ما أن وضعت الانتخابات اللبنانية أوزارها حتى بدأت مختلف الطوائف من سنية إلى شيعية إلى مارونية إلى درزية فى مرحلة جمع الغنائم وحساب الغلة التى خرجت بها كل طائفة من مجمل الصناديق، استعدادا لمعرفة وزنها على الساحة السياسية اللبنانية، وموقعها من صنع القرار خلال السنوات الأربع المقبلة، فى وقت يعتبر فيه المجلس النيابى اللبنانى هو المسئول الأول عن القرار.
وأظهرت النتائج الأولية - فور انتهاء عملية الفرز - توزيع المقاعد النيابية وفقا الأحزاب، حيث أظهرت النتائج الأولية فوز تيار 8 آذار وحلفائهم بأكثر من نصف مقاعد مجلس النواب اللبنانى الجديد من إجمالى 128 مقعدا، فى تقدم عن نتائج آخر انتخابات نيابية جرت فى لبنان فى العام 2009 والتى كان حصد فيها فريق 14 آذار الأغلبية.
وتشير النتائج الى تمكّن حزب الله وحلفيه حركة أمل من الفوز بجميع المقاعد فى دائرتى الجنوب الثانية والثالثة الممثلة للشيعة، وحصدا مجتمعين 30 مقعداً فى جميع الدوائر التى نافسوا عليها، حيث فاز حزب بالله بـ 14 مقعداً، بينما فازت حركة أمل بـ16 مقعدا، فى مؤشر على أن سلاح المقاومة اللبنانية – أو سلاح حزب الله - سيظل فى مأمن من أى محاولة للمساس به سواء داخلية أو خارجية.
أما التيار الوطنى الحر – حليف الثنائى الشيعى - الذى يعد ممثلاً للمكون المسيحى المارونى، فقد أشارت النتائج الأولية إلى حصوله مع حلفائه على 27 مقعداً، وبقى الحزب الأكثر تمثيلاً للمسيحيية، وهو التيار الذى أسسه الرئيس ميشال عون ويعتبرون سلاح حزب الله قوة للبنان.
ليس هذا فحسب بل إن محاولات حزب الله لاختراق مقاعد السنة وحصد بعضها نجحت، خاصة فى دوائر بيروت وطرابلس، وصيدا معقل سعد الحريرى زعيم السنة فى لبنان ورئيس تيار المستقبل، وأظهرت النتائج غير الرسمية أن من بين الأسماء المدعومة من حزب الله وفازت فى تلك الدوائر هى جميل السيد المدير السابق للأمن العام وصديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك عبد الرحيم مراد الذى حصل على مقعد سني.
لكن حزب الله منى بخسائر فى أحد معاقله، وهى دائرة بعلبك الهرمل الانتخابية، وحصل معارضو الحزب على مقعدين من أصل 10 هناك، أحدهما ذهب لحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، والذى تمكن فى هذه الانتخابات من تحقيق فوزًا كبيرًا، حيث تضاعف تمثيله إلى 15 مقعدًا مقارنة بـ8 مقاعد فى الانتخابات السابقة، فى حين خسر حزب الله المقعد الثانى لصالح الحريرى وتيار المستقبل.
وحافظ تيار المستقبل، على زعامته السنية بعدما فاز بـ 21 مقعداً فى مختلف الدوائر، وحصلت القوائم المدعومة منه على 3 مقاعد، وعلى المستوى الدرزى، حافظ الحزب التقدمى الاشتراكى، الذي يقوده وليد جنبلاط على تصدره للمشهد الدرزى، حيث حصلت لائحته المصالحة على 11 مقعدا عموماً، فى حين كانت المفاجأة هو حصد المجتمع المدنى على مقعدين والمستقلين 16.
ولا زالت التحالفات التى ستتم تحت قبة البرلمان اللبنانى غامضة، إلا أن الثابت هو نجاح حزب الله فى تأمين سلاحه من أى محاولات للمساس به بعد أن ضمن الأغلبية، وكرس مكانته كقوة عسكرية وسياسية رئيسية على الساحة اللبنانية، كما ظل الحريرى رغم تراجعه فى تلك الانتخابات الزعيم السنى الأبرز على الساحة اللبنانية، والذى يظل مرشحا بقوة لتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، والتى متوقع أن تكون ائتلافيه بين مختلف القوى وفقا للأوزان السياسية الجديدة.
باسيل عقب الادلاء بصوته
وفى أول تصريح له أكد رئيس مجلس النواب نبيه برى أن "الدرس الأكبر من هذه الانتخابات النيابية هو الاستفادة من أن محاولات الهيمنة لا تفيد، وأن الطرح الطائفى والمذهبى لا يفيد وأن الطرح الاستعلائى لا يفيد، إنما الطرح للوحدة الوطنية هو الحاصل الانتخابى الحقيقى نتيجة هذا القانون"، ومشددا على أنه "يجب الإسراع بتأليف الحكومة كى لا يضيع البلد بمتاهات نتيجة الديون المتراكمة والاستحقاقات التى تنتظرنا"، وقال: "سأكون إلى جانب العهد كما كنت سابقا، وبالنسبة لموضوع وزارة المالية فإن هذا الموضوع منذ قديم الزمن اتفق عليه فى الطائف ونفذ، ووزارة المالية هى للطائفة الشيعية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة