أصدر الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوى حملت عنوان "شبهة حول أن الإيمان والتقوى مِن أسباب سعة الرزق بينما يوجد كثير مِن الكفار والعصاة أغنياء! وجوابها
فتوى ياسر برهامى، المنشورة على الموقع الرسمى للدعوة السلفية جاءت ردًا على سؤال :" يقول المسلمون: أن المعاصى تمنع الرزق والبركة، فى حين أننا نرى كثيرًا مِن الكفار أغنياء، وهم يفعلون المعاصى بالليل والنهار، وكذلك أهل المعاصى مِن المسلمين كثير منهم أغنياء؟ ويقول المسلمون أيضًا: أن التقوى مِن أسباب كثرة الرزق، والكفار أيضًا أغنياء؟.. وهل صحيح ما جاء فى تفسير ابن كثير -وغيره-: أن مِن الناس مَن يكون الأفضل له أن يكون فقيرًا، ولو وسَّع الله عليه لكان فاسدًا، والعكس صحيح؛ فلهذا جعل الله هذا غنى وهذا فقير. ولكن السؤال: أليس الواقع فعلًا أن الإنسان يكون صالحًا وهو غنى ثم ينحرف إذا قلَّ رزقه أو يكون صالحًا وهو فقير ثم ينحرف بالغنى؟ فكيف يقال بعد ذلك: أن الله يعطى فلانًا الرزق الكثير والغنى؛ لأن الفقر يضره ويضله، ويمنع فلانًا مِن الغنى؛ لأن المال يضله ويجعله ينحرف؟
وجاءت إجابة "برهامى" على هذه الأسئلة بفتوى نصها كالتالى :" فقد أخبر الله -عز وجل- عن سنته فى خلقه، فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ. فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:42-45)، فالله -تعالى- له فى خلقه شؤون يدبرها؛ فهو يبتلى المؤمن ليرفع درجته، ويفتح على الكافر ليملى له ثم يأخذه (وَأُمْلِى لَهُمْ أن كَيْدِى مَتِينٌ) (الأعراف:183)، ثم هو يجعل الكفار فى المعيشة الضنك رغم سعة الدنيا عليهم، والمؤمنين فى سعادةٍ وطمأنينةٍ رغم ضيق الحال؛ فالسعادة ليستْ فى سعة الدنيا وضيقها، بل هى هبة مِن الخلاق العليم".
وعن أن الله يعطى فلانًا الرزق الكثير والغنى؛ لأن الفقر يضره ويضله، ويمنع فلانًا مِن الغنى؛ لأن المال يضله ويجعله ينحرف؟ قال "برهامى":" هذا الأثر رغم ضعف إسناده صحيح المعنى، ولكنه ليس عامًّا لكل الخلق؛ فقد يصلح الله مَن يصلح للخير بالفقر أو بالغنى، فهذا الأمر لمَن أراد الله إصلاحه، وعلم أنه يستحق ذلك، أما خبيث القلب؛ فهو فاسد فى الغنى والفقر، وهو أعلم -سبحانه- بالشاكرين، وأعلم بالظالمين، ويضع الأشياء فى مواضعها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة