لم يكن الشاعر محمد حمزة مجرد شاعر غنائى لكنه كان رب كلمة متمكن من لغته يكتب بطريقة السهل الممتنع، فكلماته تشعر أنها بسيطة جدا لكن مستحيل أن تكتب مثلها وهذا كان سر عبقريته فى كتابة الأغانى.
الشاعر محمد حمزة
محمد حمزة مر اليوم 18 يونيو 8 سنوات على رحيله الذى صدم به الجميع عام 2010 لكنه برغم الرحيل مازال بيننا بكلماته التى تغنى بها كل المطربين الكبار والعظام بدءا من عبد الحليم حافظ الذى كتب له 37 أغنية ومرورا بشادية التى كانت تفضل كتاباته وغيرهم الكثير من المطربين مثل نجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح ومحمد رشدى وعفاف راضى وعماد عبد الحليم وهانى شاكر وسميرة سعيد.
محمد حمزة مع عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي
موهبة الشاعر الكبير الراحل محمد حمزة تكمن فى صدقه وتعبيره عن المشاعر الإنسانية بإخلاص شديد فهو من جيل الكبار الذين استطاعوا أن يحققوا لأنفسهم مجدًا كبيراً لما يحتويه شعرهم الرائع من المشاعر والآمال والأحلام والطموحات، والواقع الأليم وإنهاض الهمم والأفكار الإيجابية وغيرها.
ومن مميزاته أيضا أنه كان ناجحا في كتابة كل الألوان الغنائية ففى الأغنية العاطفية لديه الكثير وفى الأغنية الوطنية نجح جدا فى كتابتها ويكفيه فقط أغنية "يا حبيبتى يا مصر" لشادية التى مازالت أفضل أغنية وطنية معبرة.
محمد حمزة مع زوجته الإعلامية الكبيرة فاطمة مختار
سيظلّ محمد حمزة نجما لامعا مضيئاً فى سماء الأغنية العربية بعد أن قدّم ما يقرب من 1200 أغنية كان لأغلبها الفضل فى شهرة من تغنى بها فضلاً عن تميزها بالوصول المباشر إلى قلب المتلقى والتأثير فيه.
الثلاثى العبقرى العندليب ومحمد حمزة وبليغ حمدى
محمد حمزة كان أول تعاون بينه وبين العندليب فى أغنية "سواح" التى لحنها بليغ حمدى وقد جمعت الصداقة بين هذا الثالوث الفنى الذى ظل مرتبطا لا يفترق، وقدموا أعمالاً غنائية وروائع مازالت باقية ويتوارثها الأجيال مثل أغانى زى الهوا وموعود ومداح القمر وجانا الهوا والهوا هوايا وأى دمعة حزن لا وعاش اللى قال وماشى الطريق وحاول تفتكرنى وغيرها من روائع الكلمات والنغم.
الشاعر محمد حمزة مع ابنتيه
كنموذج لترجمة المشاعر والعبقرية فى التعبير عن المعاناة نتأمل أغنيته الشهيرة "موعود" والتى يبدأها بقوله: موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبى.. ولا بتهدى ولا بترتاح فى يوم يا قلبى.. فالكلمات كم هى بسيطة لكنها عميقة وتعبر عن معاناة المحب.
محمد حمزة هو شاعر العذوبة والرقة والتاثير المباشر والإحساس الصادق فى كل أغانيه ولم يأتي حتي الآن شاعرا للاغنية مثل محمد حمزة سواء فى عطائه الزاخر أو فى صدقه وسهولة كلماته ووصولها السريع للقلب وتميزه برسم قصص غنائية ففى كلمات اغنيته حاول تفتكرنى التى بدأها بقوله: لو مريت بطريق مشينا مرة فيه .. أو عديت فى مكان كان لينا ذكرى فيه.. ابقى افتكرنى.
دعاء محمد حمزة ودينا محمد حمزة ابنتا الشاعر الكبير الراحل
رسم هنا حمزة صورة ومشهد سينمائى فجميعنا أحببنا ولدينا قصص حب وهذا الموقف يتكرر مع كل المحبين ونمر بالفعل على أماكن وحينما نراها نتذكر كل قصة الحب التى ربما تكون قد انتهت.
وفى الأغانى الوطنية أبدع فيها مثل إبداعه فى أغانى الحب والغرام وخير مثال أغنيته "يا حبيبتى يا مصر" فهى أشهر وأجمل وأحسن أغنية لمصر وفى كل مناسبة وطنية تتصدر هى المشهد بكلماتها الصادقة وصوت شادية العذب حينما تقول:
.. يا بلادى... يا أحلى البلاد يا بلادى .. فداكى.. أنا والولاد يا بلادى ..يا حبيبتى يا مصر ..ما شفش الأمل ف عيون الولاد... وصبايا البلد .. ولا شاف العمل.. سهران فى البلاد.. والعزم اتولد .. ولا شاف الليل.. فى أحضان الشجر ..ولا سمع مواويل.. في ليالي القمر.. أصله ماعداش على مصر .. ما شفش الرجال.. السمر الشداد ..فوق كل المحن ..ولا شاف العناد.. ف عيون الولاد .. وتحدي الزمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة