كأس العالم.. أعظم مهرجان رياضى ينتظره جمهور كرة القدم كل 4 سنوات، وفى المقابل قرر 16 فريقا تنتمى لشعوب لا تعترف بالدول التابعة لها و ترغب فى الاستقلال عنها تنظيم بطولة كأس عالم موازى يسمى " كونيفا".
تصنيفات الفرق فى كونيفا موزعة على شكل جغرافى حسب القارات مثلما تفعل الفيفا، لكن هناك تصنيفا أخر سياسى بناء على الوضع السياسى لكل فرقة، فهناك فرق تنتمى لشعوب بلا أرض مثل الروما أو "الغجر".
وهناك فرق لإقليم معين وليس دولة مثل فريق كردستان العراق، وهناك الفرق التى تنتمى لأقليات عرقية لها أصل وموطن قديم لكن ينتشر أفرادها حول العالم كمهاجرين مثل كارباتاليا.. وهناك الدول التى لا يعترف بها مثل قبرص الشمالية، والأقاليم المنتشرة بين أكثر من دولة وأيضا المناطق التى تسيطر عليها مجموعة عرقية معينة.
كونيفا وفيفا
مونديال 2018 الذى نعرفه سيبدأ يوم الخميس.. لكن المونديال الموازى بدأ بالفعل لدول غير معترف بها والتى تضم أسماء ربما لا نقرأها حتى فى الأخبار.
المونديال البديل يعرف باسم "كونيفا" Conifa وهى اختصار لكلمة "رابطة كونفيدرالية الدول المستقلة" وهى منظمة يبدو اسمها شبيها بالفيفا، لكنها منظمة لا علاقة لها بالاتحاد الدولى لكرة القدم، وتستخدم عبارة "الأعضاء" بدلا من "الدول" فى إشارتها للفرق المشاركة فى مسابقتها، وهى فرق لا تعترف الفيفا بوجود دول لها.. ومقر المنظمة ليس فى جنيف بل فى "لوليا" فى السويد.
تم تأسيس المنظمة فى عام 2013، لهدف سياسى حيث تقول لافتات ومنشورات الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعى إن كرة القدم ستكون وسيلة لاستقلال هذه الشعوب.
الركن البعيد الهادي في لندن
وعلى الرغم من أن البطولة أقيمت فى لندن والنهائى كان بملعب أنفيلد وليس الأنفيلد "ملعب ليفربول الشهير".. وذلك فى 9 يونيو بين كارباتاليا فى مواجهة قبرص الشمالية التى أسستها تركيا،إلا أن هذه البطولة الغريبة تعكس رسالة سياسية لهذه الفرق التى تمثل الشعوب و الأعراق التى تطلب الاستقلال عن دولها.
كانت نتيجة النهائى فوز كارباتاليا على قبرص الشمالية بنتيجة 3-2 بضربات الترجيح فى مباراة هادئة بلا جمهور ولا تغطية صحفية حيث لم تكن المباراة غير مذاعة على أى قناة فضائية.
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" يصر رئيس كونيفا بير أندريس بليند على أن السياسة شئ جانبى لدى البطولة وأن المهم لديه هو "اللعبة الحلوة" وأضاف "نعم نحن نثير الجدل .. نحن المجانين المضطهدين".
مونديال كونيفا 2018 هو البطولة الثالثة وتمت برعاية شركة رهانات بريطانية مشهورة قدمت الرعاية للفرق وقامت بتأجير الملاعب واستضافت الفعاليات ومولت جائزة البطولة وميدالياتها.
ويرى بليند أن البطولة شكلها أفضل الآن من نسختها الأولى عام 2016، فهناك الآن 47 فرقة عضو فى كونيفا يصعد منهم أفضل 16 منهم لنهائيات البطولة.
المثير للسخرية أن الفريق الفائز بنهائى بطولة 2018 كان يحتفل بغناء أغنية Champions وهى الأغنية الرسمية لبطولة دورى أبطال أوروبا الرسمية وهى البطولة الخاصة بفرق من دول معترف بها عالميا.
ويعتقد بليند أن الدعم البريطانى أفضل بكثير من الدعم الذى حصلت عليه النسخة الأولى للبطولة عام 2016 وكان من اتحاد الصناعات السمكية فى أبخازيا.
بليند نفسه ينتمى لأقلية "سامي" العرقية فى السويد والتى يعمل أغلبها فى رعاية قطعان الرنة.
لا توجد استادات كبرى ترغب فى استضافة هذه البطولة بسبب التعقيدات السياسية.. باستثناء أبخازيا التى بنت ملعب كرة كبير في 2014 لاستضافة البطولة الأولى عام 2016 وكان النهائي وقتها بين البنجاب وبين أبخازيا التى لا يعترف بها أحد باستثناء روسيا التى كان لها الفضل فى تأسيس أبخازيا بعد الحرب ضد جورجيا عام 2008.
البطولة الأولى في أبخازيا
إذا كانت البطولة بلا عقود رعاية كبرى ولا تغطية إعلامية ولا تذاع على قنوات فضائية فكيف يشاهدها الناس؟.. الإجابة هى خدمة بث على الإنترنت على هذا الرابط التابع لمنظمة كونيفا، وهناك بث حى وهناك المباريات السابقة واللقطات المهمة فى المباريات وغيرها.
صورة من مباراة في البطولة بدون جمهور
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة