ذهب الجميع، ماتوا، لم يبق سوانا، بضع نفر متناثرين بطول البلاد، لا نلتقى إلاّ لواجب عزاء فى فقيد، هزّ رأسه مؤمّناً على كلامى، تأرجحت بعينيه نظرة بها بعض من حزن، قال: نطقت حقا، فعلاً لا نلتقى إلاّ لمأتم، لست أدرى سبباً يدعونا ألاّ نلتقى على فترات !
قلت: الحزن يجمع الناس، بينما الفرح شأن خاص، يكره كثيرون أن يشاركهم الغير فيه، ارتسمت على شفتيه ابتسامة صفراء، كأنما أحس أنى أقصده بكلامى، فتراجعت بعد إدراك. تنحنحت ثم أكملت: تلك طبيعة الحياة، سنّة البشر الآن ..
خيّم على رأسينا صمت، استغرق كلينا فى إصغاء مصطنع لصوت المقرئ، حتى انتهى من قراءة "الرُبع" فأثنينا على جودة تلاوته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة