سأتحدث فى هذا المقال بصيغة المخاطب للمذكر، تسهيلا فى الكتابة وليس قصدا بتوجيه الحديث إلى الذكور، ولكن بدلا من اعادة الجمل تتحدث (تتحدثين)، تفعل (تفعلين)، وهكذا.
من هنا نبدأ الحديث، نسمع عبارة (أنا هاربيك)، ودائما ما ترتبط بنبذ سلوك أو فكرة نابعة من شخص لا يعجبنا منهجه أو اختياراته، ونود أن نغيرها ونعمل على ذلك.
يظهر بوضوح أن النية المبيتة، هى التغيير بعنف ليس فقط من أجل المنفعة وانما يتخللها الكثير والكثير من السيطرة وفرض القوة، فاللهجة تحمل مقدار لا بأس به من الغل والضغينة.
تقال أحيانا ولو بينك وبين نفسك، لابنك أو زميلك فى العمل أو جارك فى السكن وأحيانا لزوجتك.
فالرغبة فى التغيير الآن أصبحت قوية وجامحة وأصبحت أنت على يقين تام أنك على صواب، وأن ابنك أو زميلك أو جارك أو زوجتك، فى حاجة ماسة إلى التقويم والتعديل والاصلاح.
عندما تدخل فى دائرة اليقين بصحة أفعالك كلها، وبخطأ أفعال الطرف الآخر؛ تبدأ بالتخطيط بكل الطرق السوية وأحيانا الغير سوية، لتغيير هذا الذى لا يعجبك.
قد يكون يقينك فى محله وأنت على حق، والآخر على باطل وقد يكون العكس، احترس جيدا.
ولكنى سأفترض معك أنك على حق وتغير القبيح إلى الجميل والطائش إلى الصحيح، وتضع كل شئ فى محله.
إياك أن تأخذك الجلالة وتسرقك السكينة وتنسجم وترتاح إلى جو الخطط والمؤامرات فتفقد هذا الشخص بدلا من أن تصلحه.
فالأب الذى يصلح ابنه والزوج الذى يصلح زوجته، قد يحصد ليس فقط صلاحا وتعديلا للمفعول به، وانما ايضا كراهية هذا الشخص وبغضه مدى الحياة!
فابنك الكذاب قد يكف عن الكذب بفضل جهودك، ولكن خشونتك وقسوتك فى سبيل كفه عن الكذب قد تجعله قاسى القلب مثلا أو مضطربا نفسيا.
زوجتك الغير مسئولة قد تتحمل كل المسئوليات بفضل جهودك، ولكن شدتك وفظاظتك معها، قد تجعلها تخرجك من خططها جميعا وتلغى وجودك من اهتماماتها، قد تفك عنك المراقبة التى كانت تخنقك، ولكن غلظتك قد تجعلها تفك حتى عن المبالاة بأى أمر يهمك فى المطلق.
ولا تنسى وانت تصلح ابنك اليوم، أنه سيكون سندك فى هرمك، وتذكر وانت تصلح كل عيوب زوجتك دفعة واحدة؛ أنها المتكأ الوحيد دائما بعد الله، واعلم وانت تعارك جارك الذى يزعجك فى الليل، أنه الأقرب إليك فعليا من أبيك وأخيك.
ولتعرف جيدا أن احلال الرفق واللين محل الصلابة والشدة ؛ هو السبيل الأوحد لحياة هادئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة