نظمت مديرية أوقاف سوهاج مساء اليوم الاثنين ندوة دينية بمسجد الكبير بدار السلام بعنوان "الاختلاف بين المحمود والمذموم" بحضور قيادات مديرية الاوقاف ودار السلام .
وتحدث الشيخ عبد الرحمن اللاوي مدير المساجد قائلا: إن الاختلاف سنة كونية لتحقيق التكامل والتوازن الناتجين عن التنوع والتعدد والتباين المثمر والبناء بين البشر خاصة وبين جميع المخلوقات عامة لأن في الاختلاف أو التباين إظهار لأوجه الحسن والجمال المتعددة والمتنوعة التي خلقها الله تعالى في هذا الكون الفسيح وأن من بين هذه الأوجه تلك الألوان البديعة المتعددة التي تتزين بها المخلوقات المتعددة لتتشكل منها لوحات فنية متعددة لهذا الكون غاية في الروعة والإبداع لا يستطيع مخلوق عند رؤيتها أن يفضل لونا على آخر فكل لون له جماله وحسنه في نسقه الذي وضع فيه لينشأ عن ذلك كمال وتوازن في قمة الإبداع .
وأضاف الشيخ اللاوى انه أيضا من أوجه الحسن والجمال في التباين والاختلاف تلك اللغات الإنسانية المتنوعة والمتعددة التي تتزين بها البشرية آية وإعجازا من الله سبحانه وتعالى. يقول تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين)َ ومن هذا الاختلاف المتكامل البديع اختلاف الليل والنهار اللذين تتحقق بهما مصلحة المخلوقات جميعا على وجه الأرض لما لهما من فوائد متعددة ومظاهر غاية في الحسن والإبداع والجمال . يقول تعالى "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَاب"
وأوضح الشيخ اللاوى أننا نتعلم من ذلك أن الاختلاف في حياتنا لابد أن يكون للتكامل والتوافق والتوازن الذي فيه نفع العباد والبلاد وهذا الاختلاف بهذا الشكل اختلاف محمود مأمور به لأنه يعضد المجتمع ويقويه. أما إذا كان الاختلاف للتناقص والتناقض والاختلال الذي يؤدي إلى مضرة العباد والبلاد فهو اختلاف مذموم منهي عنه خرج من دائرة الاختلاف إلى دائرة التصادم والشقاق والتنازع الذي يصيب المجتمع بالفشل والضعف
واختتم الشيخ اللاوي حديثه قائلا :اختلف أخي إن شئت مع الكون كله ولكن لتظهر له حسنك وأدبك وبديع جمال صنع الله فيك . ولاتجعل من اختلافك مع الآخرين إظهارا لسوئك وفجورك وبشاعة نزغ الشيطان فيك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة