يعيش سكان منطقة مساكن الجمهورية بحى ثان المحلة بمحافظة الغربية فى مأساة حقيقية وسط مستنقع لمياه المجارى التى لم تجف يوما عن شوارع المنطقة، أو البيوت والتى تطفح باستمرار بشكل شبه يومى.
ويصرخ الأهالى من غرق منازلهم بالصرف الصحى حتى وصلت المياه لدورات المياه وأغرقت الشقق، فضلا عن ارتفاع منسوب المياه لأكثر من 10سم فى الشوارع ولم تترك شبرا إلا وغمرته بالمياه التى ينبعث منها روائح كريهة.
فيقضى سكان المنطقة أيام الشهر الكريم يفطرون على رائحة المجارى ولا يستطيع أحد الخروج أو الدخول للمنازل إلا بعد أن عن طريق المرور فى المياه أو فوق الطوب الذى يؤدى فى النهاية إلى ملامسة المياه لأجسادهم، وسط حالة من الغضب الشديد من تجاهل المسئولين لتلك الكارثة البيئية، التى تهدد حياتهم بالإصابة بالأمراض، فضلا عن تهديد منازلهم بالانهيار بسبب تسرب المياه أسفل المنازل والتى لا تجف بشكل دائم.
وبالتزامن مع تلك الكارثة البيئية والصحية فهناك موظفو مكتب صحة ثالث المحلة، الذين لم يجدوا طريقة لدخول المكتب إلا عن طريق الشباك سواء سيدات أو رجال فى مشهد يثير غضب الجميع من عدم تحرك أحد من المسئولين لشفط المياه أو وضع حلول جذرية عاجلة لتلك المشكلة التى باتت كابوس يؤرق حياتهم.
يقول رفعت مأمون من سكان المنطقة: إن الكارثة أصبحت كابوسا يؤرق حياتهم ولا نستطيع أن ندخل منازلنا أو نتوجه لعملنا بسبب طفح مياه المجارى فى الشوارع وغرق منازلنا بها.
وأضاف أن المشكلة تكرر بشكل شبه يومى واعتادوا على مشاهدة مياه المجارى فى الشوارع وفى مداخل العمارات.
وأشار أن المجارى تطفح يوميا وينبعث منها روائح كريهة، فضلا عن الحشرات التى تظهر فوق المياه والناموس الذى يطاردهم فى المنازل.
أما منيرة أحمد فكشفت أن المنطقة تعانى من طفح مياه الصرف الصحى بشكل شبه يومى ولا تجف المياه منها وأن جفت لا يمر أيام قليلة إلا وتطفح البلوعات مرة أخرى.
وأضافت أنها وأسرتها أصبحوا محاصرين بالمنزل لعدم استطاعتهم الخروج لغرق المدخل بالمجارى، كاشفة أن ابنتها سقطت فى المجارى بعدما اختل توازنها أثناء المرور فوق قالب طوب أثناء توجهها للدرس.
وتضيف وفاء سالم من سكان المنطقة أن زوجها تقدم بشكاوى لطوارئ شركة مياه الشرب والصرف الصحى لتسليك بلوعات الصرف الصحى ولكن لم يستجب أحد لشكواه، مشيرة أن المشكلة مزمنة ولم يضع لها أحد من المسئولين حلا للقضاء عليها.
وأشارت أن شركة المياه تكتفى بشفط كميات من المياه فقط لتسيير حركة السكان فى الشوارع، ويتجاهلون المشكلة الرئيسية وهى السبب وراء طفحها.
وأكدت أن موظفى مكتب صحة ثالث المحلة الرجال والسيدات، يدخلون المكتب عبر الشباك لعدم تمكنهم من الدخول من مدخل العمارة والذين تملأه المياه.
أما زكى محمد أحد شباب المنطقة فسخر من الوضع المزرى الذى تعيشه المنطقة بأن قام بإحضار صنارة وعلق بها سمكة إشارة إلى الصيد بالبحر، وقال" مفيش حد فى شركة المياه بيعبرنا وبيبص لبيوتنا اللى غرقت بالمجارى واهالينا اللى مش عارفين يتحركوا من البيوت".
وأشار أن السكان يفطرون على رائحة المجارى دون أى مراعاة للمرضى والأطفال الذين يتأذون من المجارى والتى أدت لإصابتهم بالامراض الجلدية.
من جانبه أكد المهندس محمود عاطف رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحلة لـ"اليوم السابع" أن السبب الرئيس وراء طفح مياه الصرف الصحى بمساكن الجمهورية هو زيادة الضغط على محطة رفع الصرف الصحى بمنطقة منشية البكرى والتى تغطى جميع مناطق حى ثان المحلة.
وأشار أن المحطة تحتاج لإحلال وتجديد منذ سنوات ولم يتدخل أحد من المسئولين السابقين فى خطوات إيجابية لتنفيذ ذلك.
وأوضح "عاطف" أن تم إحلال وتجديد المحطة بتكلفة 8 ملايين جنيه، وتم تغيير 2 طرمبة بتصرفات أكبر بطاقة 250 لتر / ثانية لكل واحدة، مؤكدا أن هناك تعليمات مشددة للمقاول بسرعة إنجاز الأعمال وفور الانتهاء سيتم القضاء على تلك المشكلة نهائيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة