تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لاستقبال ثانى وفد سياحى إيطالى فى مستهل البرنامج التجريبى لرحلة العائلة المقدسة، بعدما نظمت مؤسسة أنيتالسى الإيطالية رحلة فى فبراير الماضى لوفد إعلامى إيطالى، على أن تستقبل البلاد وفدًا جديد فى الفترة من 17 لـ21 يونيو الجارى ويعلن عنها بمقر راديو الفاتيكان.
يقول نادر جرجس عضو اللجنة الوزارية لبرنامج رحلة العائلة المقدسة، أن الوفد يضم 50 سائحًا على رأسهم أسقف مدينة فيتربو الإيطالية، لافتًا إلى أن وزارة السياحة استعدت لكى تجعل هذا البرنامج تجربة روحية وسياحية فريدة حيث يجمع البرنامج بين الجانبين التاريخى والدينى.
وأشار جرجس إلى أن أعضاء الوفد يبدأون رحلتهم بزيارة الهرم ثم مسار العائلة المقدسة بالقاهرة ومنه إلى وادى النطرون .
أما على مستوى الكنيسة، فمن المنتظر أن يستقبل الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس وأسقف عام المعادى، الوفد الإيطالى بكنيسة السيدة العذراء بالمعادى التابعة له، وهى ضمن كنائس المرحلة الأولى من رحلة العائلة المقدسة، بينما يستقبل الأنبا يوليوس أسقف كنائس مصر القديمة والخدمات الاجتماعية، الوفد بكنيسة أبو سرجة بمجمع الأديان الواقعة تحت إشرافه أيضًا، ثم يتجه الوفد لزيارة ثلاثة أديرة فى منطقة وادى النطرون هى أديرة الأنبا بيشوى، والعذراء السريان والعذراء باراموس.
من جانبه، قال القس تيمون السريانى المسئول عن استقبال الزوار الأجانب بدير السيدة العذراء السريان، أن الدير على أتم استعداد لاستقبال الزوار بعدما تم رصف الطريق المؤدى للدير فى مدخلة بلدة وادى النطرون، كما تم الانتهاء من ترميم جميع أديرة منطقة وادى النطرون التى كانت قد تأثرت بسقوط سيول غزيرة العام قبل الماضى، وبذلت وزارة الآثار والكنيسة جهودا كبيرة في ترميمها لافتًا إلى أن الأديرة من الداخل جاهزة تماما وكل ما يتبقى هو التنسيق مع المحافظ والأجهزة التنفيذية بمحافظة البحيرة لاستقبال الوفد السياحي.
5
نقاط فى المرحلة الأولى من مسار العائلة المقدسة
يضم برنامج رحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى مرحلته الأولى 5 نقاط، الأولى كنيسة أبو سرجة، "كنيسة القديسين سرجيوس وواخس" هو الإسم الأصلى للكنيسة، إلا أن الفتح العربى الإسلامى قد أتى بصبغته على اسمها، فاتخذت اسما عربيا وصار سرجيوس «أبوسرجة» على طريقة الكنية التى ينادى بها العرب رجالهم.
القمص أنجيلوس جرجس،كاهن الكنيسة، ألف كتابا عن تاريخ الكنيسة التى يخدم فيها منذ سنوات، يقول لنا إن كنيسته هى المحطة الوحيدة التى عبرت فيها العائلة المقدسة ذهابا وإيابا، وصارت كنيسة منذ العصر الرسولى، حيث تباركت بزيارة القديسين مارمرقس وبطرس اللذين نزلا المغارة، وحين جاءت الملكة هيلانة قررت تأسيس كنيسة تعلو كنيسة المغارة.
ويؤكد القمص أنجيلوس أن الكنيسة تبذل جهودا كبيرة مع مسئولى وزارة الآثار، من أجل الإعداد لمسار رحلة العائلة المقدسة الذى اعتمده الفاتيكان مؤخرا، حتى إنه يتواصل مع عدة جهات أهمها وزارة السياحة، ويجرى تنسيقا رفيع المستوى بين كافة الأطراف لإبراز تلك الكنيسة ذات الأهمية التاريخية.
كنيسة السيدة العذراء بالمعادى
مكثت العائلة المقدسة فى هذه الكنيسة من ثلاثة إلى أربعة أيام، أثناء رحلتها للصعيد، وترتبط الكنيسة بالكثير من الحكايات المدهشة، إلا أن أغرب تلك القصص ما يتداوله الناس عن العثور على إنجيل عائم على صفحة الماء أمام الكنيسة، ففى الثانى عشر من مارس من العام 1976، عثر سمعان العامل بالكنيسة على الإنجيل العائم، فاستدعى القمص بشارة إبراهيم، كاهن الكنيسة الذى كان منشغلا بصلاة القداس الإلهى، وبعد انتهاء الصلاة ذهب مع الشمامسة ليجد الإنجيل تتقاذفه أمواج النيل الهادرة ولكنه مفتوح على الآية «مبارك شعب مصر»، رغم أن قانون الطفو يجعل الورق يغرق ولا يطفو، ومازالت الكنيسة تحتفظ بهذا الإنجيل فى صندوق من الزجاج الشفاف حتى الآن.
أديرة وادى النطرون
تضم منطقة وادى النطرون الأثرية ثلاثة أديرة، بينهم دير العذراء باراموس كلمة بارموس تعنى الذى للروم، وهو دير تأسس فى القرن الرابع الميلادى ويعود اسمه للأخوين مكسيموس ودوماديوس ابنى ملك الروم اللذين ترهبنا فى الدير، حيث أسسه القديس مكاريوس الكبير المعروف باسم الأنبا مقار، ضمن حركة رهبانية بدأت فى مصر فى القرن الرابع الميلادى على يد القديس الأنبا أنطونيوس أول راهب فى التاريخ.
أما الدير الثاني، فهو دير الأنبا بيشوي، الدير الكبير، يشتهر فى العصر الحديث بكونه بيت الباباوات، فالدير يضم مزارًا للبابا شنودة مدفون فيه، حوله الرهبان إلى متحف مقتنيات لآخر باباوات العصر الحديث
والثالث هو دير العذراء السريان، وتعود حكاية الحياة الرهبانية فى هذا الدير إلى جماعة من الرهبان السريان الأرثوذكس الشوام الذين قد سمعوا عن ازدهار الحياة الرهبانية فى تلك المنطقة من البرية، أرادوا أن ينتسبوا لمدرسة الرهبنة الأولى فى مصر، فجاءوا فى القرن الخامس الميلادى وعاشوا الحياة الرهبانية مع إخوتهم من المصريين، وظلوا هنا حتى القرن السادس عشر الميلادى، أجيال وراء أجيال تتوارث الرهبنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة