اهتمت الصحف البريطانية بتسليط الضوء على المشهد السياسى فى تركيا قبل أيام من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة، وقالت صحيفة "الجارديان" إنه رغم تزايد المعارضة وتماسكها أمام الرئيس التركى رجب طيب اردوغان، إلا أنه لا يزال الأوفر حظا.
وأضافت الصحيفة أن وجه أردوغان يتنشر فى جميع أنحاء البلاد الذى حكمها على مدار 16 عاما، بعد فوزه فى انتخابات تلو الأخرى، متعهدا كل مرة بإعادة توجيه دفة بلاده إلى وضعها كقوة عظمى فى الشرق الأوسط وغيره.
ووصفت "الجارديان" الانتخابات التى تجرى فى 24 يونيو الجارى بأنها أهم انتخابات فى تاريخ تركيا الحديث، حيث سيفوز المنتصر في السباق الرئاسي بمكتب له صلاحيات استثنائية ، تمت الموافقة عليها بشكل ضيق في استفتاء العام الماضي ، وسيستمر حتى عام 2023 - وهى الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية من رماد الإمبراطورية العثمانية.
ويواجه حزب العدالة والتنمية الحاكم احتمال فقدان أغلبيته في البرلمان ، لكن من المتوقع أن يحتفظ اردوغان البالغ من العمر 64 عاماً والذي سعى إلى وضع نفسه كزعيم للعالم الإسلامي بالإضافة إلى بلاده، بالرئاسة، ومع ذلك، يبقى الرئيس التركى السياسى الأكثر شعبية في تركيا على الرغم من المعارضة القوية.
وفى تقرير آخر لها، قالت "الجارديان" إن الإسلاميين والعلمانيين شكلوا جبهة موحدة ضد أردوغان للحيلولة دون حصوله على سلطات تعزز من قبضته على الحكم.
وأضافت الصحيفة، أن رئيس حزب السعادة التركي تامال كارا موللا أوغلو زعيم أكبر حزب إسلامى، أعرب عن انزعاجه حيال فشل حكومة أردوغان من حيث ارتفاع معدل البطالة مرتفع وتزايد العجز التجارى وتبنى سياسة خارجية فوضوية، والفشل فى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى، فضلا عن تطبيق حالة طوارئ منذ حركة الجيش عام 2016 – والتى ألحقت ضررا بالغا بجميع الحقوق والحريات الأساسية.
ويقول أوغلو، الذى تلقى تعليمه فى مانشستر، إنه لهذه الأسباب وأكثر رشح نفسه للرئاسة. ولفتت الصحيفة إلى أنه تحالف مع علمانيين فى السباق البرلمانى - وهو ائتلاف لم يكن من الممكن تخيله قبل عقد من الزمان.
واعتبرت "الجارديان" أن السباق يشتد قبل أيام من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل غير متوقع.
وأوضحت أن خصوم أردوغان كان أداؤهم جيدًا فى استطلاعات الرأى، حيث أشارت مؤخرًا إلى أن هيمنة حزب العدالة والتنمية التشريعية (AKP) يمكن مواجهتها.
وأضافت الصحيفة أنه فى بيئة تتراجع فيها حرية التعبير ويلاحق فيها المنشقين، فضلا عن تزايد مظاهر التقوى العامة في بلد تفتخر بأن العلمانية من مبادئها التأسيسية، ظهر صوت ثابت للمعارضة من جهة غير متوقعة، وهى الإسلاميون، الذين كانوا فى السابق حلفاء أيديولوجيين لأردوغان، لكنهم الآن انضموا إلى التحالف الذى يحاول إضعاف قبضته على السلطة.
وقال أوغلو لصحيفة الجارديان: "السياسات التى يتبعها أردوغان أو حكومته لا تساعد تركيا على الوقوف على قدميها فى جميع الجوانب والسياسات، سواء كانت سياسات اقتصادية أو خارجية".
وأضاف أن "أسلوبه فى المنهج والخطاب يسبب الاستقطاب فى تركيا."
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الإندبندنت" فى تقرير لمراسلها كيم سينجوبتا إن أحزاب المعارضة فى البلاد تشعر بالتفاؤل قبيل أيام قليلة من أهم انتخابات رئاسية فى تاريخ البلاد، وذلك بسبب الشعور بأنها فى طريقها لوقف الرئيس التركى، من الوصول إلى السلطة المطلقة غير المسبوقة فى التاريخ السياسى للبلاد.
وتوضح الصحيفة أن مؤيدى أردوغان يعتبرون أن انتصاره فى الانتخابات يعنى أنه سيستمر فى منصب الرئاسة حتى عام 2023.
وأشارت "الإندبندنت"، إلى آراء المعارضين الذين يعبرون عن خوفهم من أن تكون هذه الانتخابات آخر انتخابات حرة فى تاريخ تركيا قبل أن تنزلق إلى منحدر جديد من السيطرة الأمنية.
وتتوقع الإندبندنت ألا يحصل أردوغان على نسبة الـ50% من الأصوات لحسم الانتخابات فى الجولة الأولى وهو ما يعنى أنه من المحتمل أن يخوض جولة إعادة ضد أقرب منافسيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة