حازت الولايات المتحدة الأمريكية على ثقة أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، اليوم الأربعاء، وفازت بتنظيم بطولة كأس العالم 2026، وذلك على هامش اجتماع "كونجرس الفيفا" الـ 68 الذى عقد فى العاصمة الروسية "موسكو".
وفى ظل خلافات سياسية مشتعلة بين امريكا وروسيا، والتى ترجع لمئات السنين انتزعت الولايات المتحدة تنظيم البطولة من قلب العاصمة الروسية موسكو، نرصد فى السطور التالية كيف انتزعت أمريكا تنظيم البطولة رغم عداء موسكو ودعمها للمغرب.
أمريكا وملف المونديال
فى الـ27 من إبريل الماضى أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على حسابه على تويتر تأييده للعرض الموحد من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبى لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 ووجه تهديدا مبطنا إلى الدول التى ربما تعارض ذلك، إذ تنافست المغرب ضد العرض الموحد من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وكتب ترامب على حسابه، "سيكون من المخجل أن تعارض الدول التى نساندها دائما عرض الولايات المتحدة. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول بينما هى لا تساندنا (بما فى ذلك فى الأمم المتحدة)؟".
استغل ترامب السياسة فى ملف كروى وهو أمر مجرم فى عالم كرة القدم ونجح فى نهاية الماراثون المونديالي.
العمومية حسمتها من بعيد
منحت فى يونيو الماضى مجموعة العمل المكلفة بتقييم ترشيحات تنظيم مونديال 2026 لملف تحالف (كندا-المكسيك-الولايات المتحدة)، ما يقرب من ضعف عدد النقاط التى منحتها لملف المغرب.
ومنحت هذه اللجنة، 402.8 نقطة (من أصل 500 ) لثلاثى أمريكا الشمالية، مقابل 274.9 نقطة للبلد العربي.
واعتبرت مجموعة العمل التى زارت المقرات فى أبريل الماضى أن ملف المغرب يحظى بدعم حكومى إلا أن الحاجة لبناء أو تجديد العديد من البنى التحتية لملاعب ووسائل نقل ومقار إقامة، تمثل مخاطرة كبيرة.
تاريخ أمريكا والمغرب فى التنظيم
استضافت أمريكا كأس العالم فى 1994 فى حين لن يسبق للمغرب استضافة هذا الحدث الكروى الكبير، بينما سبق أن تقدم بملف ترشيحه لاستضافة كأس العالم أربع مرات آخرها دورة كأس العالم 2010 التى استضافتها جنوب أفريقيا.
كيف تمت عملية التصويت
قامت عملية التصويت للمرة الأولى بمشاركة كل الدول الأعضاء فى الاتحاد (207 أعضاء بعد استبعاد الدول الأربعة المرشحة من عملية التصويت)، بدلا من اللجنة التنفيذية المؤلفة من 24 عضوا، كما درجت العادة سابقا.
ونشر الفيفا نتائج التصويت عبر موقعه الإلكتروني، علما أن التعديلات على نظام التصويت أقرت بعد سلسلة اتهامات بالفساد والرشى فى عمليات تصويت سابقة.
وهذه التعديلات أقرت فى عهد رئيس الفيفا الحالى السويسرى جانى إنفانتينو، الذى انتخب على رأس المنظمة الكروية العالمية مطلع عام 2016، بعد سلسلة من الفضائح التى هزت كرة القدم وأدت إلى إطاحة رؤوس كبيرة أبزرها الرئيس السابق السويسرى جوزيف بلاتر، ونظرا لوجود ملفى ترشح فقط، يفوز الملف الذى ينال الغالبية المطلقة (أكثر من 50 بالمئة) من الأصوات.
وفى حال نيل خيار "عملية ترشيح جديدة" الغالبية، كان سيؤدى ذلك عمليا إلى رفض الترشيحين، ثم يطلب الفيفا من الأعضاء الراغبين (باستثناء المرشحين الأربعة) بالتقدم بطلبات ترشيح للاستضافة.
أصل الخلاف بين أمريكا وروسيا
أعادت القضية السورية الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إلى سابق عهده، وبدأ الصدام المباشر فى سوريا بين الخصوم الدوليين، حيث انطلقت شرارته من صاروخ أرض – جو موجه، أصاب قلب مقاتلة روسية من طراز «سوخوى 25»، أطلقته إحدى الجماعات المقاتلة فى إدلب، تحطمت المقاتلة وانتحر الطيار.
أثار غضب الروس من تخطى الأمريكان لقواعد اللعبة، بتقديم أسلحة متطورة كان عليها «فيتو» يمنع وصولها لأى طرف فى الصراع الممتد منذ 7 سنوات، حتى باتت القضية السورية هى فتيل الأزمة السياسية بين البلدين خاصة فى ظل فشل المفاوضات بشأن القضية حيث تدعم روسيا نظام بشار الأسد بينما تدعم أمريكا العديد من الجهات الإسلامية المنقلبة على النظام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة