تشهد الأعياد كل عام ومن بينها عيد الفطر المبارك حالات تحرش لفظى وجسدى من جانب الشباب بالفتيات بالشوارع، حيث زاد ذلك مؤخرا، لأسباب متعددة لعل أبرزها الزحام الشديد الذى تشهده الشوارع خلال أيام العيد، وتواجد الشباب فى مجموعات كبيرة الأمر الذى يؤدى إلى الهمجية فى التصرفات.
الأمن يلقى القبض كل عام على عشرات المتحرشين بالشوارع، ويطبق عليهم العقوبة القانونية لذلك، لكن تبقى لدى البعض عدد من الأسئلة تحتاج إلى أجوبة ما أسباب التحرش؟، وهو للأسرة دور فى أن يخرج من بينها متحرش؟، و كيف يمكن التصدى للتحرش؟ .
الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، قال لـ"اليوم السابع"، أن فئة المتحرشين فى الغالب ما تتراوح أعمارها بين 12 إلى 18 عاما، موضحا أن هذا السن الصغير يخرج عنه تصرفات هوجاء غير مسئولة.
وأضاف، أنه يجب توفير مادة ثقافية محترمة ومناسبة للشباب، موضحا أن أغلب المتحرشين يكتسب التحرش من المادة الثقافية التى يحصلون عليها قبل الأعياد وخلاله من الأفلام، والمسلسلات المختلفة، حيث إن هذا الجيل ليس لديه ثقافة، ويتم تشكيلها من المردود الوحيد المتاح أمامه ألا وهو التليفزيون والسينمات.
من جانبه قال اللواء فادى الحبشى، الخبير الأمنى، مدير المباحث الجنائية بمصر سابقا، مساعد وزير الداخلية، أن وزارة الداخلية تعد كل عام خطة أمنية محكمة للسيطرة على جرائم التحرش بالإناث خلال الأعياد ومنها عيد الفطر، حيث يتم تكثيف الخدمات الأمنية بالمناطق التى ينتشر بها لضبط المتحرشين.
وأكد"الحبشى"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، على ضرورة العمل على منع هذه الجريمة وليس ضبطها فقط، بحيث تقوم السيدات والفتيات بالإبلاغ عن المتحرشين بهن، وألا تخجلن من ذلك، لأنه الخجل يؤدى إلى زيادة حالات التحرش لعدم رهبة المتحرشين من إمكانية ضبطهم.
وشدد"الحبشى"، على الدور الذى تلعبه المساجد، والكنائس، والمدارس، والجامعات وغيرها، من أجل التوعية بخطورة التحرش، وتنبيه المتحرش من أن من يتحرش بها من الممكن أن تكون أمه أو أخته، حيث أنه لو تخيل المتحرش أن من سيتحرش بها من أهل أسرته فلن يتحرش بأحد.
كما أكد "الحبشى"، على ضرورة فهم الواقع النفسى والدينى للشباب، وتوعية الفتيات والسيدات فى الوقت ذاته بالنسبة للملابس، وضرورة التحشم، وعدم التعرى، مشددا على أنه يثق تمام الثقة فى أن جهاز الشرطة المصرية يقوم بعمل كل ما هو واجب لمنعه، وتطبيق الإجراءات الأمنية لمكافحة ذلك، كما تعمل على مكافحة الغش التجارى وترويج الألعاب النارية وغيرها ليتمتع المواطنين بهذه المناسبات، متمنيا ألا يشهد العيد أية تحرشات.
من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إن العنف بالمسلسلات أحد أبرز أسباب انتشار التحرش، حيث إن الصور المرئية لا تستطيع أن تمحى من الذاكرة، مضيفة "لأول مرة أشعر بالاستياء من المسلسلات لأننى أرى ممثلين غير معبرين بالمرة، والكاميرا ترصد مناطق معينة من الجسد، فالمجتمع المصرى أصبح ملطشة لكل من أصبح لا يفهم معنى الفن ويظهر على الشاشة".
وأضافت، أن هناك بعض البرامج التى تعرض أيضا تؤدى إلى التحرش، مشددة على ضرورة أن تتخذ اللجنة الوطنية للإعلام قرارات لوقفها.
وتابعت: "كنت فى طريقى لجامعة القاهرة ورأيت بعينى أطفال ذكور يتحرشون ببنات فى سن الـ 12 فصدمت من المشهد"، مؤكدة أن التحرش ليس طبيعة فى المواطن المصرى، لأنه المصرى لديه تاريخ وتدين، كما أنه تربى جيدا، لكن التحرش شئ مكتسب.
وأشارت، إلى أن عمل الأم وانشغال الأسرة عن الأبناء يؤدى إلى تحول الأبناء لمتحرشين من خلال التعرض كثيرا للتليفزيون، متابعة "الامهات أصبحت تعمل 24 ساعة، ولا تريد التواجد فى المنزل، وتلقى الطفل فى الحضانة، أو تتركه مع التلفزيون، وبالتالى لن يوجد تربية، وهذا خاطئ".
وأكدت، أنه فى السابق كان هناك حوار بين الأسرة، رسالة تربوية وإنسانية، تؤدى لاحتواء الشباب وترسيخ تعاليم الدين لديهم، فكان يغض بصره، مشددة على ضرورة عودة الترابط الأسرى لمحاربة تلك الظاهرة، والقضاء عليها.
من جانبه قال أحمد عبدالعال المحامى بالنقض ومجلس الدولة، أن عقوبة المتحرش الحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية، موضحا أن ذلك طبقا للمادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات.
وأضاف، أن العقوبة تكون أيضا الحبس مدة لا تقل عن الحبس سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيها وبإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجانى من خلال الملاحقة والتتبع للمجنى عليه، وفى حالة العودة تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة فى حديهما الأدنى والأقصى.
وتابع: يعد تحرشا جنسيا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها فى المادة 306 مكرر "أ" من هذا القانون بقصد حصول الجانى من المجنى عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويعاقب الجانى بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين وذلك وفقا لنص المادة 306 مكرر "ب"من قانون العقوبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة