استيقظ أهالى منطقة كيما شرق مدينة أسوان، اليوم الخميس، على منظر مخيف آثار الذعر لديهم بسبب تجمع "سحب صفراء" ناتجة من أدخنة مصنع كيما أسوان.
وقال مصطفى حسن، من أهالى عزب كيما بأسوان، لـ"اليوم السابع"، إن هناك حالة من الذعر أصابت الأهالى المقيمين بالمنطقة بسبب هذه السحب الصفراء التى تكونت نتيجة أدخنة ملوثة بالكيماويات ناتجة من مصنع كيما، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى فى انتشار هذه الأدخنة الصفراء التى تقضى على تلوث البيئة ونقاءها فى مدينة أسوان، ولكنها تكررت لأكثر من مرة قبل ذلك.
وأضاف شوقى محروس، من سكان منطقة كيما، أن الأهالى أصيبوا بالملل من الشكاوى المقدمة ضد تلوث مصنع كيما وما يسببه للأهالى من تلوث بيئى وإصابة بأمراض خطيرة نتيجة عدم استنشاق هواء نقى، خاصة للأهالى المقيمين بمناطق كيما المتفرقة شرق مدينة أسوان، وغيرها من المناطق المحيطة بالمصنع مثل: "عزب كيما وعمارات كيما والسيل والشيخ هارون وعزبة الحدود والمحمودية والشلال"، ومعاناة الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضع فى هذه المناطق من هذا التلوث البيئى الخطير.
وأشار محروس، إلى أن أدخنة مصنع كيما تصاحبها أيضًا انتشار لانبعاثات "النشادر" أو "غاز الأمونيا" وهى التى تنتشر من حين لآخر وتتسبب فى صعوبة التنفس لكل السكان المقيمين على مسافات ليست بالقريبة من المصنع، موضحًا أن مصنع كيما يبعث أدخنة كثيفة لا يمكن تحملها بسبب ما تحمله هذه الأدخنة من ملوثات سامة أصابت المنطقة السكنية المحيطة، وكان عند إنشائه فى الستينات وحيدا لا توجد فى محيطه أى مساكن ثم بعد ذلك زحفت عليه المساكن والعزب المختلفة بالإضافة إلى المنطقة السكنية الخاصة بموظفى وعمال المصنع وأصبح هذا التلوث الهوائى الناتج عن انبعاث الأدخنة الكثيفة من المصنع إضافة إلى انبعاث غازات كثيفة أدت إلى حدوث حالة من الاختناق.
وأضاف محمد إبراهيم، أنه من سكان منطقة عزب كيما وأصيب بضيق فى الشريان التاجى وتم نقله إلى المستشفى عقب تعرضه لاستنشاق انبعاثات مصنع كيما، بالإضافة إلى مشاكل إصابة الأطفال بحساسية فى الصدر وغير ذلك من أمراض، موضحًا أن المسئولين عن إدارة المصنع يتحدثون دائمًا عن التطوير بالمصنع ومراحل تشغيله وفقًا للتقنيات الحديثة ولكن الواقع ما زال يلوث المناطق المحيطة بالأدخنة والانبعاثات الصعبة.
فى المقابل، قال باسل عبد العظيم، مدير إدارة العلاقات العامة بشركة كيما، إن الأدخنة المتصاعدة من مداخن الشركة عبارة عن غبار السيليكا ويتم تحويلها لمنتج سنوى، أما الدخان الأصفر فهو ناتج عن حرق الأمونيوم ويستخلص منه أكسيد النيتروجين لتصنيع حمض النيتريك، مؤكدًا على أن هذه الأدخنة لا تشكل خطورة على الصحة العامة، وهى تمثل النسب المسموح بها عالميًا.
وأكد مصدر بفرع جهاز شؤون البيئة – فضل عدم ذكر اسمه - على أن النسب الخاصة بالأدخنة المتصاعدة من مصنع كيما غير مطابقة لقياسات البيئة رقم 4 لسنة 1994 ورقم 9 لعام 2009 فى معظم الأحيان، وأنه سبق وتم تحرير العديد من المحاضر للشركة على مدار السنوات الماضية لتوفيق الأوضاع البيئية بالمصنع، محذرًا أن غبار السيليكا يتسبب فى الإصابة بالتحجر الرئوى والأمراض الصدرية، أما أكاسيد النيتروجين فهى تؤثر تأثيرا سلبيًا على الرئة والعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة