عن عمر 97 عاما رحلت الفنانة مديحة يسرى، بعد حياة فنية طويلة، جعلها واحدة من أهم نجمات السينما المصرية وأبرز وجوهها، ولعل الجمال الذى تميزت به والحضور الإنسانى اللافت انعكس على حياتها العاطفية الغامرة، حيث تزوجت 4 مرات من أشخاص مميزين للغاية وكانوا نجوما لمجتمعهم، كما وقع فى حبها الأديب الكبير عباس العقاد.
معاكسة "بريئة" من أول مخرج فى تاريخ مصر تغير مسار حياتها
فى حوار صحفى أجرى معها عام 2008 قالت إنها لم تكن تنوى الدخول إلى مجال الفن، فخلال وجودها فى السينما لمشاهدة أحد الأفلام عام 1941، وبينما كانت تتناول الأيس كريم مع صديقاتها عقب الانتهاء من الفيلم اقترب منها شخص قائلا: "عنيكى جميلة أوى"، الشخص الذى "عاكس" مديحة يسرى لم يكن سوى المخرج "محمد كريم" أول مخرج مصرى، الذى عرض عليها المشاركة فى الظهور فى فيلم "ممنوع الحب" خلال تصوير أغنية "بلاش تبوسنى فى عينيا" للموسيقار محمد عبد الوهاب.
خبر زواج محمد أمين ومديحة يسرى
ولأجل السينما وافقت الفنانة مديحة يسرى على أول عرض بالزواج قدم لها من الملحن والمطرب "محمد أمين" الذى عرض عليها الزواج فوافقت على الفور فى محاولة للهروب من قبضة أبيها الذى كان يعارض دخولها المجال الفنى، ووضع عليها قيود كبيرة، لكنها وبعد 4 أعوام تطلب الطلاق إذ تكتشف أنها لم تكن تشعر بالحب ناحيته، كما أن حبا آخر بدأ ينمو فى حياتها.
مديحة يسرى ومحمد أمين
أحمد سالم أول من قال "هنا القاهرة" زوجا لسمراء النيل
كان المهندس "أحمد سالم" نجما مجتمعيا فريدا من نوعه، فكان أول مصرى يشترى طائرة خاصة ويقودها بنفسه من إنجلترا إلى مصر، كما كان أول مذيع فى الإذاعة المصرية وهو أول من قال "هنا القاهرة" فى الإذاعة المصرية عند افتتاحها عام 1934، وهو أيضا ممثل ومنتج سينمائى.
فى استراحة تصوير أحد الأفلام مديحة يسرى تلاعب سالم الطاولة
وفى أثناء تصوير فيلم المستقبل المجهول، وقعت مديحة يسرى فى حب سالم فطلبت الطلاق من زوجها محمد أمين، وبالفعل تزوجا لكن هذا الزواج لم يستمر سوى عام واحد فقط، إذ أودت آثار إصابة قديمة بالرصاص بحياة أحمد سالم، وهى الرصاصة التى كانت قد أصابته بسبب شجار عام 1944 بينه وبين زوجته السابقة المطربة أسمهان استعانت فيه بالشرطة فما كان من سالم إلا أن بادل رجال الشرطة إطلاق الرصاص، وأصيب برصاصة فى صدره وعولج لكن آثارها ظلت تؤلمه حتى وفاته.
صورة نادرة بالألوان لمديحة يسرى أثناء المشاركة بمهرجان كان عام 1954
العقاد "قصة الحب" التى جعلت منه عدوا للمرأة
مع بداية ظهور مديحة يسرى على شاشة السينما تعلق بها قلب الأديب الكبير عباس العقاد، والذى دعاها لحضور صالونه الأدبى، وسريعا وقع الكاتب الكبير فى حب الفنانة الصغيرة، لكن كان هناك مشكلة كبيرة بينهما وهو فارق السن الكبير، إذ كان العقاد فى الخمسينات من عمره بينما كانت مديحة يسرى فى العشرينات، وبدأت المشكلات تتسرب إلى علاقة الحب التى جمعت بين العقاد ومديحة.
وقال الكاتب الكبير رجاء النقاش فى كتابه "أشهر قصص الحب من الشرق والغرب"، إن الغيرة بدأت تتسرب شيئا فشيء إلى قلب العقاد الذى لم يرض بكون الفتاة التى يحبها نجمة سينمائية، وكانت النتيجة الحتمية هى الانفصال بين الأديب الكبير والفنانة، ويروى النقاش نقلا عن "صلاح طاهر" الفنان التشكيلى أن العقاد طلب منه أن يرسم له لوحة فنية كى يشعر بأنه اتخذ القرار الصائب بقطع علاقته بمديحة يسرى، وهى عبارة عن قطعة حلوى يلتف حولها الذباب، ويروى طاهر أن قصيدة "يوم الظنون" الشهيرة التى كتبها العقاد تصف علاقته بمديحة يسرى إذ يقول فيها:
مديحة يسرى فى إعلان لأحد أدوات التجميل
ورجعت أهرب من لقاك وطالما
ألفيت عندك في الشدائد مقصدي
ما كان من شيء يزيد تنعمي
إلا يـزيـد اليـوم فيك تلـددي
أُواه من أمسي ومن يومي معا
ولعل علاقة الحب الفاشلة بين العقاد ومديحة يسرى قد أثرت على علاقته بشكل عام على المرأة، فلقب بسبب كتاباته بـ"عدو المرأة" بسبب كتاباته التى تهاجمها، لكن وفى نهاية حياتها نفت الفنانة مديحة يسرى أن يكون جمع بينها وبين العقاد قصة حب، وهو ما استغربه بعض الكتاب والنقاد فى حينها نظرا لشهرة المسألة وعدم نفيها من قبل الفنانة مديحة يسرى على مدار سنوات.
"فوزى ومديحة" قصة حب دامت عشر سنوات وانتهت بالخيانة
ارتبطت الفنانة مديحة يسرى بمحمد فوزى فى عام 1954، وشاركا سويا فى عدد من الأفلام كثنائى فنى، واستمرت الزواج بينهما لمدة 10 سنوات، وأنجبا من هذا الزواج ابنهما "عمرو" والذى توفى فى شبابه إثر حادث سيارة عن عمر 26 عاما.
مديحة يسرى ونجلها الوحيد قبل وفاته
لكنهما وبعد زواج طويل انفصلا عن بعضهما البعض بسبب ما قالت مديحة يسرى إنها اكتشفت خيانته لها وعلاقته بامرأة أخرى، وهو ما لم تستطع تحمله فطلبت منه الطلاق والذى وصفته سمراء النيل بـ"الطلاق الهادئ".
زواج مديحة يسرى وفوزى
ورغم أنها قالت فى تصريحات صحفية وإعلامية لأكثر من مرة إنها لم تسامحه أبدا على خيانته لها، لكنها لم تتوقف يوما عن الثناء عليه خاصة أن علاقتهما استمرت لصداقة قوية ووقفت بجواره بعد أزمة تأميم شركته "مصر فون" وفى مرض موته، ففى لقاء مع التليفزيون المصرى فى الثمانينات وصفته قائلة: "شخص محب للحياة لم يكن يعترف بالحزن، هو شخص ذكى جدا فى عمله ولديه لمحة تجارية رائعة بدليل أنه أنشأ أول مصنع للأسطوانات فى مصر، كان محبا للأطفال وأب بمعنى الكلمة، يراعى ابنه عمرو كأب مثالى".
مديحة يسرى ومحمد فوزى على المرجيحة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة