافها الغربية بأكثر من 55 صاروخا يعتقد أنها من نوع (أرض – أرض).
ومن جانبها، واصلت الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية استهداف مناطق سيطرة قوات الجيش السورى فى درعا، فيما تتواصل حركة النزوح من أبناء ريف درعا الشرقى، نحو مناطق بعيدة عن جبهات القتال ومواقع القصف فى درعا التى تعد واحدة من آخر المناطق الباقية تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية.
وقالت صحيفة "الغد" الأردنية، إن أصوات انفجارات قوية هزت منازل المواطنين فى لواءى الرمثا وبنى كنانة مصدرها الجانب السورى، وتعتبر الأقوى بعد هدوء استمر أكثر من عام.
وأكد الأردن، أن قدرته الاستيعابية "لا تسمح" له باستقبال موجة لجوء جديدة، فيما يمهد الجيش السورى لعملية عسكرية وشيكة جنوب سوريا.
وقالت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، لوكالة فرانس برس، إن "القدرة الاستيعابية فى ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة".
ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سورى مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السورى فى 2011، وتقول عمان أن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت 10 مليارات دولار.
وكان البيت الأبيض قد أكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيستقبل العاهل الأردنى، الملك عبد الله فى البيت الأبيض اليوم الإثنين.
وأضاف البيت الأبيض فى بيان صحفى، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتطلع إلى تأكيد روابط الصداقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، موضحا أن الزعيمان سيناقشان القضايا التى تهم الجانبين، بما فى ذلك الإرهاب والتهديد الذى تمثله إيران والأزمة فى سوريا والعمل تجاه سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وشهد الجنوب السورى الذى يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان منذ يوليو الماضى، بعدما أُدرجت المنطقة فى محادثات أستانا برعاية روسية وإيرانية وتركية كإحدى مناطق خفض التصعيد الأربع فى سوريا.
وتكتسب منطقة الجنوب السورى خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافى الحدودى مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق، ويتحدث محللون عن توافق إقليمى ودولى نادر على استعادة النظام لهذه المنطقة الاستراتيجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة